قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في كلمة ألقاها في مؤتمر القدس بمدينة غزة اليوم، إن حركته لديها معلومات بأن قرارات أمريكية جديدة ستصدر بحق مدينة القدس، وستعترف الإدارة الأمريكية بإسرائيل كدولة يهودية، وتضم جميع التجمعات الاستيطانية إلى القدس، إضافة إلى محو حق العودة. وأضاف أن ما يحدث اليوم هو انتفاضة عالمية، يشعلها أصحاب الضمائر الحية، مؤكداً أن القدس تُسقط من يتآمر عليها عبر تاريخها، إذ ليس هناك تفاوض على القدس، ولا تقسيم للقدس، فالقدس كلها لنا، وفلسطين كلها لنا، ولن يدوم الاحتلال. وحثَّ هنية في كلمته السلطة الفلسطينية على إلغاء اتفاقية أوسلو، مطالبًا أن يكون لها موقف واضح وثابت في سياستها واستراتيجيتها لترتيب البيت الفلسطيني، ولرفع الضغوطات عن المقاومة، حتى تنفجر في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وعبر هنية عن فخره بالشهداء الذين دافعوا عن القدس منذ إعلان ترامب حتى اللحظة، الذين وصلوا ل14 شهيدًا، مشيرًا إلى أن الشهيد المقعد أبو ثريا والأسيرة عهد التميمي أصبحا أيقونة الأحرار والانتفاضة الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سيواصل مشواره مهما كلفه الأمر في الدفاع عن القدس والأمة الإسلامية. واستطرد هنية: ترامب كما هو واضح ماضٍ في قراراته الداعمة للكيان الصهيوني، وربما تعتبر فترته ذهبية للحكومة الإسرائيلية، التي تحقق أمنياتها بدعم الإدارة الأمريكية، فلطالما نادى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتراف بيهودية الدولة، كما نادى سابقًا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولعل الساسة الفلسطينيين المنقسمين داخليًّا آخر ما يخشاه الاحتلال، بل إن الخوف الأعظم لديه من تفجّر ثورة شعبية، إذا استمرت سرقة فلسطين بهذا الشكل العلني. من جانبها أكدت الفصائل الفلسطينية أن الاحتلال يخشى اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة في كافة الأراضي الفلسطينية، التي ستكشف ضعفه، وتعيد القدس والمسجد الأقصى كاملين. حيث قالت حركة حماس إن ارتفاع وتيرة الإجرام الإسرائيلي ناجم عن إفلاسه وتخبطه أمام الجماهير الفلسطينية التي تدافع عن مقدساتها وأرضها، إذ إن الاحتلال يعيش حالة من الهوس؛ خشية تصاعد الهبة الجماهيرية التي تُسيّرُ نفسها. الجهاد الإسلامي أكدت أن الاحتلال منذ نشأته على أرضنا وهو يمارس العدوان والهمجية ضد الفلسطينيين، ويستغل التواطؤ الدولي والدعم الأمريكي ليكمل إرهابه ضد الشعب الفلسطيني، وهذا يوجب على الفلسطينيين إشعال فتيل الانتفاضة بشكل قوي وكامل في كافة الأراضي الفلسطينية. واعتبرت الفصائل قرار الأممالمتحدة الذي حصد بالإجماع رفضه لأي تغيير في مدينة القدس انتصارًا سياسيًّا غير ملزم للاحتلال أو لأمريكا، داعين إلى الاعتماد على أنفسنا فقط في إسقاط القرارات الأمريكية والصهيونية. حركة فتح من جهتها طالبت بتصعيد الانتفاضة؛ لأن الأمر بتعلق بالقدس أولاً، ولأن الإدارة الأمريكية لم تتراجع عن قرارها، بل إن الاحتلال ماضٍ في تهويد القدس وتغيير هويتها.