حالة من التوتر والتصعيدات بين طهرانوإسلام أباد بعد هجوم شنته جماعة تطلق على نفسها اسم "جيش العدل"، أسفر عن مقتل عدد من عناصر حرس الحدود الإيراني، وبينما ينظر مراقبون إلى التوتر القائم حاليًا بين البلدين على أنه لا يتعدى خلافا طبيعيا يحدث بين أي جارتين، يراه آخرون ترسيما لخطوط إقليمية جديدة. الخلاف الإيرانيالباكستاني حذرت إيران الاثنين الماضي، من أنها ستضرب قواعد من وصفتهم بالإرهابيين إذا لم تتصد باكستان لهم، بينما طالبت إسلام آباد طهران باطلاعها على أماكن وجود هؤلاء كي تتخذ الإجراءات المناسبة ضدهم، وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري، إن المناطق الحدودية لباكستان مع إيران تحولت إلى ملاذ ومعقل لتدريب وتجهيز من سماهم الإرهابيين. وأضاف باقر أنه إذا واصلت الجماعات المسلحة عملياتها ضد إيران، فإن قواتها المسلحة ستستهدف معاقل الإرهابيين في أي مكان، بحسب تعبيره، ودعا السلطات الباكستانية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على مراقبة الحدود واعتقال من وصفهم بالإرهابيين وتسليمهم للسلطات الإيرانية وإغلاق مقارهم. وزارة الداخلية الإيرانية طالبت بضرورة تشكيل لجنة مشتركة بين باكستانوإيران لمعالجة هذا الملف الحساس، وتعول طهران خلال المرحلة الراهنة على الدبلوماسية لحل هذا الملف، حيث زار وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، باكستان في 3 مايو الجاري لمدة يوم واحد، وأجرى لقاءات مع بعض كبار المسؤولين في إسلام أباد وبحث معهم الحادث الإرهابي الذي وقع مؤخرا على الحدود المشتركة بين البلدين، وتم خلال الزيارة الاتفاق على زيادة عدد القوات الباكستانية على الحدود بين البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة لمراقبة الحدود. وأدى حادث إطلاق النار الذي نفذه الإرهابيون في 29 أبريل الماضي ضد قوات حرس الحدود الإيرانية في منطقة ميرجاوة الحدودية مع باكستان، إلى مقتل 3 ضباط و6 جنود وإصابة جنديين آخرين، وعلى إثره استدعت الخارجية الإيرانية السفير الباكستاني لدى طهران، أصف دوراني، وأبلغته احتجاج الجمهورية الإسلامية ومطالباتها من باكستان باتخاذ خطوات جادة لاعتقال الإرهابيين وإنزال العقوبة عليهم. تداعيات الخلاف حتى الآن، مازال الخلاف الإيرانيالباكستاني داخل الأروقة الدبلوماسية للبلدين، لكن ليس من المعروف ما إذا كان التوتر سيأخذ بعدًا إقليميًا بحيثيات عسكرية، في ظل وصول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، الذي لا يخفي نواياه العدوانية تجاه طهران. التوتر الإيرانيالباكستاني يأتي في ظل تزايد التواجد الأمريكي بالمنطقة، فالقوات الأمريكية في مناطق من سوريا والعراق وحتى أفغانستان وهي مناطق اشتباك بصورة أو بأخرى مع طهران، واشنطن مازالت تلوح بما يسمى بالتحالف الإسلامي، الذي يضم مجموعة من الدول العربية والإسلامية تحت الزعامة السعودية، التي أعلنت الاثنين الماضي أنها ستستضيف في 21 من الشهر الجاري قمة عربية إسلامية أمريكية بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستتضمن قمة مع مجلس التعاون الخليجي ولقاء مع زعماء عرب ومسلمين. البصمات السعودية قد لا تغيب عن الخلاف الإيرانيالباكستاني، فالمقابلة التليفزيونية مع ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، أشار فيها وبكل وضوح إلى النهج العدائي الذي تتبناه المملكة تجاه طهران؛ بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني، فالتوتر الإيرانيالباكستاني لا يمكن فصله عن التوتر الإيراني السعودي، ولم تنتظر طهران كثيرًا للرد على هجوم بن سلمان؛ حيث قال وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، إن طهران لن تترك جزءاً من السعودية على حاله باستثناء الأماكن المقدسة إذا ارتكبت الرياض أي حماقة، بحسب قوله.