أثار اسم الحملة الدعائية الجديد الذي اختارته وزارة الصحة والسكان عبر الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان ب"السرايا الصفرا" من أجل التوعية بخدمات الصحة النفسية التي تقدمها الوزارة، غضب عدد كبير من أطباء الصحة النفسية والعاملين بالقطاع الطبي داخل مستشفى العباسية. الحملة الجديدة سيتم تنفيذها من خلال 18 مستشفى للصحة النفسية، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يوافق العاشر من شهر أكتوبر في كل عام، وستكون للتوعية والتعريف بخدمات الصحة النفسية التي تقدمها الوزارة من خلال المستشفيات التابعة للأمانة في مختلف المحافظات. اختير عنوان الحملة "السرايا الصفرا"، بحسب الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة؛ لأنه اسم دارج في المجتمع ومرتبط بالمستشفيات النفسية، خاصة "العباسية"، وتهدف الحملة لإزالة الوصمة عن المرض النفسي من خلال فعاليات تقيمها الأمانة بالتعاون مع جهات عديدة. تهدف الحملة بحسب الدكتور هشام رامي، أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية، لإزالة الوصمة عن المرض النفسي، من خلال فعاليات تقيمها الأمانة بالتعاون مع جهات عديدة. وأوضح رامي ل"البديل" أن الحملة تبدأ عبر 4 مستشفيات للصحة النفسية من إجمالي 18 داخل نطاق القاهرة الكبرى، أبرزها مستشفى العباسية والخانكة وحلوان، فيما تتوزع المستشفيات المتبقية على الأقاليم، تعمل على تقديم خدمات الصحة النفسية إلى 153 ألفا و952 مريضا بالعيادات النفسية وعيادات الإدمان بالمستشفيات التابعة للأمانة العامة. على الجانب الآخر، أبدى الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء ومنسق جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية، اندهاشه من اسم الحملة التي وصفها ب"الكارثة" وتهدم كل ما يفعلوه على مدار العقود الماضية في مكافحة وصمة المرض النفسي بين الأطفال بصورة خاصة. وأضاف حسين ل"البديل" أنهم غيروا أسماء الوحدات الصحية إلى وحدة طب نفسي الأطفال للمراهقين، وكذلك تغيير أسماء العيادات الخارجية إلى عيادات بيت الشمس وغيرها بدلًا من الأسماء المتعارف عليها والموصومة عند الناس. واستنكر الدكتور هشام شيحة، مساعد وزير الصحة السابق لشؤون الطب العلاجي، عنوان الحملة الدعائية الجديدة التي أطلقتها الوزارة على مصحات الأمراض النفسية العصبية، مضيفا أن الصورة النمطية غير المهذبة لم تتغير منذ أن رسمها الروائي والأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز في رواياته. وأطلق اسم السرايا الصفراء على مستشفى الأمراض العقلية بمنطقة العباسية بالقاهرة وسميت بهذا الاسم لأنها قبل أن تتحول إلى مستشفى كانت سرايا مملوكة لأحد الأمراء في عهد الخديوي إسماعيل دُهِنت باللون الأصفر.