بعد أن باتت المدن الاستراتيجية الهامة تتمتع بالأمن، وبدأت السلطات السورية إعادة تأهيلها، جاء الحديث عن تجهيز مطار حلب لاستئناف الرحلات الجوية، لتكون القاهرة هي الوجهة الأولى للطائرات السورية بعد توقف الرحلات بينهما منذ 4 سنوات. عودة الطيران الحلبي إلى القاهرة أعلن مدير الخطوط الجوية السورية، محمد سليمان، اليوم الاثنين، الانتهاء من أعمال تجهيز مطار حلب لاستئناف الملاحة الجوية مع القاهرة، إضافة لتسيير رحلات جوية بين حلب ودمشق، وقال سليمان: سيكون مطار القاهرة هو الأول الذي تسير إليه رحلات من مطار حلب فور تشغيله، ويجري حاليًا تجهيز المطار لاستئناف الرحلات الجوية بأسرع وقت، وأضاف: الخطوط السورية تنظم حاليًا رحلتين يوميًا بين القاهرةودمشق، ورحلة واحدة كل أسبوعين بين القاهرة واللاذقية، وذلك فى إطار العلاقات المتميزة والقوية بين الشعبين المصرى والسوري. تحرير حلب تعتبر مدينة حلب الشمالية أكبر مدينة في سوريا، كما تعتبر بوابتها الشمالية، وفي عام 2011 تمكنت الجماعات المسلحة الناشطة في سوريا من الاستيلاء عليها، لكن الجيش السوري تمكن من تحرير المدينة بالكامل في ديسمبر الماضي، وتضم المدينة مطار حلب الدولي الذي يُعد ثاني أكبر مطار دولي في سوريا بعد مطار دمشق الدولي، وقد تم تشييده في بدايات الثلاثينات من القرن الماضي، في عهد الاستعمار الفرنسي لسوريا، ويقع على بعد 10 كم من وسط مدينة حلب، وتبلغ مساحة أرض المطار حوالي 3.044 كم2، ويخدم المطار مدينة حلب والقرى والمدن المحيطة بها، ويعتبر المطار أحد مقرات شركة الخطوط الجوية السورية. مؤشرات الدعم المصري منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، اضطربت العلاقات المصرية السورية بسبب تعاقب الأحداث وتغيير أنظمة الحكم، إلا أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بقيت قوية مستندة إلى قوة العلاقات التاريخية بين البلدين على مر العصور. وكان موقف القاهرة ثابتًا من دعم وحدة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله السياسي، منذ بداية الأزمة السورية، وقد ظهر ذلك جليًا بعد التقارب الأخير الذي حدث بين مصر من جانب، والمحور الروسي السوري الإيراني من جانب آخر، فمنذ ذلك الحين امتنعت مصر عن المشاركة في اتخاذ أي قرارات تعادي النظام السوري أو تؤدي إلى تقسيم الدولة السورية، وهو ما ظهر جليًا في العديد من المواقف التي كان آخرها جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت مؤخرًا للتصويت على قرار صاغته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، لفرض عقوبات على سوريا، حيث امتنعت مصر عن التصويت على القرار، فيما عارضته بوضوح روسيا والصين وبوليفيا.