مازالت أزمة الادعاء بالتدخل الروسي في انتخابات الولاياتالمتحدة تلقي بظلالها على الساحة السياسية الأمريكية، وأبدي الرئيس دونالد ترامب أمس الأربعاء، استعداده للخضوع إلى استجواب تحت القسم أمام المحقق الخاص روبرت مولر، بخصوص تواطؤ محتمل بين فريق حملته الانتخابية وروسيا. وأكد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض قبل ساعات من مغادرته للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، أنه يتطلع للقاء مولر، في إطار التحقيق الجاري، في غضون أسبوعين او ثلاثة، قائلا "أنا مستعد للقيام بذلك، وأريد فعلا القيام بذلك"، رغم أنه كان استبعد لقاء مولر في وقت سابق، نافيا حدوث أي تواطؤ بين فريق حملته الانتخابية وروسيا خلال الانتخابات الرئاسية الماضية. وخضع للاستجواب في الأسبوع الماضي، وزير العدل، جيف سيشنز، ليعد أول عضو في الحكومة يتم استجوابه، خاصة أن هناك أربعة أشخاص آخرين مقربين من ترامب يواجهون اتهامات جنائية من قبل مولر، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، الجنرال مايكل فلين، الذي أقر بالكذب على المحققين الفيدراليين ووافق على التعاون مع القضاء، كما أن مولر، يحاول تحديد ما إذا كان الرئيس قام بعرقلة القضاء، حيث يركز التحقيق بشكل خاص على الظروف التي أقدم فيها ترامب، على إقالة مدير مكتب التحقيقات السابق، جيمس كومي، في مايو الماضي. وسيكون استجواب ترامب تحت القسم سابقة لم تحدث منذ عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، عندما واجه الفضيحة الجنسية عام 1996، كما تعد السابقة الأولي في التحقيق مع رئيس للولايات المتحدةالأمريكية، بشأن تواطئه مع دولة أجنبية لتدخلها في الانتخابات الرئاسية. كيف سيتم استجواب ترامب؟ تحدث محامو الرئيس دونالد ترامب، مع فريق التحقيق حول المقابلة معه والشكل الذي ستجري به التحقيقات، وقد يجري الاستجواب بين ترامب ومولر وجهًا لوجه أو يمكن أن يكون مكتوبًا أو الاثنين معًا، وأظهر محامي البيت الأبيض، تاي كوب، حذرًا شديدًا خصوصًا فيما يتعلق بشهادة الرئيس تحت القسم. وقال كوب "يجب أن نتذكر أن ترامب، تكلم على عجل قبل مغادرته إلي دافوس، لكنه لا يزال علي استعداد للتعاون بشكل تام مع فريق المدعي الخاص وإلى لقاء مولر"، وتابع أن فريق مولر ومحاميي ترامب الشخصيين يعملون على الترتيبات الخاصة باللقاء. نتائج التحقيقات تأكدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية من أنه حدثت عملية قرصنة إلكترونية ونشرت معلومات وأخبار كاذبة من الروس وقت إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. واستطاعت لجنة التحقيقات التوصل إلي أن أعضاء كبار في فريق حملة ترامب الانتخابية، من بينهم نجله، ومستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، قابلوا مسؤولين روس أو وسطاء مزعومين، وأن بعض هذه الاجتماعات لم يكشف عنها في البداية. وأدين فلين بعد اعترافه بالإدلاء بشهادات مختلقة أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن الاجتماعات مع السفير الروسي في إطار اتفاق إقرار بالذنب لتخفيف العقوبة. كما اعترف المستشار السابق في حملة ترامب الانتخابية، جورج بابادوبولوس، بالكذب أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن الاجتماع مع وسطاء روس. وفي أكتوبر الماضي، اتهم كل من المدير السابق لحملة دونالد ترامب الانتخابية، بول مانافورت، وشريكه التجاري، ريك غيتس، بالتآمر لتضليل الولاياتالمتحدة في صفقات مع أوكرانيا، ونفى الاثنان الاتهامات، التي تمحورت حول العلاقات مع الرئيس الأوكراني السابق الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع روسيا.