نشر موقع نيوزويك نتائج المسح السنوي لمركز بيو للبحوث حول المواقف العالمية تجاه الولاياتالمتحدة ورئيسها، الذي جرى في 26 يونيو، وعبر 37 بلداً شملها الاستطلاع، كان متوسط الثقة في ترامب تجاه سياسته في الشؤون الدولية 22% فقط، وبالمقارنة، سجل الرئيس السابق، باراك أوباما، متوسطاً بنسبة 64% في نهاية ولايته الثانية، لكن هناك عددا قليلا من البلدان خاصة في إفريقيا، بدأ ترامب يحصل فيها على نسبة كبيرة من الثقة والشعبية مثل سلفه، إن لم يكن أكثر منه. وأوضح "نيوزويك": "استطلاع بيو شمل نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة، وكانت الأكثر ثقة، حيث بلغت 58 %، بأن ترامب سيفعل الشيء الصحيح في الشؤون العالمية، وجاءت ثانية للفلبين التي حصلت على نسبة 69 %، وأعرب النيجيريون أنهم يثقون في ترامب أكثر من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، والزعيم الروسي، فلاديمير بوتين"، متابعا: "يرى أكثر من نصف النيجيريين أن العلاقات بين البلدين ستتحسن مع الرئيس الأمريكي الجديد، بينما اعتبر 55 % من المشاركين أن ترامب يهتم بالناس العاديين، ويعد الأعلى بين جميع الدول التي شملتها الدراسة".
نيجيريا بلد متنوع للغاية، وموطن لأكثر من 200 من العرقيات المختلفة، وتقسيم متساو تقريبا بين المسيحيين والمسلمين، ومن غير المرجح أن يكون المسح ممثلا لجميع النيجيريين، وتفاوتت بعض وجهات النظر وفقا لإيمانهم؛ حيث أعرب حوالي 70 % من المسيحيين عن ثقتهم في قدرات ترامب فيما يخص القيادة الدولية، مقارنة مع 46 % من المسلمين، والسؤال، لماذا ينظر النيجيريون إلى ترامب بشكل إيجابي؟
يرى النيجيريون أن ترامب استخدم سياسة قوية وقرارات حاسمة وتجاهل الإدانة الدولية لقرار سحب الولاياتالمتحدة من اتفاقات باريس المناخية، ويرون في الأمر جرأة مستحبة، وربطوا قرارات ترامب بواقع نيجيريا التي لم تشهد انتقالا ديمقراطيا إلا في عام 2015، عندما فاز الرئيس محمد بخاري بمنصبه، وقبلها كان يتم الاستيلاء على السلطة في سلسلة من الانقلابات العسكرية، لذلك فإن النيجيريين ينظرون للحاكم الجريء ذات القرارات القوية بإعجاب.
ومرجح أن يكون سبب شعبية ترامب في نيجيريا، صدى بعض القيم المحافظة اجتماعيا التي يروج لها الحزب الجمهوري، وفقا لنيك تشيسمان، خبير في الديمقراطية الإفريقية بجامعة برمنجهام، خاصة أن 98 % من النيجيريين لا يتقبلون المثلية، وهو أعلى رقم لجميع البلدان التي شملتها الدراسة، كما وقع ترامب أمرا تنفيذيا في أول يوم له في منصبه يحظر الأموال الاتحادية إلى المجموعات الدولية التي تسمح بعمليات الإجهاض، ويعتبر تصور ترامب المتشدد حيال القضايا الاجتماعية أكثر ما يستحسنه الأفارقة العاديين.
كما أن استعداد ترامب لبيع الأسلحة إلى نيجيريا أحد أسباب زيادة شعبيته هناك، فتحاول نيجيريا شراء طائرات هليكوبتر هجومية من الولاياتالمتحدة منذ عام 2015 لتوسيع قدراتها الجوية في حرب جماعة بوكو حرام المتشددة، خاصة أنه خلال عهد أوباما، أكدت واشنطن أن الجيش النيجيري لديه سجل مريب في مجال حقوق الإنسان، وعندما بدأ البيع في أوائل عام 2017، قصفت القوات الجوية للبلاد عن طريق الخطأ مستوطنة للاجئين في شمال شرق نيجيريا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، الأمر الذي دفع أوباما إلى التراجع عن الصفقة.
وبعد تولي ترامب منصبه، تحدث معه الرئيس النيجيري، محمد بخاري، هاتفياً، وأعرب الرئيس الأمريكي عن تأييده لبيع طائرات من الولاياتالمتحدة لدعم معركة نيجيريا ضد بوكو حرام، وفي حين لا يوجد دليل على إتمام عملية البيع حتى الآن، لكن التغيير في النبرة كان موضع ترحيب في أبوجا.