تعرضت مخازن مدينة "بوتو" الأثرية للسرقة أكثر من مرة، تلك المدينة الفرعونية التي كانت في يوم من الأيام عاصمة الوجه البحري، وتعرف الآن بمنطقة "تل الفراعين" التابعة لقرية إبطو مركز دسوق، وترجع أهمية "بوتو" إلى أنها المدينة التي كانت تضفي الشرعية على الفراعين الذين يأتون إليها؛ لإتمام مراسم تتويجهم. ويوجد بها الآن مخزن متحفي لجمع الآثار لحين عرضها بالمتحف الإقليمي بكفر الشيخ، بعد أن تكررت في الآونة الأخيرة سرقات آثار المحافظة. يذكر أن مخازن تل الفراعين بالمنطقة المحيطة به يبلغ 200 فدان، تم التنقيب في فدانين فقط، واكتشاف آثار فرعونية هامة بهما تكفي لأكثر من متحف؛ مما جعلها مطمعًا للسرقات، وكان آخرها 9 قطع من مقتنيات المخزن خلال الشهرين الأخيرين، رغم أن هذه القطع مسجلة بوزارة الآثار بأرقام وذات قيمة أثرية كبيرة. كانت تل الفراعين عاصمة مصر في عصر ما قبل الأسرات, والمصدر الوحيد لإضفاء الشرعية لملوك مصر حيث كان عليهم الذهاب إلي بوتو؛ لتقديم القرابين للإلهة "واجت" ربة تل الفراعين ومانحة السلطة، ويكفي أن جبانة (بوتو العظيمة) وجد بداخلها آلاف التوابيت البرميلية الشكل والآدمية أيضًا، وهي أشكال غاية في الندرة منقوش عليها كتابات توضح طقوس دفن الموتى عند قدماء المصريينبالإضافة إلي مجموعة تمائم وحلي. وقد ألقى أبناء المحافظة المسؤولية كاملة في عدم إنهاء عمليات التنقيب فى هذه التلال الهامة على عاتق هيئة الآثار سابقًا ووزارة الثقافة والآثار الحالية، ولجأ العديد من المحامين ومواطني المحافظة إلى القضاء؛ بسبب إهدار المال العام طيلة السنوات الماضية، وخصوصًا أن ثمن المتر في أرض التلال وصل لأكثر من 30 ألف جنيه، وهي ثروة مهدرة لم يتم الاستفادة منها حتى الآن؛ بسبب تأخر التنقيب. وقال أشرف السعيد، نائب رئيس غرفة الدلتا للسياحة، إنه حان الوقت لأن تستيقظ وزارة الآثار من سباتها العميق، وتحافظ على البقية الباقية لهذه الآثار، وتنهي متحف كفر الشيخ الأثري؛ لجمع هذه الآثار المبعثرة، وأن تقوم أيضًا بمحاولة جادة لإنهاء التنقيب في هذه التلال الأثرية واستخراج كنوزها المدفونة بدلًا من تركها مطمعًا لمافيا الآثار، واستغلال أرضها بعد ذلك من قبل المحافظة في المشروعات السكنية والاستثمارية والصناعية. وأشار إلى أن كفر الشيخ بحاجة إلى متحف للآثار، خاصة أن المحافظة يأتي إليها الزائرون للاستمتاع بمصيف بلطيم وبحيرة البرلس وحديقة دسوق، علاوة على انتشار المزارات الدينية بها، كمسجد إبراهيم الدسوقي وكنيسة العذراء، إضافة إلى مزارات السياحة التاريخية بتل الفراعين وتل قبريط، بخلاف منزل الزعيم سعد زغلول بقرية أبيانة (مركز مطوبس)، وتضم المحافظة أيضًا مزارات للسياحة الداخلية كقناطر إدفينا ومحطات البحوث الزراعية ومركز التدريب على الأرز بقرية ميت الديبة (مركز قلين)، إضافة إلى آثار حربية كطابية العياش وعرابي ببلطيم، والآثار الحربية من عهد أسرة محمد علي، مناشدًا اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، سرعة الانتهاء من التنقيب على الآثار بالتلال البالغة أكثر من 200 تل أثري بالمدن والقرى المختلفة.