شهد الأسبوع الماضي مجموعة من الأحداث الدبلوماسية البارزة، تضمنت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للإمارات، ورفض القاهرة استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، فضلاً عن تطورات جديدة في ملف سد النهضة الإثيوبي زادت من تعقيد الأزمة. رفض استفتاء كردستان أعربت الخارجية المصرية فى بيان لها الثلاثاء الماضي عن قلقها البالغ بشأن التداعيات السلبية المحتملة لاستفتاء كردستان العراق، الذى جرى الاثنين الماضي، مشددة على أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس، وعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدى إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة، فضلاً عن تقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. كما أكد بيان وزارة الخارجية على أهمية الدفع بالحوار البناء كأساس للتوصل إلى تسوية شاملة ومُرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، مشددًا على تمسك مصر بوحدة العراق وسلامته الإقليمية. وفي السياق ذاته قررت شركة مصر للطيران الأربعاء الماضي وقف رحلاتها الجوية بين القاهرة وأربيل بدءًا من اليوم الجمعة بعد تلقيها إخطارًا من سلطات الطيران المدني العراقية بوقف الرحلات. وقالت الشركة فى بيان لها: بناء على قرار سلطة الطيران المدني العراقي تم تعليق رحلات الشركة إلى مطار أربيل اعتبارًا من الساعة الثالثة عصرًا بالتوقيت العالمي بدءًا من يوم الجمعة الموافق 29 سبتمبر لحين إشعار آخر. زيارة السيسي للإمارات توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات يوم الاثنين الماضي في زيارة رسمية استغرقت يومين، أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول الأهداف الخفية من الزيارة، لا سيما وأنها تعتبر الزيارة السابعة منذ تولي السيسي الحكم، فضلاً عن أن الإعلان الرسمي عن أهداف الزيارة اقتصر على الديباجة المعهودة التي تنحصر دائمًا في بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة قضايا المنطقة. الوفد المرافق للسيسي خلال الزيارة تشكل من السفير سامح شكري وزير الخارجية، والمهندس طارق الملا وزير البترول، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، وهو الأمر الذي يكشف عن ملامح الزيارة وطبيعة الملفات التي ستتم مناقشتها فيها، حيث كشف عدد من المراقبين أن الأزمة القطرية كانت حاضرة وبقوة خلال الزيارة، لا سيما عقب المشادة الكلامية التي حدثت بين وزراء خارجية دول المقاطعة (مصر والبحرين والسعودية والإمارات) ووزير خارجية قطر خلال اجتماع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى الوزراء يوم 12 من الشهر الجاري. مزيد من التعقيد في ملف سد النهضة يزداد ملف سد النهضة تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي أمس ضرورة التوافق بين دول حوض النيل الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) على طريقة تشغيل وملء سد النهضة الإثيوبي، حتى يتم التخفيف من آثاره على مصر، وهو الأمر الذي يشير إلى حجم الأزمة وتوابعها. وأضاف عبد العاطي: تأثير بناء سد النهضة في إثيوبيا لم يظهر بعد على مصر؛ لأن تدفق المياه إلى مصر ما زال مثل الأعوام الماضية، ولم يتم حتى الآن بدء ملء السد، ولكن من المحتمل أن يتم بدء ملء جزء من السد العام المقبل، موضحًا أنه يمكن التقليل من تأثير بناء السد على مصر في حال وجود توافق بين مصر وإثيوبيا والسودان على أسلوب الملء والتشغيل والإدارة أثناء الفيضان وأثناء الجفاف، عندها سيكون مثل كافة السدود التي تم إنشاؤها بتوافق بين الدول وليس لها أي مشاكل. وتأتي تصريحات عبد العاطي بعد تعطيل عمل اللجنة الثلاثية لدراسات السد، التي تشكلت منذ عام تقريبًا. كما أنه في الوقت ذاته تشهد العلاقات الإثيوبية السودانية تطورًا عسكريًّا وسياسيًّا، خاصة أن اللجنة العسكرية السودانية الإثيوبية المشتركة وافقت على وضع خطة خمسية تشمل جميع جوانب التعاون الواردة في البروتوكول العسكرى الموقع بين البلدين عام 2009، لتطوير القوات المسلحة وسبل تأمين الحدود المشتركة بين البلدين.