تجاهل القائمون على الرياضة والإعلام في الأونة الأخيرة، تكريم أبطال حقيقيين في ألعاب مختلفة، حققوا انتصارات ورفعوا علم مصر في محافل عالمية، في حين سلطت عدساتها على أشخاص عاديين في مواقف معينة نالوا استحسان بعض الناس. «حسناء» مباراة الزمالك وصن داونز خلال مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الزمالك وصن داونز بطل جنوب إفريقيا، تحولت عدسات الإعلام فتاة حسناء، رصدتها الكاميرات أثناء المباراة المهمة، وبعدها استضافتها الشاشات المختلفة حتى أصبحت نجمة وصارعت وسائل الإعلام بعضها من أجل أجراء حديث معها أو استضافتها. «دموع» شاب مباراة التأهل واقعة أخرى تكررت خلال مباراة مصر والكونغو التي انتهت بتأهل الفراعنة لكأس العالم لأول مرة منذ 27 عامًا من الغياب عن المحفل العالمي، فبعدما سجل منتخب الكونغو هدف التعادل في الوقت القاتل من المباراة، سلطت كاميرات تغطية المباراة الضوء على الشاب صاحب ال23 عامًا يبكي حزنًا على تعادل فريقه. دقائق قليلة وتحول الشاب إلى بطل بفضل دموعه التي رصدتها عدسات مخرج المباراة، لكنها أشياء تحدث في العالم وليس مصر وحدها، حيث باتت كرة القدم تستحوذ على عقول مشجعيها والدموع ليست دليلًا على الوطنية أو عدمه، فكل من كان في الملعب ذهب وسافر من محافظات بعيدة لمؤازرة الفريق، لكن الإعلام أعطى الواقعة أكبر من حجمها. وتطورت الأمور إلى حد منحه مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، عضوية النادي بالمجان، وأهدى أشرف شيحة، صاحب إحدى شركات السياحة، الشاب رحلة عمرة، فيما تكفل أحد السعوديين بتكاليف سفر الشاب المصري وإقامته في روسيا خلال فترة كأس العالم. طالما، يتجاهل الإعلام الأبطال الحقيقيون الذين أعطوا للرياضة ولمصر الكثير، وبات الكثير منهم يعاني الويلات بسبب ظروف المعيشة الصعبة، فطارق الجزار، لاعب المنتخب المصري للصم والبكم لكرة القدم، حصل على جائزة أفضل لاعب في بطولة العالم التي أقيمت في إيطاليا العام المنصرم، وبدلًا من تكريم نجم المنتخب الوطني لم يذكره أحد، ولم يحصل من جراء تواجده في الدوري المصري للصم والبكم على المقابل المالي الذي يجعله يستطيع الإنفاق على أسرته، ليتجه إلى العمل كبائع جائل.