أثيرت حالة من الجدل حول تيار الاستقلال (أعضاء حركة أطباء بلا حقوق)، الذي حصد غالبية الأصوات خلال انتخابات التجديد النصفي للأطباء التي جرت أول أمس الجمعة، في 27 مقرا تحت إشراف قضائي كامل ورقابة من منظمات المجتمع المدني، وتنافس فيها 51 مرشحًا من مختلف المحافظات؛ لاختيار 12 مقعدًا في مجلس النقابة العامة و8 آخرين في النقابات الفرعية. من أبرز الاتهامات والمزاعم الموجهة إلى أطباء بلا حقوق، أنهم كيان سياسي يعمل ضد الدولة ويدخل في تصادم مستمر مع السلطة التنفيذية، رغم أنه يسيطر على نقابة الأطباء منذ أكثر من 4 سنوات، وهو ما وصفه أحدهم بأنه جزء من القصور الفكرى السياسي السائد في المجتمع نتيجة إبداء رأي جديد أو طرح وجهة نظر يختلفون فيها مع أصحاب القرار السياسي في الدولة. وتردد أيضا، أن الهدف الرئيسي لتيار الاستقلال، أن تستمر النقابة صوتا حرا يدافع عن جميع الأطباء بلا استثناء لمواجهة الإخوان المسلمين الذين سيطروا على النقابة العامة لسنوات طويلة تزيد عن 20 عاما، فضلًا عن استكمال المسيرة المهنية والاستقلال الحقيقي للنقابات المهنية للسعي نحو حفظ حقوق جموع الأطباء والمرضى. صراع على الحقوق "من أجل نقابة مهنية مستقلة لكل الأطباء".. كان شعار مرشحي تيار الاستقلال خلال الدورة الانتخابية الأخيرة، وتمكنت قوائمه من حصد أغلبية مقاعد نقابة الأطباء (9 من بين 12 بالنقابة العامة)، بحسب المؤشرات الأولية لنتائج فرز الأصوات، رغم محاولات التشويه والحبس والمطاردة المستمرة والمنع من الظهور الإعلامى بسبب أحداث المطرية والتعدي على أطباء المستشفى التعليمي من قبل بعض أفراد الشرطة، والوقوف ضد ادعاءات صاحب "جهاز الكفتة" الشهير وكشفه أمام العالم. منذ اليوم الأول لتدشين حركة أطباء بلا حقوق، أكدت أن هدفها الرئيسي، أن تستمر النقابة صوتا حرا يدافع عن جميع الأطباء بلا استثناء لمواجهة الإخوان المسلمين الذين سيطروا على النقابة العامة لسنوات طويلة تزيد عن 20 عاما، فضلًا عن استكمال المسيرة المهنية والاستقلال الحقيقي للنقابات المهنية للسعي نحو حفظ حقوق جموع الأطباء والمرضى على حد سواء، وتوجيه السلطات التنفيذية نحو ذلك بصورة تصل إلى حد الاشتباك مع ممثلي السلطات ورفع دعاوي قضائية ضد وزارة الصحة بسبب عدم تنفيذ حكم قضائي نهائي بزيادة بدل العدوى للأطباء من 19 جنيهًا إلى 1000. الصفحة الرسمية لتيار الاستقلال على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أنهم لا يتبعون أى اتجاه سياسي أو حزبي، ويهدفون إلى نقابة مهنية مستقلة لخدمة جميع الأطباء والارتقاء بالمهنة، كما وقال الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن أعضاء قائمة الاستقلال ينتمون إلى تيار غير حزبي، مهنى في الأساس يتعاون مع الدولة لصالح الأطباء، ويختلف معها عندما تجور عليهم بما لايضر بالصالح العام. رؤية نحو الإصلاح وأكد الدكتور ايهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء، أن الهدف من قائمة الاستقلال يتمثل في تشكيل منظومة متجانسة ضاغطة بجميع النقابات الطبية (العامة والفرعيات)، حتى يمكن مساندة قضايا الأطباء والدفاع عن مصالحهم بجميع أنحاء الجمهورية. وحول رؤيتهم للإصلاح الشامل للمنظومة الصحية، أوضح الطاهر ل"البديل" أن قائمة الاستقلال وفي القلب منها أطباء بلا حقوق، يدركون جيدًا حقيقة ما وصل إليه الوضع الصحي والمنظومة الصحية في مصر من تردي وتدهور وإذلال لكلٍ من المرضى والعاملين بها، ما دفعهم للمشاركة في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة، وما قبلها من أجل تغيير الوضع الصحي وليس السيطرة علي مقاعد نقابة الأطباء للتحالف مع السلطة دون أدنى اعتراض على قراراتها في حق الصحة الدستوري. دماء جديدة الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء، أوضحت أن العمل النقابي ليس حكرا على أعضاء مجالس النقابات سواء عامة أو فرعية، وأن النقابة كانت تحتاج فعليًا إلى جهد كل الأطباء في لجان النقابة المختلفة وفي كل المجالات العلمية والاجتماعية والإعلامية والقانونية وحتى الترفيهية والخيرية، وأعلنت مينا أنهم يشاركون في انتخابات التجديد النصفي هذه المرة من أجل ضخ دماء جديدة في النقابة والمشاركة الواسعة من جموع الأطباء لإثراء العمل النقابي وخدمة المنظومة الصحية. محاولات ل"تسييس" النقابة وفي سياق متصل، هاجم الدكتور محمد فتوح، الشهير بطبيب الميدان أثناء ثورة 25 يناير 2011، وأحد الأطباء الذين كشفوا حقيقة صاحب "جهاز الكفتة"، عن حزنه الشديد من تحول تيار الاستقلال داخل نقابة الأطباء إلى اللعب السياسي على حساب النهوض الحقيقي بالمهنة، قائلًا: "خسارة، كيان مهم مثل أطباء بلا حقوق كان عنده مقومات، إنه يكون مظلة مؤسسية ينتمي لها كل الأحرار من الأطباء وتقود حركة نهضة حقيقية للمهنة، يتحول لماكينة انتخابية خالصة تصدر كثير من الضجيج لجذب الانتباه أيام الانتخابات، ويتحالف مع أشخاص وكيانات في أفضل الأحوال تحمل أيدلوجيات وأفكار مختلفة إن لم تكن متخاذلة أو حتى متآمره على الطب والأطباء لصالح نظام فاسد". وأضاف فتوح في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، أن كل ذلك من أجل حسابات انتخابية ضيقة لن تفيد المهنة أو حتى حركة أطباء بلا حقوق، بل ستضرها وتشوه سمعتها وصورتها أمام من تمثلهم ولم يتعلموا من أخطائهم السابقة ويصرون على ارتكاب نفس الأخطاء بأسماء جديدة.