في الوقت الذي يتزعم فيه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان التنظيم الإرهابي الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وحربها القذرة ضد مصر، وإدعائه الزعامة من خلال تسويق نفسه بأنه خليفة المسلمين العثماني وقاهر إسرائيل، لكنه في حقيقة الأمر هو بمثابة 'البقرة المقدسة' لإسرائيل التي يحقق لها أغراضها وأهدافها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط، فرغم القطيعة المصطنعة بين أنقرة وتل أبيب علي خلفية الإعتداء علي سفينة المساعدات التركية لقطاع غزة منتصف 2010، أكدت معطيات وزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في الثلاثة الشهور بعد إندلاع الأزمة بينهما نحو مليار دولار. وتشير المعطيات إلي أن الاستيراد التركي من إسرائيل ارتفع من 1.4 مليار دولار عام 2010 إلي ذروة غير مسبوقة بلغت مليارين عام 2011. كما إرتفعت الصادرات التركية لإسرائيل من ملياري دولار عام 2010 إلي 2.4 مليار عام 2011. يشار إلي أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل يتجاوز أربعة مليارات دولار سنويا، ويشكّل فرع السيارات نحو 45% من مجمل استيراد إسرائيل من تركيا، بينما يشكّل استيراد الوقود المصفي حصة الأسد من الاستيراد التركي من إسرائيل. فيما أكد خبراء إقتصادين إسرائيليين علي أن ازدهار العلاقات التجارية بين أنقرة وتل أبيب رغم تردي العلاقات السياسية إلا أن الدولتين اتخذتا قرارا عقلانيا بالفصل بين السياسة والاقتصاد بخلاف الموقف 'الانتحاري' الذي اتخذته سوريا بوقف التعاون التجاري مع تركيا. أما علي مستوي الصادرات العسكرية الاسرائيلية لتركيا فقد أشار رئيس شعبة المساعدة الأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية إلي أن التصدير العسكري الاسرائيلي لتركيا لم يتوقف علي الإطلاق، وإنما يُقاس وفق المصالح الإسرائيلية، وإذا ما كانت منظومة العلاقات في السنوات الأخيرة لم تضف، لكن إذا نظرنا الي الأرقام، فإن التصدير الأمني الي تركيا لم يكن معدوماً، علي حد تعبيره، في إشارة واضحة إلي أن الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين في أواسط العام 2010 لم تُلقي بظلالها السلبية علي العلاقات الاقتصادية في المجال الأمني بين أنقرة وتل أبيب. الأدهي فيما يفضح الوجه الحقيقي للاخواني التركي أردوغان هو ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن قيام نجل رئيس الوزراء التركي بعقد صفقات مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن ما وصفته ب 'الحرج لأردوغان'، عن مصادر في المعارضة التركية أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة ورغم العلاقات التي كانت في الحضيض بين تركيا وإسرائيل، كانت سفينتان تجاريتان تابعتان لشركة MB التي يساهم في ملكيتها أحمد براق أردوغان، تبحران بين موانئ تركيا وإسرائيل وتنقلان البضائع ذهاباً وإياباً بين أنقرة وتل أبيب. وأوضحت مصادر المعارضة التركية عن جهات في سلطة الموانئ في تركيا أن السفينة 'سفران 1' التي يبلغ طولها 95 متراً رست في المرة الأخيرة في ميناء أسدود في الثاني عشر من كانون الثاني 'يناير' من العام الجاري2013، أي قبل ثلاثة أشهر من انتهاء الأزمة الإسرائيلية- التركية. أما من أكثر الفضائح التي تكشف الوجه الحقيقي لأردوغان وعلاقته المشبوهة بإسرائيل، هو ما أكدته مصادر مخابراتية إسرائيلية بأن الموساد الإسرائيلي وجه تحذيرات عاجلة لأردوغان في الفترة الأخيرة عند إندلاع المظاهرات الاحتجاجية ضده في إسطنبول من مخططات قيادات الجيش التركي بالانقلاب ضده، وبناء علي تلك المعلومات نجح أردوغان في إحباط تلك المخططات، وهو ما يفسر إسراع حزبه بتقديم مشروع قانون للبرلمان التركي يحول دون قيام قيادات الجيش بإجراء وتنفيذ إنقلاب ضده. وأخيراً نشير إلي سعي إسرائيل دوما في ترويجها للإسلام السياسي التركي الذي يقوده أردوغان وحزبه، بصفته الاسلام المعتدل الذي يمكن أن تتعامل مع إسرائيل في حال تواجده في الدول العربية، وهو ما يفسر خيبة أمل إسرائيل من سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تلك الجماعة التي ينتمي لها أردوغان.