تحذيرات ليست قليلة تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل لقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول المحادثات التي سيجريها معه، مسؤولون وسياسيون إسرائيليون حذروا نتنياهو بلهجة شديدة عن ذكره ل"الدولة الفلسطينية"، أو حل الدولتين، ليستعين بذلك بنفوذ حليفه القوي، الولاياتالمتحدة، في فرض حل الدولة اليهودية الواحدة، حيث يعيش الفلسطينيون في أكنافها. وطالب رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، نتنياهو بالتوقف عن ذكر الدولة الفلسطينية، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد قال الوزير إذا تطرق نتنياهو وترامب خلال لقائهما إلى دولة فلسطينية، فإن الأرض سترتعد. ووصف بينيت مرحلة ترامب بالفرصة التاريخية، مشيرا إلى أن العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة مرت بعشرات السنين من البؤس. ولم تخف إسرائيل نيتها بابتلاع فلسطين ومسحها جغرافيا من خلال مطالبة نتنياهو لأكثر من مرة خلال اللقاء الذي جمعه بترامب، أن المعضلة في حل الصراع بين الطرفين، هي عدم اعتراف السلطة الفلسطينية بيهودية الدولة، والذي يعني اعترافها بذلك، نفيها لنفسها، والموافقة على العيش في دولة يهودية-إسرائيلية، وتبديد أي حلم لبناء الدولة الفلسطينية. وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات قد صرح بأن البديل الأمثل لخيار الدولتين، هو دولة ديمقراطية واحدة بحقوق متساوية للجميع، ما أثار غضب سياسيين فلسطينيين آخرين، حيث قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غسان الشعكة، إن تصريحات عريقات تمثله فقط، نافيا أن تكون منظمة التحرير قد ناقشت أو تطرقت لفكرة الدولة الديمقراطية الواحدة، موضحا أن إسرائيل نفسها لن تقبل بمثل هذه الفكرة لما تمثله من خطر ديموغرافي عليها. الكاتب والمحلل أحمد عوض كان له رأيا مختلفا حول فكرة الدولة الواحدة، حيث قال إن إسرائيل لا تسمح بأن تكون دولة واحدة متساوية الحقوق للمواطنين جميعا، مضيفا أن عدد الفلسطينيين أكبر من عدد الإسرائيليين، لذلك سيتم السيطرة على الكنيست وحكمها بأغلبية فلسطينية، إضافة لأن إسرائيل جاءت كدولة احتلال، ولن تطبق الديمقراطية التي تنشد بها في المحافل الدولية، موضحاً أن إسرائيل تسعى لنسف أوسلو والاتفاقيات المبرومة بين الجانبين وعقود من الدبلوماسية لتتمكن من احتلال الأرض الفلسطينية كلها. كذلك أوضح أن تصريحات عريقات تقول بلغة أخرى لإسرائيل أن تجعل الفلسطينيين من رعاياها. وقال محللون آخرون، مثل عادل سمارة، إن الدولة ثنائية القومية تعني المساواة بين الاحتلال والفلسطينيين، واصفا الدولة الديمقراطية بالوهم، متسائلاً كيف تتحقق المساواة مع احتلال يمتلك الاقتصاد والمصادر الطبيعية والصناعات والسلاح والجيش، مشيراً إلى أن الخطاب الصهيوني يريد السيطرة على كل شيئ.