كشفت أعمال جرد مخازن آثار الأشمونين، بمحافظة المنيا، والتي تعد أكبر المخازن الأثرية بمصر، وتضم آثار مصر الوسطى لعدة محافظات منها المنيا، وأسيوط وبني سويف، عن سلسلة من المخالفات والإهمال والتلاعب، بعد أن توصلت لوجود عشرات القطع الأثرية غير مقيدة بالسجلات وملقاة بالمخازن منذ 50 عامًا، وكذلك وجود أكثر من 600 قطعة مقلدة محفوظة ومسجلة على أنها قطع أثرية. وكشفت مصادر مطلعة بآثار المنيا وفقًا لتقرير لجنة الجرد عن وجود مخالفات جسيمة توصلت إليها أعمال جرد مخازن الأشمونين التي انتهت أعمالها أواخر العام الماضي، والذي لم يتم جرده منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث تبين أن المخزن الكبير الذي تم فحصه به نحو 28 ألف قطعة أثرية لمختلف العصور مسجلة في 5 سجلات، وتبين أن هناك عددًا كبيرًا من القطع لم يتم تسجيلها في الدفاتر منذ عام 1968 وحتى الآن، غير أن نظيرتها التي سجلت بدون اتباع المعايير الصحيحة من وصف وتشخيص وتصوير للقطع، الأمر الذي أثار حفيظة اللجنة المشكَّلة للجرد، والتي بدأت أعمالها في 2011 وانتهت في أواخر 2016، برئاسة الدكتور يوسف خليفة، رئيس الإدارة المركزية لآثار وجه بحري سابقًا، وتم تحرير محضر انتهى إلى تشكيل اللجنة، والمطالبة بأن يتم الجرد بصورته الصحيحة، وبالفعل بدأت الأعمال مرة أخرى بعد صدور قرار النيابة الإدارية رقم 3109 في أواخر 2012 وتضمن أن تتم أعمال الجرد بصورة صحيحة، وبدأت الأعمال بالفعل. وأضافت المصادر: خلال عملية الجرد تم رصد العديد من المخالفات الكارثية؛ أبرزها وجود 617 قطعة مزيفة مسجلة بالدفاتر على أنها قطع أثرية، وما يزيد على 70 قطعة أخرى مفقودة، والعديد من القطع الأثرية الأخرى غير مسجلة بالدفاتر منذ 1968 لأسباب مجهولة، مما يثير الشبهات حولها، بالإضافة إلى عدم مطابقة السجلات للمعايير الصحيحة، وبناءً على ذلك تم إغلاق ملف الجرد وتسليمه للنيابة الإدارية، التي أمرت بإغلاق المخازن لحين انتهاء التحقيقات، والكشف عن تلك التلاعبات، فيما لم تُنظر القضية رقم 775 لسنة 2014 الخاصة بوقائع الجرد أمام نيابة الآثار حتى الآن. من جانبه، قال مدير منطقة آثار مصر الوسطى، جمال أبو بكر: أعمال الجرد التي جرت بمخازن الأشمونين لم تستكمل حتى الآن، وتمت بشكل غير صحيح، الأمر الذي أدى لإغلاق المخازن بقرار من النيابة الإدارية. وأضاف ل«البديل» أن ملف الجرد الذي انتهت اللجنة منه برئاسة الدكتور يوسف خليفة، لم يتم إرسال صورة منه إلى آثار مصر الوسطى، ولم يطلعوا عليه حتى الآن. يذكر أن أعمال الجرد التي تمت بمخازن الأشمونين قد جرت بالمخزن الكبير فقط، بينما لم يتم البدء في أعمال جرد المخزن الصغير والطرقات التي تحوي آلاف القطع.