ارتفع عدد الإثيوبيين الذين يحتاجون إلى معونات غذائية إلى ما يتجاوز 7.7 مليون، وأن الجوع بإثيوبيا من المحتمل أن يصل إلى مستويات الطوارئ، حيث إن الجفاف قد دمر الماشية، وكمية الأمطار غير منتظمة، والنقص فى المساعدات عمل على تصعيد الأزمة، هذا ما قاله الخبراء بموقع أوول أفريكا. وأضاف الموقع أن الجفاف الذي طال أمده في إثيوبيا، والذي أعقبته الفيضانات، دفع الملايين بجميع أنحاء شرق إفريقيا إلى محاولة الهروب من أزمة المجاعة المؤكدة، وهناك 7 ملايين في الصومال المجاورة بحاجة أيضًا إلى المعونة، مما يؤجج الوضع في الشرق الإفريقي بالكامل ويجعل المنطقة تتصدى لأعلى مستويات الجوع العالمية على مدى عقود. وتابع الموقع: رغم زيادة هطول الأمطار، في نهاية أبريل الماضي إلى أوائل مايو، على العديد من المناطق بإثيوبيا، إلَّا أنه مازال من المتوقع أن تتدهور نتائج الأمن الغذائي أكثر من ذلك. وأضاف الموقع أن الرعاة في جنوب شرقي إثيوبيا سيكونون الأكثر تضررًا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث وصل الجوع إلى المستوى الرابع «الطارئ» على مقياس من خمس مراحل، حيث المستوى الخامس هو المجاعة، ومن المحتمل أن تستنفد التحسينات الهامشية الحالية في المراعي والمياه فى مطلع يونيو، الأمر الذى يعني أن موارد المراعي ستنخفض بسرعة، وستنتشر جثث الماشية في كل مكان، مما ينذر بخطر الأوبئة والأمراض مع المجاعة. وأشار الموقع إلى ارتفاع عدد الإثيوبيين الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية إلى 7،7مليون من 5,6 مليون بين يناير وأبريل، وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع، من المتوقع أن يزداد هذا العدد في النصف الثاني من العام الحالي، وأضاف البيان: هناك حاجة إلى زيادة التمويل بشكل عاجل، خاصة لمعالجة الاحتياجات الفورية لمياه الشرب النظيفة التي يتم تسليم الكثير منها لمسافات طويلة بواسطة الشاحنات عندما تجف الآبار العادية. وقال الموقع: لكن في الوقت الذي تحتاج إثيوبيا فيه الى التمويل، خاصة من الصديقة الولاياتالمتحدةالأمريكية، اقترحت إدارة ترامب خفض التمويل الأمريكي بشكل كبير من أجل برامج الصحة العالمية والمعونة الغذائية، وسط المعارضة من الكونغرس، مما يضع إثيوبيا في مأزق بفقدان مساعدات كبيرةة كانت تضخ من الولاياتالمتحدة. جدير بالذكر أن إثيوبيا واجهت أعوامًا طويلة من المجاعة في القرن الماضي، أبرزها في الثمانينيات؛ نتيجة الجفاف الذي ضربها، ورغم أن الحكومة الحالية أنشأت العديد من السدود على منابع أنهارها، حتى أضرت بالدول المجاورة لها في خطوة لتفادي المجاعة، كما تزعم، إلَّا أن الواقع والبيانات تؤكد أن النتيجة تدخل في مجاعة جديدة واستفحال الجفاف بشك أكبر من ذي قبل. كما أن ظاهرة النينيو تسببت هذا العام في حدوث فيضانات، مما يضر بالاقتصاد وعمل على خفض الناتج الإجمالي أكثر مما كان عليه وقت أزمة الجفاف الكبيرة في عام 2002. ومنذ العام 2005 وزعت الحكومة الإثيوبية المساعدات من خلال نظام يوفر الغذاء للمواطنين في مقابل العمل ضمن مشاريع التنمية مثل البناء أو الري، ويشمل البرنامج أيضًا الأشخاص غير القادرين على العمل، ويقول مسؤولون حكوميون، إن الجفاف هذا العام شبيه بالأعوام التي أثارت المجاعات في 1965-1966 و1972-1973 و1984-1985، خصوصًا بمنطقة «نورث وولو»، والتي تعتبر من أكثر المناطق حساسية للجفاف، يذكر أنه في العامين 1973 و1974، شهدت إثيوبيا مجاعة أدت إلى وفاة 200 ألف شخص، ما ساهم في سقوط نظام هيلا سيلاسي الذي أخفى على شعبه وعلى المجتمع الدولي حجم المأساة.