نعمل ب50% من قوة الأسرة الموجودة.. وجار تكليف 141 ممرضة «التعويم» فاقم أزمة المستلزمات الطبية.. وطلبنا دعمًا من «المالية» زيادة غرف رعاية الأطفال إلى 14.. ووحدة خاصة للسكتة الدماغية معاهد الكبد والأورام والطب الرياضي.. مراكز متخصصة لخدمة مرضى المحافظة نواجه جميع أشكال الإهمال.. ونتخذ الإجراءات القانونية ضد المقصرين
تواجه منظومة الصحة في مصر بصفة عامة وبني سويف بصفة خاصة، العديد من المشكلات التي تؤرق المواطن البسيط، وفيما تقوم المستشفيات الجامعية بدور مواز وداعم للمستشفيات الحكومية لخدمة المواطنين، تحمل العديد من الأعباء، أبرزها قلة الدعم وارتفاع أسعار المستلزمات الطبية وغيرها. من جانبها، التقت "البديل" بالدكتور منصور حسن، عميد كلية الطب بجامعة بني سويف؛ للتعرف على مشاكل وتحديات المنظومة الصحية في مصر عموما، ودور مستشفى جامعة بني سويف لخدمة نحو 3 ملايين مواطن وغيرها من الأمور. تواجه المنظومة الصحية عموما وفي بني سويف خصوصا العديد من المشكلات.. ما أبرزها وكيفية علاجها؟ أهم أبرز المشكلات تتمثل في نقص الموارد، سواء في المستشفيات الحكومية أو الجامعة، فضلا عن ضعف التنسيق بين المستشفيات، وما نأمله خلال الفترة المقبلة زيادة التعاون، مع ضرورة التوزيع الإقليمي للتمريض، وأن يكون تكليف الخريجين حسب محل الإقامة، فبعض المستشفيات تشهد عجزا في التمريض وبعضها يتضمن أعدادا زائدة، ويجب زيادة موارد المستشفيات ودعم الجامعية منها على وجه الخصوص، فعلى سبيل المثال، نصيب المستشفى الجامعي ببني سويف يصل حوالى 61% من إجمالي عدد المرضى في المحافظة. نقص غرف الرعاية المركزة تؤرق مرضى بني سويف.. كيف تعاملتم مع المشكلة؟ منذ أن توليت منصب عميد كلية الطب بجامعة بني سويف قبل عامين تقريبا، كان نقص غرف الرعاية المركزة أكبر مشكلة واجهتنا، ورغم أن النسبة العالمية تتمثل فى ضرورة وجود 400 سرير لكل ألف مواطن، إلا أن مستشفيات بني سويف الحكومية بالكامل، يبلغ عدد غرف الرعاية المركزة بها حوالى 71 سرير، ولدينا في المستشفى الجامعي 43، لذلك حرصنا على زيادة العدد 13 سريرا. عدد كبير من المستشفيات الحكومية تعاني من نقص أطقم التمريض.. كيف تتعاملون مع الأزمة؟ تواصلنا مع الدكتور أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف، ومسؤولي المحافظة لإنهاء الأزمة، كما تواصلنا مع بعض أعضاء مجلس النواب ولجنة الصحة بالبرلمان لتقديم طلبات إحاطة، وتم تكليف 141 ممرضة وبانتظار الاعتمادات المالية لتكليفهم بشكل رسمي، حيث نعمل الآن بحوالي 50 % من قوة الأسرة الموجودة بالمستشفى، وكلف المجلس الأعلى للجامعات خريجي المعهد الفني للتمريض للعمل، بصورة مباشرة من رئيس الجامعة. هل أثر تحرير سعر الصرف وزيادة الأسعار على تعاقدات المستشفى مع شركات المستلزمات الطبية؟ للأسف زيادة الأسعار فاقمت الأزمة، خاصة بعد ثبات الموازنة، والكثير من المناقصات تجمدت؛ لاختلاف الأسعار ورفض الموردين تنفيذ تعاقداتهم، ونتعامل مع الأزمة بإعادة طرح المناقصات وتحديد الأسعار حسب السوق، وطالبنا وزارة المالية بدعمنا. هل يعاني المستشفى الجامعي من قلة تخصصات معينة؟ نعمل على تدريب وتأهيل أطباء أكفاء في تخصص جراحة المخ والأعصاب، خاصة أن غالبية المستشفيات في المحافظة تعاني من قلته، ونمنح المتدربون درجات الماجستير والدكتوراة، مستعدون لأي تعاون مع مستشفيات وزارة الصحة بشأن هذا التخصص. ماذا عن غرف رعاية الأطفال؟ عملنا على زيادة عدد غرف رعاية الأطفال إلى 14، بالإضافة إلى زيادة عدد غرف رعاية الطوارئ التي تعمل بطاقة 16 سريرا لاستقبال حالات الحوادث والمخ والأعصاب، كما أنشأنا وحدة رعاية السكتة الدماغية، ونحتاج إلى بعض الأجهزة وجارى عمل المناقصات اللازمة. ماذا عن المعاهد والمراكز الطبية المتخصصة التابعة لجامعة بني سويف؟ تم إنشاء معهد الكبد لعلاج المرضى بالتعاون مع بعض الهيئات والجمعيات في المحافظة، التي تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث أعداد المصابين بالمرض، ونتخذ إجراءات جادة لإنشاء معهد للأورام يقدم العلاج الكيماوي والإشعاعي معا؛ للتيسير على المرضى الذين يتكبدون مشقة السفر إلى القاهرة، كما أنهينا إجراءات إنشاء معاهد التأهيل الطبي والأورام والطب الرياضي لفتح مجال أكبر لجميع التخصصات في بني سويف. هل تتعاون معكم منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتحسين الخدمة الصحية في المحافظة؟ هناك بعض الجمعيات تتعاون معنا، لكن حتى الآن، ما نأمله من جميع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لم يتحقق برغم الدور الكبير الذي تلعبه مستشفى جامعة بني سويف. ما جدوى إبرام مستشفى جامعة بني سويف العديد من البروتوكولات مع وزارتي الإسكان والصحة ؟ المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، يدعمنا في حدود اختصاصاته، ووقعنا بروتوكولا مع وزارة الصحة للاستفادة من مستشفى «24 سرير» بشرق النيل؛ لتقديم خدمة طبية لأهالي بني سويف، وبعد الإعلان عن إقامة فرع لمستشفى أطفال أبو الريش في المحافظة، وفرت الجامعة الأرض اللازمة، لكن حتى الآن، لم يتم أي شيء، ونحن بانتظار الخطوات الجادة والفعلية من قبل مسؤولي وزارة الإسكان للبدء في إنشاء وتجهيز المستشفى لخدمة أطفال بني سويف وشمال الصعيد. تعددت شكاوى المرضى وذويهم من الإهمال والقصور الطبي.. كيف تتعاملون معها؟ نواجه جميع أشكال الإهمال والقصور في أداء الخدمة الطبية في المستشفى دون تهاون، ونتخذ الإجراءات القانونية لمواجهة المقصرين بتحويلهم للجهات المختصة، والمواطن السويفي يستحق الكثير منا، ونعمل على إرضائه، حيث نخدم ما يقارب 61% من عدد مرضى المحافظة، وما نأمله خلال الفترة المقبلة زيادة الدعم المادي من جميع الجهات وتضافر الجهود لإنجاح رسالتنا.