بحسب التلفزيون الروسي الرسمي، هناك مرشح واحد للانتخابات الرئاسية في الرابع من مارس قادر على تقديم مقترحات ملموسة للبلاد هو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وفي 13 فبراير، وككل أسبوع منذ بداية الحملة الانتخابية، ينشر بوتين مقالة طويلة في صحيفة. وهذه المرة تمحورت المقالة حول موضوع السياسة الاجتماعية ووعد فيها بزيادة الأجور ورواتب التقاعد والمنح المدرسية والمساعدات للأسر. وخصصت القناة الأولى الروسية على الفور سبع دقائق لهذه المقالة، قرأ خلالها صحفيون مقتطفات طويلة من النص. ويقول صحفي في الختام “حتى الأشخاص الذين ينتقدون بوتين يقرون بأن مستوى إلمامه بالمسائل الاجتماعية أعلى من منافسيه”. وسيضطر ثلاثة من المرشحين الأربعة الآخرين فلاديمير جيرينوفسكي وجينادي زيوجانوف ومرشح الوسط سيرجي ميرونوف، إلى الانتظار لتخصص نشرة الأخبار بعض الوقت لحملتهم رغم أنهم ليسوا من المنتقدين الشرسين للنظام. ويظهر زيوجانوف في تحقيق يستمر أربع دقائق ونصف الدقيقة لدعوة أنصار النظام ومعارضيه إلى تفادي المواجهة. ويتطرق ميرونوف إلى عمل مجلس الشيوخ الروسي في حين يظهر جيرينوفسكي وهو يتحدث عن الحيوانات. ويقول جيرينوفسكي أمام طلاب في معهد زراعي “في طفولتي كان لدي أرانب وحمامات ودجاجات وماعز. لكنني مع الماعز خدعت ووالدتي بعد شراء ذكرين وبالتالي لم يكن بوسعنا الحصول على حليب”. وفي اليوم التالي قال جيرينوفسكي خلال مؤتمر صحفي غاضبا “كنت في أكاديمية الزراعة وتبث القناة الأولى فقط ما أوردته عن الأرانب في مرحلة طفولتي. ما معنى ذلك؟ أن هذا هو كل ما أتحدث عنه مع الناخبين؟”. ثم قال متوجها إلى الكاميرات “هل تصورون؟ لكن هناك من يراقب ويختار اللقطات في الاستوديو ولهذا السبب لا ينشر التلفزيون كل شيء”. وسجل الحزب الشيوعي هذا الخلل، فمن الفترة الممتدة من 2 إلى 11 فبراير خصصت خمس قنوات 680 دقيقة لبوتين مقابل 146 دقيقة لجيرينوفسكي و65 دقيقة لزيوجانوف. وتسيطر ثلاث قنوات على الوسائل السمعية-البصرية في روسيا هي قناتا بيرفي كانال وروسيا العامتان وان تي في الخاصة التي تسيطر عليها مجموعة جازبروم. أما القنوات الأخرى فتبث برامج ترفيهية أو لا يغطي بثها إلا المدن الكبرى. وإن كانت القنوات الثلاث الرئيسية تغطي بعض أنشطة المعارضة منذ إطلاق مطلع ديسمبر تظاهرات الاحتجاج في روسيا، تبقى هذه المواضيع نادرة. ووجهت رابطة الناخبين، التجمع الذي يضم شخصيات معارضة في مجالي الثقافة أو الصحافة المستقلة، رسالة إلى اللجنة الانتخابية انتقدت فيها هذا التمييز. وقالت المنظمة إن “أي معلومات يقدمها رئيس الوزراء تعرض على أنها الحقيقة المطلقة. ليس هناك تعليقات خبراء وملاحظات المعلقين فيها نبرة إخلاص لبوتين”. ولا مجال لمواجهة بين بوتين وخصومه لأن رئيس الوزراء رفض المشاركة في مناظرات تلفزيونية. ويعتبر انصار بوتين أن هذه الشكاوى تدل على ضعف خصومه. وهذا الأسبوع قال سيرجي نيفيريوف القيادي في الحزب الحاكم “إن ممثلي المعارضة يسعون مسبقا إلى تبرير اخفاقاتهم المقبلة لأنهم يعلمون جيدا أنه لا يمكن لأي مرشح الوقوف في وجه بوتين”.