في ظل توالي الأحداث, السريعة و المحتدمة, و برغم عبثية المشهد و صدمته للوجدان المصري الرافض للعنف, فهو يطرح سؤال علي المتابع للأحداث, و هو من سينتصر في هذا الصراع, هل ستنتصر الدولة بجناحيها الأمني الجيش و الشرطة في القضاء علي إرهاب الإسلام السياسي الذي ظهرت حقيقة خطابه المتطرف فلم تكن الديموقراطية إلا وسيلة للسيطرة علي الحكم أم ستنتصر جماعات الأرهاب الديني, متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين, هل ستنجح في جر الجيش إلي مستنقع الدم و من ثم فشل الدولة و تركيعها, لتضطر للجوء للتفاوض و فتفرض جماعة الإخوان المسلمين شروطها علي الشعب المصري.؟رد قائلا المستشار مراد خضر مدير مركز الدراسات السياسية للإجابة علي هذا السؤال نحتاج إلي تحليل الموقف الحالي, نحتاج الي تحليل علي ماذا يستند كل طرف, و مصادر قوته وطريقة تعامله. تولي محمد مرسي الحكم بعد كفاح جماعه عاشت في اغلب وقتها تحترف العمل السري و التآمر, جماعة قضت أغلب عمرها تعما في الظلام, و بمجرد قيام ثورة يناير ظهرت علي الساحة و تم تفريغ المجال لها لتصعد بمساعدة و تآمر جهات خارجية و فعلا حصلت علي اغلبية في مجلس الشعب, و كونت مجلس تأسيسي, ثم تولي محمد مرسي العضو البارز منصب الرئيس فإنفتح شهية الجماعة للسلطة, و إرتفعت أسقف طموحاتها فأحيت خطتها البدائية الحمقاء و هي خطة التمكين و ظن أعضاء الجماعة أن الأمر إستتب لها فتغولت في تثبيت نفسهافي أركان الدولة و تحركت كعادتها التحركات السرية فغابت الشفافية و أحس الشعب أن الجماعة تتحرك ضده ناهيك عن الأداء المترهل العقيم لأفراد حكومتهم الذي أشعر العديد من المصريين بالإهانة و الشعور بالدونية أمام العالم, لقد كانوا جماعة تستطيع أن تتأمر و تناور سياسيا و لكن ليس لها قدرات في الحكم و يس لديهم رجال دولة. إحتدم الأمر و خرج عليهم الشعب بعد دعوة مبتكرة من الشباب متمثلة في حركة تمرد التي لاقت قبولا غير مسبوق من الشعب مما عبر عن ولادة شرعية جديدة تنتزع الشرعية عن الرئيس, و نزلت الجماهير تنتزع منهم الشرعية في شكل لم يسبق له مثيل لكن الإخوان أبوا أن يروا ذلك, كعادنهم في إنكار الواقع لدرجة الكذب علي الناس و الذات. و بعد بيان الجيش تم إعادة الشرعية للشعب و لكن جماعة الإخوان المسلمين و متعاطفيهم الذين ظلوا علي مدار السنين يحشدون فيهم و يشوهوا أفكارهم و يقنعوهم بأن ما حدث إنقلاب و أنه حرب علي الإسلام, و هم لا يتورعون عن التضحية بمتعاطفيهم من أجل مكسب سياسي, و بالفعل كانت خطة الإخوان هي دفع الأمور ناحية العنف لتوريط الدولة المصرية و إفشالها و إظهارها علي أنها تتعرض صراع مع الشعب, و لكن نتيجة لغباءهم السياسي, فشلوا في إدراك الواقع و إنه لا سبيل لانقاذ الجماعة سياسيا الا التنازل و التعامل مع الواقع, -هل بدأت بالفعل خطوات بتر هذه الجماعة وسياساتها في ظل ما يحدث في هذه الاونة؟نتيجة للرؤية المشوهة و عدم القدرة علي التعامل مع الواقع, دفعت الجماعة للتورط في مزيد من العنف المدبر و الهادف في ظنهم أنهم يستطيعوا أن يهزموا جيش يحظي بظهير شعبي هم فاقدوه. و الان بعد كل تلك الدماء, ما هو مستقبل الجماعة, في الحقيقة ليس هناك من سبيل لإنقاذ الجماعة, لقد فقدت مستقبلها السياسي بلجئها الي العنف, و فقدت الشعبية التي طانت تحظي بها الا من متعاطفي التيار الاسلامي, لذلك ليس امام الاخوان المسلمين الا الظهور بمظهر الضحية امام اتباعها لتبرير الفشل الذريع الذي منيت به, لكن لابد من إعادة نظر في خطاب الجماعة ككل من داخلها و الا فإنها انتهت. -اما عن ما صدر من الدول الشقيقة تجاه ما يحدث في مصر من ارهاب والتصدي له وعلي رأسهم المملكة العربية السعودية اوضح لنا المستشار مراد خضر المواقف الصعبة توضح معادن الرجال, مشيرا إلي أن الملك عبد الله أرسل من خلال كلمته عدة رسائل قوية وواضحة لكل الدول التي تتدخل في الشأن المصري بمراجعة مواقفها ومساندة مصر ضد الخطر الذي يهدد أمنها القومي.. فقد اشاد بمواقف جميع الدول العربية الشقيقة والتي علي رأسها المملكة العربية السعودية و الامارات والكويت والاردن واليمن حيث وافقت هذه الدول العربية الشقيقة علي موقف العاهل السعودي الذي اكن له كل التقدير والاحترام لانه ليس بجديد عليه مثل هذه المواقف النبيلة ودعمت ايضا مساندة الشعب المصري في محنته التي سيذكرها التاريخ علي مر الاعوام ن مواقف فالسعودية دائما مشرفة وتقف بجانب مصر في الأوقات الحرجة والصعبة -علي حد تعبيره -، مشيرا إلي أن موقفها اليوم يعيدنا لموقف السعودية وقت أزمة 1973، ووقت النكسة 1967، قائلا 'السعودية وقفت بجانب مصر علي امتداد أربع عقود، تحديدا بعد الأزمتين وقت الحرب وبعد النكسة، سواء بشكل مباشر بقطع النفط علي الدول المغيرة، أو بشكل غير مباشر في شكل مساعدات اقتصادية وسياسية، وترسيخ الاستثمارات السعودية في مصر، واكد 'المستشار مراد خضر' ان خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز 'حفظه الله' الذي وجهه لمصر يؤكد أن الملك عبد الله بن عبد العزيز رجل حكمة ومواقف، يعرفه العرب والمسلمون في الأوقات العصيبةولا ننكر ان تدعيم السعودية للشعب المصري ومساعدتها في التصدي للارهاب وجماعة النتنظيم الاخواني هي القشة التي قسمت ظهر البعير امام العالم كله باعتبارها المرجع الديني السليم لكل الدول العربية الشقيقة فهي تؤكد للعالم ان الاسلام برئ من افعال الارهاب والاجرام علي يد جماعة لا شرعية لوجودها في الاساس ومن الجدير بالذكر ان ما فعلته المملكة السعودية يجسد موقف أكبر دولة خليجية بل تعد قائدا لمجلس التعاون الخليجي وهي تنطوي علي تأكيد واضح بالانحياز لخيارات الشعب المصري بعيدا عن مؤامرات الإرهاب ومسانديه.. وبالمثل نحن لا نغفل دور دولة الامارات الشقيقة الفعال مع مصر دائما وابدا منذ قيام الثورة عام 2011حيث كانت تقف بجانب مصر بحفاظها علي كينونة هذا البلد وتقديرها لعظمة مصر وشعبها وعلي لسان سيادة المستشار ان الإمارات من اولوياتها وشغل الشاغل لديها هو تحقيق الاستقرار في مصر وتطبيق خريطة المستقبل.. وهو ما وضح في ما تقوم به هذه الدولة العظيمة لدعم حالة الاستقرار في البلاد، وتعزيز خريطة المستقبل التي أعلنها الجيش ولعله ملحوظ ان مثل هذا الدعم يقابله المصريون بكل تقدير لدولة الإمارات، وخاصة إن النظام السابق لم يتمكن من تعكير هذا التقدير والحب الذي يقدره الشعب المصري لدولة الإمارات حكومة وشعباً، فقد ظل متواصلا، وفشلت المحاولات كافة من قبل النظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين لإفساده. واشاد 'خضر'الموقف الاماراتي التاريخي والذي تجسدفي مبادرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات، بالاتصال بالقيادة المصرية الجديدة مؤكدا لها اصرار الامارات في الوقوف الي جانب مصر ودعم شرعية مطالب شعبها العظيم.. ذلك والجدير بالذكر ايضا قيام وفد إماراتي بزيارة مصر، بشجاعة علنية لتوصيل رسالة سياسية، تؤكد للعالم اجمع انحياز الامارات المطلق لما قام به جيش مصر العظيم من تلبية لمطالب الشعب بعزل الرئيس السابق، واقامة نظام مدني حقيقي يعيد مصر الي دورها العروبي والاقليمي والعالمي من جديد - ويري ايضا ان دولة الامارات هي الدولة الاكثر دعما لمصر وشعبها حيث انهااول من قام بتقديم أول منحة لا ترد لمصر عقب الثورة وإيداعها في البنك المركزي المصري، مما كان له أكبر الأثر في الحفاظ علي المستوي الاقتصادي والمركز المالي للدولة ابان الثورة المصرية. وتقدم 'خضر'بالشكر وبالغ التقدير للدول العربية الشقيقة للوقوف بجانب مصر ضد الارهاب ليظهروا ويتبتوا للعالم ان مصر واشقائها العرب أيثبتوا أمة عربية واحدة وجسد واحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي, كما يقول الحديث الشريف.وختم |'خضر ' حديثه بالعرفان بالجميل لهذه الدول الشقيقة واننا نؤمن بنزاهة كل منهاونقدر خزفها علي مصر وشعبها وفي القريب العاجل مصر سوف تستعيد قواها لتقف ثانية علي ارجلها بصلابة ومن ثم سوف تلقي الازدهار في جميع المجالات بالتعاون مع شقيقاتها في الوطن العربي حتي نصلح خير امة اخرجت للناس