كشف حوار تليفزيوني لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مؤخرًا عن روايات جديدة حول خلاف بلاده مع دول المقاطعة الأربعة (مصر والسعودية والبحرين والإمارات)، وادعائه بأن بلاده تسعى إلى حل الخلافات مع مصر، كما نفى دعم بلاده للإرهاب أو التدخل في شؤون البلاد الأخرى، وهو ما قوبل بردود فعل غاضبة إزاء مواقف قطر الازدواجية من نشر رسائل إعلامية تخالف ممارستها على أرض الواقع، ووصف بأنه محاولة لصرف النظر عن الأسباب الحقيقة لأزمة الدوحة مع باقي الدول العربية، ومحاولة لخلط الأوراق. قطر تستميل مصر زعمت قطر على لسان وزير خارجيتها استعدادها لبحث الخلافات مع مصر وإيجاد الحلول الجذرية لها، كاشفًا لأول مرة عن محاولات سابقة للأمير محمد بن سلمان لرأب الصدع بين البلدين عندما كان وليًّا لولي العهد، مشيرًا إلى أن هناك من يعمل على إفشال أي محاولات لحل الأزمة. ونوه الوزير القطري بتقدير الدوحة لمصر ودورها القيادي بين الدول العربية، واحترام اختيارات الشعب المصري مهما كانت، وأنه ليس لقطر أي تدخل في تلك الاختيارات. وتابع: كانت بالفعل هناك بعض الخلافات عام 2013 بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم، وحاولنا بالفعل تجاوز هذه الخلافات، إلا إننا لم ننجح، ليسيطر الفتور على العلاقة بين البلدين. وكشف عن المحاولات التي جرت خلال مناورات رعد الشمال في حفر الباطن لحل الخلافات، حيث اجتمع الأمير تميم بن حمد مع الرئيس المصري بحضور محمد بن سلمان، الذي قال إن السعودية تريد تقريب وجهات النظر بين قطر ومصر، وتم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث لحل الخلافات برعايتها، إلا أن السعودية لم تدعُ أحد لأي اجتماع، وان القطريين حين تواصلوا مع المسؤولين في مصر قالوا إنهم في انتظار الدعوة السعودية. الخلاف مع الإمارات وعن أزمة قطر مع الإمارات، قال وزير الخارجية القطري إن الخلاف بين الدوليتن بدأ قبل المقاطعة بشهرين، حين طلبت الإمارات من قطر تسليم زوجة معارض إماراتي مقيم في الدوحة، إلا أن الأخيرة رفضت تسليمها؛ كونها غير مطلوبة في جرم جنائي، مضيفًا: المادة 58 من الدستور تحرم علينا تسليم أي لاجئ لأسباب سياسية. من جانبه شن وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، هجومًا عنيفًا على قطر، بعد تصريحات وزير خارجيتها، مؤكدًا أن دول المقاطعة تسعى لتجاوز الأزمة، وقدمت الحلول السياسية لقطر، لكنها اختارت الاستمرار في الأزمة واستمرار عزلتها. وأشار قرقاش إلى أن تحريض يوسف القرضاوي من الدوحة على استهداف الإمارات كان بداية الأزمة في عام 2014، وقال في تغريدة له على تويتر: تعودنا على ازدواجية الخطاب السياسي القطري، هي التي استضافت القاعدة التي قصفت العراق والمحطة التي حرضت ضد القصف، وهي التي دعمت حماس، وطبعت بحرارة مع إسرائيل، وهي التي تواصلت مع السعودية، وتآمرت على ملكها. ويرى قرقاش أن دول المقاطعة الأربعة قدمت الحل السياسي، ودعت إلى التفاوض، مؤكدًا أنه لا يمكن حل الأزمة إلا من خلال تغيير توجه قطر الداعم للإرهاب والتطرف والمتآمر على جيرانه، منوهًا بأن القيادة القطرية مرتبكة ومتخبطة، ولا تريد أن تعالج لب الموضوع، وهو ما يجعل قطر مستمرة في أزمتها وعزلتها. رد عنيف من السعودية شن سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي السعودي هجومًا عنيفًا على قطر بعد تصريحات وزير خارجيتها، قائلاً: السبب الرئيسي للخلاف هو عمل القيادة القطرية على إسقاط وتقسيم السعودية، وهذه سياسة ثابتة لما أسماه تنظيم الحمدين منذ انقلاب الابن على أبيه، مضيفًا: تنظيم الحمدين قام بغبائه بفضح عملائه ممن يسمون بالمعارضة السعودية منذ اليوم الأول للمقاطعة، حين أجبرهم على الاصطفاف العلني معهم ضد السعودية، فأحرقهم أمام الرأي العام تمامًا. وأكد القحطاني في تغريدة له على تويتر أن قرار المقاطعة كان مؤلمًا، لكنه كان ضروري؛ لحفظ أمن المنطقة العربية والعالم، مضيفًا: نحن نمارس حياتنا بشكل طبيعي، ولم نضع في تليفزيوننا عدادًا يحسب أيام المقاطعة، ولم نتباكَ في المحافل على ما جرى.