يبدو أن هناك بادرة أمل تلوح في الأفق لانتشال قطاع الغزل والنسيج من عثرته بعدما وقع المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، والدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بروتوكول تعاون لتنفيذ مشروع القطن من البذرة إلى الكسوة مع المكتب الإقليمي لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية والوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية. بيان وزارة الصناعة بخصوص البروتوكول، أكد أن صناعة الغزل والنسيج تمثل أهمية قصوى للاقتصاد القومي، حيث تساهم بنسبة 3% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل بها ما يقرب من ثلث القوى العاملة الصناعية في مصر، وتبلغ صادراتها 2.6 مليار دولار بنسبة 15% من الصادرات المصرية غير البترولية، كما تأتى على رأس أولويات الحكومة والقيادة السياسية وضمن القطاعات الرئيسية في استراتيجية التنمية الصناعية التي أطلقتها الوزارة مؤخراً. بتكلفة إجمالية تصل إلى مليون و500 ألف يورو على مدار عامين يستغرقهما المشروع الذي تعمل عليه وزارة الصناعة والزراعة من أجل تعزيز القيمة المضافة للقطن المصري طويل التيلة وفائق الطول وتحسين الأداء الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لمزارعي ومصنعي القطن وتعزيز دور المؤسسات الداعمة لمنظومة زراعة وتصنيع القطن المصري. وزارة الزراعة أكدت أن المشروع يستهدف تحسين الأداء الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة لمزارعي القطن، من خلال تطبيق الممارسات الزراعية القائمة على القطن العضوي غير الملوث وتطبيق برامج تدريبية حديثة للطلاب والمدربين في قطاع التعليم الفني والتدريب المهني بالتعاون مع القطاع الخاص، وكذلك من خلال تطوير الآليات القومية لضمان الجودة والتتبع وإصدار الشهادات الخاصة بالقطن العضوي، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني لتحسين وتطوير أنظمة المعلومات الخاصة بالسوق. وعانت مصر عقب عملية الخصخصة التي تمت في عهد نظام مبارك من تراجع زراعة القطن أحد العوامل الرئيسية في صناعة الغزل والنسيج، حيث تراجع من 3 ملايين فدان في عام 1970 إلى 90 ألف فدان في عام 2016؛ نتيجة اعتماد صناعة الغزل والنسيج على القطن قصير التيلة بعدما كان قطن طويل التيلة الأساس، وكانت مصر رائدة في زراعته. وقال الدكتور جمال صيام، الخبير الاقتصاد الزراعي، إن صناعة الغزل والنسيج الآن أصبحت تعتمد علي قطن قصير التيلة ودخول الألياف الصناعية بديلا عن القطن طويل التيلة الذي أصبح الآن يصدر إلى الخارج، مضيفا أن صناعة الغزل والنسيج والمنسوجات القطنية تدهورت منذ خصخصة المصانع وعدم وجود استثمارات للمشروعات القطنية. وأكد صيام ل"البديل" أن تدمير الزراعة القطنية وصناعة النسيج كان واضحا وضوح الشمس أنها مؤامرة أمريكية، حيث اشترطت الولاياتالمتحدة عدم دعم القطن المصري لأنه ينافس القطن الأمريكي، ومن وقتها تدهورت إنتاجية القطن ودخل القطن الأمريكي بديلا للمصري.