كشفت وزارة التربية والتعليم عن خطة لإدراج منهج خاص بمهنة الحلاقة والكوافير والتجميل لطلاب التعليم الفني، وهو ما واجه انتقادًا حادًّا من التربويين، فيما واجه المقترح سخرية من قبل الإعلاميين والمواطنين بمواقع التواصل. جاء ذلك خلال مؤتمر الحوار المجتمعي بوازة التربية والتعليم الذي تحول من مؤتمر لتطوير وإصلاح منظومة التعليم ومناقشة قضايا وأزمات التعليم، بحضور وزراء التعليم والتعليم العالي والتنمية المحلية والعدل، والقوى العاملة، بالإضافة إلى مسؤول المجلس الاستشاري للتعليم التابع لرئاسة الجمهورية ومدير مركز المناهج، ووكيل لجنة التعليم بالبرلمان. الدكتور أحمد الجيوشي، نائب وزير التربية والتعليم، صاحب فكرة تدريس مناهج الحلاقة للطلاب، قال: الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، رحب بما جاء من توصيات خلال الحوار المجتمعى الأخير لبحث آليات النهوض بالتعليم العام بصفة عامة والتعليم الفني بصفة خاصة، قائلًا: إننا بصدد بحث إمكانية إدخال مادة «الحلاقة والكوافير والتجميل» ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني. وأضاف الجيوشي، خلال مادخلة هاتفية لبرنامج انفراد على قناة العاصمة: من المقرر أن يعقد خلال الأسبوع الجاري اجتماع بشأن وضع الخطوط العريضة لإقامة مدرسة ثانوي فني متخصصة في «فن الحلاقة والكوافير والتجميل»، يكون قوامها التعليم والإنتاج، على غرار ما تفعله الوحدات الإنتاجية بالمدارس من إنتاج صناعات غذائية وألبان. ولاقى مقترح نائب الوزير سخرية، كل على حسب طريقته، فالإعلامي جابر القرموطي سخر من القرار بتجسيد دور «حلاق» في حلقة أمس من برنامجه، وشرح كيفية حلاقة «الذقن» وبدأ تنفيذ تجربة الحلاقة لأحد الزبائن، مستعينا بكومبارس لتجسيد دور الطلاب داخل الفصل المدرسي. واستعان القرموطي خلال برنامجه «مانشيت القرموطي» المذاع على قناة «العاصمة 2»، أمس بأحد الحلاقين لتعليم الطلاب كيفية الحلاقة، وضرورة استخدام أدوات حلاقة شخصية لكل فرد، حتى نحد من انتشار الأمراض الناتجة عن استخدام الأدوات الشخصية لأكثر من شخص. ووبخ المدرس المتقمص دور الحلاق الطلاب لعدم إحضارهم أدوات الحلاقة خلال الحصة، بعد أن كتب عناصر الدرس على السبورة، والتي تضمنت الأدوات والطريقة، ما بعد الحلاقة وراحة الزبون. وأضاف الدكتور محمد عبد الله، أستاذ الهندسة بجامعة عين شمس: مقترح وزارة التربية والتعليم عن وضع مناهج لتدريس الحلاقة يشير لا ينم عن أي تخطيط أو دراسة، ويكلف الوزارة أموالًا دون فائدة، خاصة أن المجتمع لا يحتاج خريجين للعمل بمهنة الحلاقة، والتي يجيدها الكثير، وقد نجد شارعًا واحد به أكثر من صالونات حلاقة، متوقعًا أن تتراجع الوزارة عن القر ار خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن التعليم الفني يحتاج إلى إعادة النظر بشكل كامل في مناهجه، ووضع خطط تتناسب مع احتياجات سوق العمل، من خلال دراسة على أرض الواقع وليس القيام بعقد مؤتمرات تنظير يتم من خلالها وضع برامج ليس لها علاقة باحتياجات المجتمع، لافتًا إلى أن الوزارة كان من الأوْلى أن تقوم بعملية فلترة لكتب التعليم الفني التي تحتوي على أداوت ومعدات منذ الستينيات ويتم تدريسها للطلاب.