شهد الأسبوع الماضي العديد من الأحداث المرتبطة بالسياسة الخارجية، بدءًا من التسهيلات التي تعتزم الإدارة المصرية تقديمها لقطاع غزة، مرورًا بإعلان القاهرة عن إعادة النفط السعودي لمصر بعد توقف دام 5 أشهر، وصولًا إلى زيارة وزير الخارجية الأردني للقاهرة والتحدث عن وساطة أردنية بين مصر والسعودية بالقمة العربية المقبلة. عودة النفط السعودي بعد خمسة أشهر من الخلاف مع شركة أرامكو السعودية، أعلنت وزارة البترول المصرية الأربعاء، عودة ضخ المنتجات البترولية دون تحديد موعد استئناف الشحنات، وقال طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، خلال اجتماع موسع، إنه تم الاتفاق على استئناف الجانب السعودي توريد شحنات المنتجات البترولية وفقاً للعقد التجاري الموقع بين هيئة البترول وشركة أرامكو، وجار حالياً تحديد البرامج الزمنية لاستقبال الشحنات تباعاً. وبينما تكهن كثيرون بأن توقف الشحنات البترولية السعودية جاء إثر الخلاف بين البلدين على قضايا المنطقة، أكد وزير البترول أن تأجيل الشحنات كان لظروف تجارية خاصة بالشركة السعودية، في ظل المتغيرات التي شهدتها أسعار البترول العالمية بالأسواق خلال الفترة الماضية، وتخفيض السعودية مستوى إنتاجها من البترول، وتزامن ذلك مع أعمال خاصة بالصيانة الدورية لمعامل التكرير. وكانت المملكة العربية السعودية توقفت بشكل مفاجئ عن إمداد مصر بالمواد البترولية منذ أكتوبر الماضي، دون أسبابه واضحة، فيما ربط بعض المراقبين عودة النفط السعودي إلى مصر بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى واشنطن، في إشارة إلى دور أمريكي لتحسين العلاقات بين الرياضوالقاهرة. وكان الاتفاق خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في أبريل 2016، على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهرياً لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار، وتشتري مصر شهرياً منذ مايو الماضي من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود (المازوت) بخط ائتمان بفائدة 2% على أن يتم السداد على 15 عاماً. تسهيلات لقطاع غزة أبدت الكثير من الأوساط الفلسطينية هذا الأسبوع تفاؤلها بالخطوات المصرية نحو قطاع غزة، حيث أكد وسائل إعلام فلسطينية أن هناك سلسلة من التسهيلات ستقدمها السلطات المصرية لصالح القطاع خلال الفترة المقبلة؛ من أجل التخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ عام 2006، لاسيما في عمل معبر رفح على صعيد الأفراد والبضائع. وثمة معلومات خرجت من القطاع تؤكد أن وجود مباحثات حقيقة تجري حاليًا لتوريد الوقود والسولار عبر معبر رفح لصالح محطة توليد كهرباء غزة، وسد حاجة الغزيين منها، بدلًا من إدخاله عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الذي يربط القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948، وجاءت هذه الخطوات المصرية بناء على اتصالات تتم مع المسؤولين في غزة لوضع الترتيبات والأمور الفنية النهائية لبدء توريده في أقرب فرصة، في ظل تكرار أزمة الوقود، وفرض السلطة الفلسطينية ضرائب كبيرة تؤدي إلى عجز في تشغيل المحطة بشكل كامل. وفي سياق آخر، ذكرت مصادر أن هناك عملًا يجري حاليًا من أجل البدء في إنجاز مشروع خاص ببناء محطة طاقة جديدة في مدينة رفح المصرية لصالح القطاع، ويجري العمل على توفير دعم مالي دولي من أجل إنهاء أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع منذ عدة سنوات. وساطة الأردن وفي سياق آخر، زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، القاهرة لعقد مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري قبل أيام من القمة المقرر عقدها أواخر مارس المقبل، في إطار الدور الأردني الوسيط لإزالة التوتر بين الدول العربية، وتناولت الجلسة سبل تعزيز علاقات التعاون بين القاهرةوعمان في شتى المجالات، بالإضافة إلى التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بمختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وخاصة قبل القمة العربية المقرر انعقادها أواخر الشهر الجاري بالعاصمة الأردنيةعمان. تستضيف الأردن قمة جامعة الدول العربية يوم 29 مارس 2017، وسط حالة من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، ووفقا لبعض التقارير الأجنبية، فإن الملك الأردني عبد الله الثاني يعمل على إزالة التوتر بين مصر والسعودية، من خلال التوسط لعقد قمة بين الرئيس السيسي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لإزالة الحواجز التي تحول دون تحسين العلاقات بينهما.