لا تزال مشكلة معهد فتيات عنيبس "الإعدادي – الثانوي"، التابع لإدارة جهينة الأزهرية بمحافظة سوهاج، تبحث عن حل، فمنذ زلزلال عام 1992 الذي أدى لتهدم أجزاء من المعهد جعلته غير صالح لاستمرار الدراسة به، والمعهد على حاله لم تمتد له يد الترميم لإصلاح ما به من شروخ وتصدعات، فضلا عن بناء معهد جديد بدلا منه، ما أدى، مع مرور الوقت، إلى هجره واستيلاء الأهالي على أرضه وتحويلها إلى حظائر ترعى بها المواشي، في حين تم تحويل طالباته إلى الدراسة بالمعهد الابتدائي. بعد زلزال 1992 قررت لجنة من الإدارة الهندسية بمنطقة سوهاج الأزهرية عدم صلاحية المعهد للدراسة، وقررت نقل الفتيات منه لأقرب معهد لخطورة المبنى على حياة الطالبات والمعلمين، نظرا لحدوث تصدعات وشروخ عديدة بحوائط وجدران وسقف المعهد، ومنذ ذلك الوقت قام الأهالي المجاورون بالاستيلاء على مساحات كبيرة من أرض فناء المعهد المجاور لزراعاتهم، خاصة وقد تهدم سور المعهد. أولياء أمور الطالبات من جانبهم، طالبوا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الشريف بالتدخل لحل أزمة المعهد وإعادة بنائه حتى تتمكن بناتهن من الدراسة يوما كاملا بدلا من الدراسة بنظام الفترتين في المعهد الابتدائي، والذي لا تتجاوز فيه الحصة 35 دقيقة لا تكفي للشرح، إضافة إلى إلغاء القسم العلمي والاكتفاء بالقسم الأدبي فقط لضيق المساحة وقلة الفصول. وأعرب أهالي قرية عنيبس عن استيائهم من عدم جدية إدارة الأزهر وتجاهل المعهد وتركه وكرا للخارجين على القانون الذين سرقوا نوافذه وأبوابه، ونهبا للأهالي الذين حولوه إلى مراع للأبقار والجاموس خاصة في فصل الشتاء، لمدة تقترب من ربع قرن، خاصة وأن قرية عنيبس، هي أول قرية دخلها التعليم الأزهري على مستوى المركز والمدينة، من خلال المعهد الذي تبلغ مساحته 14 قيراطا بإجمالي 2450 مترا. وأفاد مهندس بالإدارة الهندسية بمنطقة سوهاج الأزهرية بأنه تم، منذ عدة سنوات، إسناد عملية إنشاء المعهد لشركة المقاولون العرب، ولكن تعذر تسليم موقع المعهد للمقاول، رغم توافر الاعتمادات المالية اللازمة والرسومات الهندسية، وذلك بسبب تعديات الأهالي على مساحات من أرضه، مما دفع الإدارة لسحب الميزانية التي كانت مخصصة للمعهد وعمل إنشاءات وترميمات بها لمعاهد أخرى بالمنطقة. وقال الدكتور علي عبد الحافظ حسن، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية، إن استيلاء الأهالي على أرض معهد فتيات عنيبس الإعدادي الثانوي، استلزم إقامة دعاوى قضائية من قبل إدارة الشؤون القانونية بالمنطقة، لإعادة الحق لصاحبه وهو الأزهر، مشيرا إلى أنه في منتصف عام 2016 جاء خبير هندسي لمعاينة الموقع وفرز مساحة المعهد وتجنيبها من الأرض المجاورة له بناء على قرار المحكمة التي نظرت الدعوى، وأكد أنه فور انتهاء القضية التي لا تزال منظورة أمام القضاء، سوف يتم توفير الاعتمادات اللازمة والبدء في بناء المعهد مباشرة .