شهدت الدبلوماسية المصرية الأسبوع الماضي مجموعة من الأحداث، أبرزها جاء على صعيد المصالحة الفلسطينية، بالإضافة إلى الإشكالات التي طرحها الطرف الإثيوبي المتعلقة بالمدة الزمنية لملء خزان سد النهضة. المصالحة الفلسطينية أعلنت حركة حماس، الأربعاء الماضي، أن وفدها القيادي برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية عاد إلى غزة بعد ثلاثة أسابيع قضاها في القاهرة، ووصفت الحركة الزيارة بالناجحة، وقالت إن اللقاءات التي أجراها الوفد مع المسؤولين المصريين تناولت التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وملف المصالحة، وكذلك العلاقة الثنائية على المستويين السياسي والأمني. وحول الزيارة الحمساوية لمصر أكد خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، أن "مصر حصلت على موافقة دولية لإدخال المشاريع إلى غزة، وهي تدرس فتح معبر رفح بشكل كامل، وأن يكون الإغلاق هو الاستثناء". وكان وفد أمني مصري برئاسة اللواء سامح نبيل، ويضم القنصل العام في ممثلية مصر لدى رام الله خالد سامي، والعميد في جهاز المخابرات عبد الهادي فرج، قد عبر معبر بيت حانون (إيريز) إلى قطاع غزة، يوم الأحد الماضي؛ لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركة فتح وحماس، وكان في استقبال الوفد لدى وصوله إلى المعبر اللواء توفيق أبو نعيم قائد القوى الأمنية في القطاع. ويشهد اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الموقع في القاهرة أكتوبر الماضي حالة من الجمود، إثر خلافات حول "تمكين" حكومة الوفاق من تسلم كامل المسؤولية في قطاع غزة، وعدم حل مشكلة استيعاب موظفي حكومة حماس السابقة، البالغ عددهم نحو أربعين ألفًا بين مدني وعسكري في حكومة السلطة الفلسطينية. وبالأمس التقى هنية برفقة خليل الحية وفتحي حماد أعضاء المكتب السياسي لحماس الوفد الأمني المصري، لبحث تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية، وكان الوفد المصري قد التقى قبل لقائه بهنية، رئيس حركة حماس، يحيى السنوار في القطاع، لبحث المصالحة الفلسطينية، وذكر موقع "قدس برس" أنه لم يصدر عن حركة "حماس" أو الوفد الأمني المصري أي تصريحات حول نتائج هذا الاجتماع. من جهته قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، فايز أبو عيطة، إن هناك تطورات إيجابية طرأت بملف المصالحة، في ظل وجود الوفد الأمني المصري بقطاع غزة، لافتًا إلى أن لدى حركة فتح قرارًا واضحًا لإنهاء الانقسام. إثيوبيا تسلم مصر خطة ملء السد ذكر مسؤول إثيوبي أن بلاده سلمت مصر رسميًّا خطة ملء سد النهضة، والتي تصل إلى خمس سنوات، فيما أكد مصدر حكومي أن القاهرة تعتبر هذه الخطة مخالفة لاتفاق إعلان المبادئ الذي يشترط إجراء الدراسات لتحديد سيناريوهات الملء. حيث قال ممثل الجانب الإثيوبى في اللجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة، جديون أصفاو: إن إثيوبيا سلمت مصر رسميًّا خطة الملء فى سد النهضة، والسيناريوهات المختلفة، من خلال خطاب رسمي من وزير المياه الإثيوبى. وعن تفاصيل خطة الملء، قال أصفاو: قدمنا عددًا من الخيارات يمكن حسمها بعد التشاور مع الممثلين الفنيين من مصر والسودان؛ لاتباع أفضل وسيلة لتحقيق المنفعة المشتركة للدول الثلاث على حد سواء خلال سنوات الملء، دون التسبب فى أي أضرار بالغة، مشيرًا إلى أن الملء سيكون في مدى زمني يبدأ من خمس سنوات، ولكن سيحدده أيضًا فريق فني مختص بنظم ونماذج المعادلات الهيدروليكية. من جانبه أكد مسؤول مصري مطلع على ملف حوض النيل أن الخطة التي تسلمتها مصر من الجانب الإثيوبى لم تلقَ توافقًا داخل مصر، حيث إنها تتنافى مبدئيًّا مع اتفاق إعلان المبادئ الذي وقعه الرؤساء، والذى شدد على الالتزام بالدراسات الفنية التي يقوم بها المكاتب الاستشارية من أجل الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل. مندوب مصر الجديد لدى الأممالمتحدة قدم السفير محمد إدريس، الأربعاء الماضي، أوراق اعتماده كمندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك إلى أنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأممالمتحدة، ونقل إدريس خلال تقديم أوراق الاعتماد تحيات الرئيس السيسي إلى السكرتير العام، مؤكدًا استمرار دعم مصر للأمم المتحدة وللسكرتير العام في جهود تحقيق السلم والأمن والتنمية وترسيخ حقوق الإنسان على نحو ما يقضي به ميثاق الأممالمتحدة. وكان السفير محمد إدريس قد وصل إلى نيويورك، قبل أسبوعين، ليتسلم مهام عمله مندوبًا دائمًا لمصر لدى المنظمة الدولية، وكان آخر منصب دبلوماسي تولاه السفير محمد إدريس هو مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، وقبله سفير جمهورية مصر العربية لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الإفريقي ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا، كما عمل السفير إدريس من قبل بسفارات جمهورية مصر العربية في واشنطن وتركيا وسوريا ونائبًا للمندوب الدائم في نيويورك.