أعلن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، أمس، أن عام 2018 سيشهد ميلاد نظام تعليمي جديد، بتعاون مع شراكات دولية، يبدأ من مرحلة رياض الأطفال، وسيتم وضع مناهج حديثة تدعم التفكير الإبداعي عند الأطفال، وهو ما رآه المتخصصون في مجال التعليم بأنه ضرب من الخيال لتفاقم مشاكل التعليم نحو مؤشر الصعود في الفترة الأخيرة. خطة الوزير التي أعلنها أمس خلال لقائه وفدًا من مندوبي البنك الدولي ونائب رئيس البنك الدولي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمدير الإقليمي لمصر واليمن وجيبوتي، لم تشمل أي جديد عن خطط الوزراء السابقين، حيث تضمنت رؤية قال عنها الوزير، إنها جديدة، تحت مسمى «المشروع القومى لتعليم مصري جديد». تضمن عرض الوزير رؤية الوزارة الجديدة وأولويات تطوير التعليم فى المرحلة المقبلة، وشمل حديثه عن بنك المعرفة وأنه استثمار في العلوم، وسيكون عبارة عن أكبر مكتبة رقمية في العالم، تضم محتوى نادرًا وغاليًا، ومكتبات فيديو وصوت لكل الأعمار، بحسب ما ذكر الوزير، كما شمل حديثه سعي الوزارة في الفترة الحالية إلى الاهتمام برفع كفاءة المعلمين والارتقاء بهم، من خلال مشروع «المعلمون أولًا»، بجانب إعداد مناهج ذات محتوى إلكتروني، لخلق بيئة تعليمية تفاعلية تواكب الثورة المعرفية التكنولوجية، وهو ما تكرر مئات المرات دون واقع ملموس. وقال الدكتور محمد فوزي، الخبير التربوي: الأحاديث عن تطوير التعليم منذ تولي الوزير الحالي لم تكن واضحة، فخطط الوزارة عن تطوير ورفع كفاءة المعلمين مازالت حتى الآن قاصرة على التصريحات، رغم أن الوزير الحالي ظل 3 أعوام يعمل رئيس المراكز التخصصية للتعليم والبحث العملي التابعة للرئاسة، وكان يجب أن تظهر نتائج الأعوام الثلاثة منذ أن تولى الوزارة، إلَّا أنه حتى تلك اللحظة مازال الحديث عن التطوير لا يخرج عن كونه خطط مستقبلية. وأضاف أن الخطط الحقيقية تبدأ من أولى مراحل التعليم الابتدائي، وليس من نهاية المرحلة الأساسية، وهي الثانوية العامة، مضيفًا: كيف سيتم ترك الطلاب لا يقرأون ولا يكتبون وعندما يصلون إلى الثانوية نعمل على وضع أنظمة جديدة للثانوية، وكذلك الأمر بالنسبة لكفاءة المعلمين الذين لا يستطيعون العمل في ظل رواتب لا تكفيهم، فكيف ستطالبهم بتطوير مهاراتهم وهم لا يجدون ما يسد حاجتهم؟ وعن أوضاع التعليم بمصر أضاف الدكتور عبد الله سرور، وكيل نقابة علماء مصر، تحت التأسيس: الحديث عن تطوير التعليم أصاب الحياة التعليمية بطفح جلدي وقروح أليمة، وما نشهده هو محاولة فاشلة للهروب من مواجهة الواقع والتعامل معه، فيقفزون إلى أحلام وردية بهدف خداع البسطاء، مضيفًا: الآن يمكننا القول باطمئنان، إنه لا أمل بواقع جديد في التعليم.