اهتمت صحيفة لوس انجلوس تايمز بالمرأة المصرية بعد الثورة واستعرضت فيه آراء لناشطات سياسيات من تيارات مختلفة. وبدأت الصحيفة ببثينة كامل المرأة الوحيدة المرشحة للانتخابات الرئاسية، والتي وصفتها الصحيفة بأنها “تقف وحيدة بلا تشجيع وتتلقى الانتقادات وليس لديها فرصة للفوز”. ونقلت الصحيفة عن بثينة قولها: “أريد أن أخلق صدمة في ثقافة مجتمعنا، نعم المرأة يمكنها أن تترشح للرئاسة .. فبعض الناس يأتون إلي ويسألوني هل هذا قانوني للمرأة أن تترشح؟ آمل أن أهيئ الأجواء في مصر إلى ذلك، أن أفتح الباب”، وأضافت: “لقد أرسلت لي فتاة على تويتر لتقول: لقد أعطيتينا فرصة لنحلم” واعتبرت بثينة أن “التحرير يمثل الروح التي يجب أن تكون عليها مصر، ولكن مع الابتعاد عن الميدان ستجد توهجه الذي أسقط مبارك باهتا، فكثير من المناطق في مصر مرهقة، والناس منصرفون عن الملاحم التي سجلها الشعب العام الماضي ومهتمون بشؤون حياتهم المادية، ولا يعنيهم ما يرتكبه الجنود في الشوارع وخلو المجالس التي تتولى السلطات من النساء” واعتبرت الصحيفة أن المجلس العسكري حل محل نظام مبارك القاسي بتعريض النساء المعارضات لاختبارات عذرية لترويعهن، وفي ديسمبر تم ضرب المتظاهرات وتجريد ملابسهن، ومن بينهن المرأة التي ظهرت صورتها شبه عارية وأصبحت أيقونة للتمرد الذي لاينتهي . وأضافت أن ما يقلق المرأة في مصر هو صورة البرلمان الذي يتحكم في أغلبيته الإسلاميون، ففي البرلمان لا يوجد غير خمس نساء بينما في 2010 قبل رحيل مبارك بسنة تم إقرار نظام الكوتة لتوسيع حضور المرأة وكان هناك 68 امرأة في البرلمان. ولكن الجيش ألغى الكوتة التي تعتبر من الأجندة النسوية التي وقفت أمام الإجراءات الأكثر سلطوية وأبوية. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جيهان إبراهيم المدونة والثائرة الاجتماعية التي تلقت رصاصة مطاطية في ظهرها العام الماضي أثناء أحداث الثورة، أنها تؤمن بقدر النساء الذي لا ينفصل عن حقوق الأقليات والعمال، وتؤمن بأن الثورة لم تحقق ما وعدت به حتى الآن. وأضافت جيهان للصحيفة: “الثورة نفسها لم تتول السلطة والجيش يقود الثورة المضادة .. لن نأخذ وقتا طويلا حتى ترى الوجه الحقيقي للجيش بعد صورة، حمالة الصدر الزرقاء، التي تجلك تعرف من هو العدو”. واعتبرت الصحيفة أن تلك الصورة التي انتشرت على تويتر، أبرزت كيف تصبح النساء رموزا للثورة ولسن مستفيدتات منها. وقالت جيهان: “النساء يردن احترام حقوقهن في الطلاق وقضايا الأمومة وحضانة الأطفال”، جيهان كشفت الغطاء عما تعانيه المرأة في مجتمعها وهي متفائلة بغضب المسيرات في الشوارع، وتقول: “أعتقد في حق المرأة في الإجهاض، النساء يجب أن يكون لهن خياراتهن، نريد دولة مدنية وعلمانية” وتنتقل الصحيفة إلى النساء المنتسبات إلى جماعة الإخوان، وتقول “إنهن يرفضن التظاهر ويرون النساء التي تتظاهر على أنهن يعملن لصالح التدخل الأجنبي في مصر، وهو الوصف الذي يستخدمه الجيش والإخوان للاستخفاف بالمعارضين، والأخوات يستحضرن قصصا من العصر الفيكتوري وصفحات من القرآن تقول أن مكان المرأة ليس في خطوط التغيير الأمامية، فتقول منال عبد الفتاح الإخوانية ورئيسة لجنة المرأة لحزب الحرية والعدالة إن “المرأة عندما تسير في الشوارع للدفاع عن حقوقها فهي تحط من كرامتها” وتضيف: “أليس لها زوج أو أخ أو ابن للدفاع عنها؟” واعتبرت الصحيفة أنه رغم إعلان الإخوان أنهم يناصرون المساواة إلا أنهم لم يمنحوا المرأة كرسيا في مجلسهم القيادي والعديد من أعضائهم يعارضون فكرة تولي قبطي أو امرأة منصب رئاسة الجمهورية. وتستشهد الصحيفة بكتاب “مذكرات أخت سابقة: قصتي مع الإخوان المسلمين” لانتصار عبد المنعم التي هاجمت الدور التابع الذي تجبر على ممارسته المرأة المنتسبة للإخوان . وأشارت الصحيفة إلى أن المرأة قادت إضرابات العمال في 2006 التي كانت البداية للثورة التي أطاحت بحسني مبارك وفي ميدان التحرير كانت المرأة بجانب الرجل ومشاعر الثورة أزاحت قيود الثقافة والتقاليد. وأكدت الصحيفة أن رؤية بثينة كامل السياسية مثل الكثير من السياسيين في مصر ينقصها الكثير من التطوير، ونقلت الصحيفة عن نوال السعدواي انتقادها لها بسبب افتقادها لبرنامج واضح ولعدم مراعاة الأولويات فالمجتمع يعاني من الفقر ويحتاج إلى إصلاح في التعليم والمجتمع والاقتصاد “نحن نريد أن نحرر الناس من العبودية” وتضيف نوال السعداوي: “مشكلتنا خطيرة جدا فالسياسيون يحكمونا بعضلات الرجال”.