لم يدخر الكيان الصهيوني جهدًا للوصول إلى أهدافه المنطوية على تهويد المدن الفلسطينية وترحيل آلاف الفلسطينيين من أراضيهم، ومع وصول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، أصبحت المهمة أكثر سهولة ويسرًا على سلطات الاحتلال؛ حيث أطلق ترامب الكثير من الوعود التي تصب في صالح الكيان المُحتل، وجعلت الإسرائيليين يترقبون فوزه، ومن ثم تنصيبه حتى تتحقق هذه الوعود. الاستيطان ضوء أخضر من ترامب لم يكمل الرئيس الأمريكي الجديد يومه الثاني في البيت الأبيض حتى بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مطالبته بتنفيذ وعوده السابقة، خاصة المتعلقة بدعم الاستيطان الإسرائيلي في القدس المحتل ونقل السفارة الأمريكية إلى العاصمة الفلسطينية، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الأحد، أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الأمريكي الجديد، للمرة الأولى منذ دخوله البيت الأبيض. يبدو أن المكالمة الهاتفية كانت ودية إلى حد كبير، وهو ما أكده المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، الذي قال إن المحادثة كانت "لطيفة جدًا"، حيث دعا خلالها ترامب نتنياهو إلى زيارة واشنطن في فبراير المقبل، وأوضح مكتب رئيس الوزراء الصهيوني أن الموعد النهائي للقاء سيحدد في الأيام التي ستسبق الزيارة، فيما قال البيت الأبيض أن الطرفين ناقشا خلال المكالمة الاتفاق النووي مع إيران، وعملية السلام مع الفلسطينيين. سارع رئيس الوزراء الصهيوني في ترجمة هذه المكالمة الودية على الأرض؛ حيث وافقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، أمس الأحد، على منح الضوء الأخضر لبناء 566 وحدة سكنية في ثلاثة بؤر استيطانية صهيونية في القدسالمحتلة، وقال نائب رئيس ما يسمى بلدية القدس التابعة للاحتلال الصهيوني، مئير ترجمان، إن تراخيص بناء هذه الوحدات تم تجميدها أواخر ديسمبر الماضي بطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في انتظار تنصيب دونالد ترامب، وتابع: سيتم بناء هذه الوحدات في أحياء بسغات زئيف ورموت ورمات شلومو الاستيطانية. واعتبر ترجمان أن قواعد اللعبة تغيرت مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولاياتالمتحدة، "ولم تعد أيدينا مقيدة مثلما كانت عليه وقت باراك أوباما"، وأضاف: هذه الوحدات ال566 ليست سوى البداية، لدينا خطط لبناء 11 ألف وحدة بانتظار التراخيص في أحياء استيطانية في القدس، وزعم نائب رئيس بلدية القدس: مررنا بثمانية أعوام صعبة مع باراك أوباما الذي كان يضغط لتجميد البناء، وتابع: نأمل أن تكون انتهت تلك الحقبة ومن هذه اللحظة سنواصل البناء وتطوير القدس لمصلحة ساكنيها من اجل تعزيز السيادة على القدس الموحدة كعاصمة لإسرائيل، على حد قوله. من جهته، أدان الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، القرار معتبرًا إياه تحديًا لمجلس الأمن الدولي بعد قراره الأخير رقم 2334 الذي أكد عدم شرعية الاستيطان، ودعا أبو ردينة مجلس الأمن الدولي إلى التحرك الفوري وفق القرار 2334 لوضع حد لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تعمل على تدمير حل الدولتين، فيما أدانت حركة حماس السياسة الاستيطانية الجديدة من قبل سلطات الاحتلال، وأكدت أن الاستمرار في بناء المستوطنات يهدف لتهويد مدينة القدس، وتغيير معالمها وسرقة وابتلاع مزيد من الأرض الفلسطينية، ويتنافى مع القرار الأخير لمجلس الأمن. نقل السفارة.. فتيل أزمة جديد في الوقت الذي تشتعل فيه الأوضاع في القدسالمحتلة نتيجة تصاعد العمليات الاستيطانية هناك، يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد يتجه نحو إشعال فتيل أزمة آخر هناك من خلال الحديث مجددًا عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، وهو ما وعد به ترامب خلال حملته الإعلامية، الأمر حذر منه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وهددت الفصائل الفلسطينية أنه في حال حدوثه ستشتعل انتفاضة جديدة في وقت لا يملك فيه الفلسطينيون ما يبكون عليه. وقال البيت الأبيض إنه في المراحل الأولى من المحادثات لتنفيذ وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، وأضاف، أمس الأحد: نحن في المراحل المبكرة جدًا في مناقشة هذا الموضوع، وتابع نقلًا عن ترامب: تربطنا علاقة جيدة جدًا وعلينا حماية إسرائيل، إسرائيل بالنسبة لي مهمة جدًا جدًا، وأنا أعارض ما حصل سابقًا خاصة خطاب جون كيري بحقها، وإن ما حصل غير منصف لإسرائيل أبدًا. من جانبها، أكدت القناة العاشرة الإسرائيلية أن هناك تحضيرات عملية في القنصلية الأمريكية في القدس لإمكانية نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، لكن القناة قالت في الوقت نفسه: من ناحية الجدول الزمني لنقل السفارة، فإن بناء سفارة جديدة يستغرق 5 سنوات، وربما ترامب لن يكون في السلطة حينها، وأضافت: لذلك يتم الحديث عن أن السفير الأمريكي يعمل من القدس، بينما تبقى السفارة في تل أبيب، وربما في مرحلة متأخرة يجري نقل مبنى السفارة أيضًا. جزيرة إسرائيلية.. طرح جديد لتعزيز التهويد الحديث عن نقل السفارة وتصاعد عمليات الاستيطان ليست الخطط الوحيدة لدى الاحتلال الصهيوني لفرض هيمنته على الأراضي الفلسطينية، حيث طرح وزير الاتصالات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خطة لإقامة جزيرة قبالة شواطئ قطاع غزة وعليها ميناء بحري، ومنشآت لإزالة ملوحة مياة البحر وتوليد الطاقة وكذلك ربط شبكة السكك الحديدية بين إسرائيل والأردن والمناطق الفلسطينية، وفرض السيادة على الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدس بما فيها غوش عتصيون ومعاليه أدوميم وغفعات زئيف وبيتار عليت.