إعلان النتيجة النهائية لجولة الإعادة للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب    الحكومة تكشف حقيقة انتشار جنيهات ذهبية مغشوشة في الأسواق    الداخلية تضبط ميكروباص يقل ناخبين مقابل سلع تموينية    تجارة عين شمس تحتضن قمة أكاديمية حول الذكاء الاصطناعي    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة    أول ظهور لمعلم واقعة المقص بالإسماعيلية    حملات لتحصين الكلاب الحرة ضد مرض السعار بمحافظة الدقهلية    عاجل- مجلس الوزراء يطمئن المواطنين: السوق المصري آمن من تداول جنيهات ذهبية مغشوشة    محافظ كفر الشيخ: الانتهاء من تدريب وفد من 10 دول أفريقية على تقنيات تحسين تقاوى الأرز    «المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر    تسليم 5 أجهزة تعويضية وكراسي متحركة للمرضى غير القادرين بسوهاج    الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان ضرورة بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة    الأمم المتحدة تدعو للانتقال سريعا للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    خبير أرصاد: البنية التحتية لقطاع غزة معدومة    تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين    مواعيد مباريات مصر في أمم أفريقيا 2025    يزن النعيمات صفقة الأهلي المحتملة في الميركاتو الشتوي    ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر    حالة الطقس اليوم: الأرصاد تكشف فرص سقوط الأمطار ودرجات الحرارة حتى نهاية اليوم    القبض على مدرب كرة قدم بالمنصورة يعتدى على الأطفال جنسيا ويصورهم    حادث مأساوي على طريق الإسماعيلية طريق القاهرة الصحراوي..وفاه شابين وإصابة ثالث في انقلاب سيارة ملاكي    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن موعد دورته السابعة والأربعين    الفنانة اللبنانية لورا خباز تتعرض لحادث سير، وهذه لحظة نقلها للمستشفى (فيديو)    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن موعد دورته ال47    مقترح إنشاء "مدينة المستشفيات والمعاهد التعليمية" على طاولة رئيس الوزراء    الضباب الكثيف يلغي عددا من الرحلات الجوية إلى مطار حلب بشمال سوريا    الرئيس السيسي وملك البحرين: القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الاهتمام العربي والدولي    ضبط محطة وقود بمركز منفلوط لتجميع أكثر من 8 أطنان سولار دون وجه حق    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا    بعد 7 أيام بحث.. لحظة اصطياد «تمساح الزوامل» بالشرقية    المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة    بروتوكول تعاون بين «القابضة للصوامع» و«الوكالة الإيطالية»    تقرير - قبل ربع النهائي.. السعودية تتفوق تاريخيا على فلسطين في كأس العرب    قائمة تونس - بن رمضان والجزيري ومعلول على رأس اختيارات الطرابلسي في كأس إفريقيا    الليلة.. قناة الوثائقية تعرض فيلم محفوظ وهي    هدى المفتي ضيفة برنامج آبلة فاهيتا.. السبت المقبل    حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته    منشور مثير من نجل سائق محمد صبحي بعد انفعال الفنان على والده    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية    الصحة العالمية: ارتفاع حالات الأنفلونزا بالعالم لكن لم نصل بعد لمرحلة الوباء    نائب محافظ الغربية يتفقد القافلة التنموية بتفهنا العزب    صحيفة.. 24 ساعة تحسم مستقبل صلاح مع ليفربول    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    مباحثات مصرية - يونانية لتنفيذ برامج سياحية مشتركة    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    53 مترشحًا يتنافسون على 3 مقاعد فردية فى دوائر أسوان المعاد الاقتراع بها    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها    مؤسسة هولندية تتبرع بأجهزة ومعدات قيمتها 200 مليون جنيه لدعم مستشفى شفاء الأطفال بسوهاج    تقييم مرموش أمام ريال مدريد من الصحف الإنجليزية    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    الدفاع المدني بغزة: تلقينا 2500 مناشدة من نازحين غمرت الأمطار خيامهم    كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الوزراء: كفانا بناء عشوائي والدولة لن تسمح بذلك مرة أخرى

الدولة تتصالح اليوم مع المواطن الذي سبق له البناء بالمخالفة للقانون بأبسط الإجراءات التي ارتضاها المواطن
أي تصرف سلبى يقوم به المواطن يضر به أولاً قبل أن يضر الدولة
لا توجد دولة على مستوى العالم تنفذ مشروعاً بحجم "حياة كريمة" تصل استثماراته إلى نحو 700 مليار جنيه لتحسين جودة حياة المواطن في الريف
صندوق النقد الدولي أشاد بما حققته الدولة المصرية من مؤشرات إيجابية رغم التداعيات السلبية لفيروس كورونا والأزمات التي نواجهها
تكليفات من الرئيس السيسي بتعميق التصنيع المحلى وتقليل الاعتماد على الواردات من مستلزمات الانتاج
المواطن لن يتحمل أية أعباء لتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري
عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء اليوم، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا حضره وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، والتنمية المحلية، والصحة والسكان، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وذلك لتوضيح بعض النقاط المتعلقة بملف التصالح على مخالفات البناء في الريف المصري، وإعلان عدد من القرارات في هذا الشأن التي وافق عليها مجلس الوزراء في اجتماعه، تيسيرا على المواطنين تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الأخرى.
وفي مستهل كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا المؤتمر يأتي في إطار التواصل المستمر مع المواطنين وإطلاعهم بشفافية على كافة الجهود التي تقوم بها الدولة بمختلف أجهزتها في عدد من الموضوعات التي تمس مصالحهم، موضحاً أنه فيما يتعلق بآخر المستجدات الخاصة بالتعامل مع أزمة فيروس "كورونا"، وموقف توفير اللقاحات المضادة للفيروس لكافة المواطنين المصريين، فقد شهد اجتماع مجلس الوزراء اليوم استعراضاً من جانب الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، حول الموقف الوبائي لانتشار الفيروس، مجددا التأكيد على تحرك أجهزة الدولة المعنية منذ اللحظة الأولى للتعامل مع هذه الأزمة واتخاذ ما يلزم من إجراءات وقرارات تضمن الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، إلى جانب الحرص على استمرار أنشطة الاقتصاد المصري دون توقف، حيث كان من الممكن أن يؤدي توقف هذه الأنشطة إلى فقد الملايين من فرص العمل ومصادر دخل المواطنين.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس الوزراء على ضرورة الاستمرار في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية والالتزام بها، خاصة ما يتعلق بالمحال التجارية والمولات والكافيهات والمطاعم، في ضوء ما تم اتخاذه من قرارات خلال اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا بشأن العودة إلى العمل بالتوقيتات الصيفية لفتح وغلق المحال التجارية طبقاً لما صدر في هذا الشأن من قرارات سابقة لوزيري التنمية المحلية، والسياحة والآثار، مؤكداً أنه سيتم التعامل مع أية مخالفة لهذه القرارات، بالغلق الفوري لهذه المنشآت، وبمدة لا تقل عن أسبوعين، على أن يتم مضاعفتها في حالة تكرار المخالفة.
كما لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى المتابعة المستمرة لموقف توفير وتلقي المواطنين للقاحات المضادة لفيروس كورونا، مشيراً إلى أن تحدي توفير اللقاح هو تحدي عالمي، وهناك متابعة دورية لما يتم إنتاجه على المستوى العالمي، مستعرضا جهود الدولة لتوفير هذه اللقاحات، التي من بينها الانتهاء من تلقي 2.5 مليون مواطن للقاح المضاد للفيروس بنهاية اليوم الحالي، من إجمالي نحو 6 ملايين شخص قاموا بالتسجيل للحصول عليه، مشيراً إلى أن هذه اللقاحات تقوم الدولة باستيرادها من الشركات العالمية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، إلى جانب بدء الخطوات الخاصة بالتصنيع المحلي لعدد من اللقاحات المعتمدة عالمياً، لافتا في الوقت نفسه إلى أن شهر يونيو الجاري سيشهد بدء إنتاج أول مجموعة من اللقاحات من خلال المصانع المحلية بالتعاون مع الشريك الأجنبي، قائلاً: "هي خطوة مهمة جداً.. ونحن نستهدف بنهاية العام الحالي الوصول بمن حصل على اللقاح إلى 40% من الشعب المصري".
وقال رئيس الوزراء: تسعى الدولة لتأمين أكبر حجم ممكن من اللقاحات للمواطنين، سواء المنتجة محليا، أو التي تنتجها الشركات العالمية، ونحن نراقب بصفة يومية ظهور أي لقاح جديد على مستوى العالم وتعتمده منظمة الصحة العالمية، وعلى الفور تقوم الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعاقد مع الشركة المنتجة، حتى يتم توفيره للمواطنين، وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإتاحة كافة الإمكانيات المالية لتوفير تلك اللقاحات، مضيفا أنه كلما استطعنا توفير اللقاحات لأكبر عدد ممكن من المواطنين، نجحنا في تقليل المخاطر من انتشار هذا الفيروس.
كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى ما عرضته الدكتورة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، اليوم في اجتماع مجلس الوزراء، بشأن وضع الاقتصاد المصري في الربع الثالث من العام المالي الحالي 2020-2021، حيث وصلت نسبة النمو الاقتصادي خلال أشهر يناير وفبراير ومارس 2021 إلى 2، 9%، مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي 2020، لافتا إلى أن هذه الفترة من العام الماضي لم تشهد ذروة معدلات الإصابات بفيروس كورونا، حيث بدأ التأثير الحقيقي للفيروس في مصر أواخر مارس الماضي، ومن ثم فإن ما وصلنا إليه من نمو اقتصادي في ظل التداعيات السلبية للفيروس والأزمات التي نواجهها، يعد مؤشرا إيجابيا على نمو الاقتصاد المصري، والتي أشادت به كافة المؤسسات العالمية، مؤكدة أن الاقتصاد المصري من الاقتصادات القليلة التي نجحت في تحقيق نسبة نمو موجبة، وأثبت قدرته على الصمود، على الرغم مما تشهده الدولة من تحديات كثيرة تعمل الحكومة على مواجهتها بالتعاون مع البنك المركزي للعمل على السير على نفس المنهجية التي أشادت بها هذه المؤسسات، لافتا في الوقت نفسه إلى المراجعة التي تمت مؤخرا من جانب صندوق النقد الدولي لبرنامج الإصلاح المصري، حيث أشاد البيان الذي أصدره الصندوق في هذا الصدد بما حققته الدولة المصرية من مؤشرات إيجابية.
كما نوه رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي، إلى ما تم عرضه على رئيس الجمهورية، خلال لقاء تم عقده أمس، بشأن المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الهيكلي للاقتصاد المصري، والذي دارت حوله تساؤلات عديدة بين المواطنين حول مكوناته، موضحا أن الدولة تعمل على تنفيذ المرحلة الثانية من الإصلاح الاقتصادي، بعد نجاح المرحلة الأولى التي شملت الإصلاحات النقدية والمالية، حيث تعمل الحكومة في المرحلة الثانية على إصلاح عدد من القطاعات التي تقود الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أنه تم التوافق على البدء بقطاعات: الصناعة، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدا أن الدولة تمتلك مقومات وإمكانات كبيرة في هذه القطاعات، مع التركيز على العديد من المشروعات القومية الكبرى التي يتم تنفيذها في هذه القطاعات، والتي تحظى بمتابعة دورية من الرئيس من خلال لقاءاته مع جميع أعضاء الحكومة.
وأشار رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للمجالات والأنشطة الاقتصادية في مختلف القطاعات، ففي مجال الزراعة، هناك مشروعات ضخمة يتم تنفيذها عبر توسيع الرقعة الزراعية رأسيا أو أفقيا، كما أن هناك تكليفات من الرئيس السيسي بتعميق التصنيع المحلي في قطاع الصناعة، وتقليل الاعتماد على الواردات في مستلزمات الإنتاج، مضيفا أن القطاع الثالث الواعد، وهو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي شهد نموا غير مسبوق منذ بدء أزمة جائحة كورونا وتداعياتها على مستوى العالم، وما فرضته من ضرورة التوجه إلى العمل عن بعد، حيث نرى الآن عددا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية تعتمد على المنظومة الافتراضية، كما أن الدولة كانت قد بدأت بالفعل قبل عامين في التركيز على أنشطة هذا القطاع، والذي يعد بالفعل أحد القطاعات التي تشهد تعافيا حاليا وبدأ في تحقيق معدلات نمو موجبة.
وتابع رئيس الوزراء أن الحكومة لديها خطة متكاملة سيتم تنفيذها على مدار ال 18 شهرا المقبلة، تتضمن العمل من خلال مؤشرات واضحة لتعظيم مساهمات هذه القطاعات الثلاثة في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المصري، منوها في هذا الصدد إلى أن الحكومة ستتابع شهريا نسب الإنجاز ومعدلات الأداء، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بعقد اجتماعات دورية لمتابعة مدى تقدمنا ونجاحنا في تنفيذ هذه الخطوات في القطاعات الثلاثة بحيث نحقق طفرة حقيقية في هذه القطاعات، ما يُسهم بدوره في زيادة معدلات نمو الاقتصاد المصري.
كما أكد الدكتور مدبولي أن الدولة هي التي ستقوم بهذه الإجراءات، ولن يتحمل المواطن أية أعباء لتنفيذ هذه الإصلاحات، فعلى العكس من ذلك فإن برنامج الإصلاحات الهيكلية يتميز بتيسير الإجراءات وتطبيق العديد من الإصلاحات التشريعية، ومنح هذه القطاعات إعفاءات وتسهيلات كبيرة بغرض دعمها لتحقيق النمو المستهدف.
وتطرق رئيس الوزراء، خلال المؤتمر، إلى ما قامت به الحكومة خلال الفترة الماضية بشأن مناقشة برنامج دعم الصادرات الذي سيتم تطبيقه خلال المرحلة المقبلة لمدة 3 سنوات، والذي شهد توافقا مع جميع المجالس التصديرية تمهيدا لإطلاقه، والذي يستهدف مضاعفة حجم الصادرات المصرية، مما يوفر بدوره المزيد من فرص العمل، وقبل كل ذلك سيسهم البرنامج في رفع معدلات تدفقات العملة الصعبة لشرايين الاقتصاد المصري.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن ملف التصالح على مخالفات البناء في القرى المصرية، قائلا: هذا الموضوع يهم عددا كبيرا من المواطنين، ومنذ طرحه قبل بضعة أشهر ثارت حوله العديد من النقاشات، وأكدت الحكومة ردا على تلك المناقشات أنه يستهدف تنظيم أعمال البناء، والحفاظ على الأراضي الزراعية، وإيقاف النمو العشوائي الذي يكلفنا تريليونات من الجنيهات من أجل تحويله إلى سكن يشعر فيه المواطن بجودة الحياة في الريف المصري.
وأشار رئيس الوزراء في هذا السياق إلى أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ مشروع تطوير القرى المصرية من خلال مبادرة "حياة كريمة"، والذي ستعمل الدولة المصرية من خلاله على توفير نحو 700 مليار جنيه، لتطوير هذه القرى على مدار السنوات الثلاث المقبلة، اعتبارا من العام المالي المقبل، مؤكدا أن الحكومة بدأت بالفعل في تنفيذ هذا المشروع القومي الكبير، إلا أن الانطلاقة الكبيرة له ستكون عند بدء العام المالي الجديد، والذي تستهدف فيه الدولة نحو 60% من الشعب المصري، والقيام بتطوير حقيقي للقرى المصرية بالكامل.
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور مدبولي إلى أن الدولة تعمل على ضخ استثمارات هائلة غير مسبوقة لتطوير ورفع كفاءة كافة مناحي الحياة في القرية المصرية، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من الإنفاق سيوجه لإصلاح النمو العشوائي غير المخطط الذي شهدته هذه القرى، والذي قام به المواطنون خلال عشرات السنين، ولذا فإن الدولة عندما قررت التصدي لكل مظاهر البناء المخالف وغير القانوني، واتخذت كافة الإجراءات الصارمة لوقف هذا النزيف المستمر، ونفتح ملفا جديدا نقوم من خلاله بالتصالح مع المخالفات كان الهدف إصلاح هذه الأوضاع وتوصيل المرافق للقرى من خلال المبادرة الرئاسية " حياة كريمة"، الأمر الذي يستلزم أن تكون أوضاع المباني مُقننة، ويتم التصالح على مخالفات البناء.
كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه عند طرح هذه المبادرة الكبيرة بشأن التصالح على مخالفات البناء، والتي شهدت نقاشات عديدة وجدلا كبيرا في الشارع المصري، كانت الحكومة تستهدف تدشين مرحلة جديدة وتقنين الأوضاع السابقة والعمل على وقف هذا النمو العشوائي القائم على الأراضي الزراعية، ونسمح للمواطن المصري بأن يكون وضعه قانوني، وهو ما يؤدي إلى استفادته من المشروعات العديدة التي تنفذها الدولة من خلال مبادرة " حياة كريمة".
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق بمبادرة التصالح على مخالفات البناء، والتي شملت فتح مجال التصالح، وتمديد فترات السماح لتقدم المواطنين لعمل إجراءات التصالح والتي أتاحها القانون المختص، كما قدمت الحكومة تيسيرات هائلة في هذا الصدد، وتم تقديم مبادرة تخص الريف المصري، تتمثل في توحيد سعر المتر في القرى ليكون 50 جنيها، لافتا إلى أن المواطن المصري نمت لديه الثقة في هذه الإجراءات بالفعل، ووصلت أعداد المتقدمين في الريف المصري إلى نحو 1.6 مليون أسرة، حيث قاموا بتسديد مقدمات جدية التصالح، والتي تساوي 25% من القيمة التي حددتها الدولة.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن هذه القرارات المهمة تأتي في إطار حرص الدولة على التيسير على المواطنين، والإسراع بإتمام عملية التقنين، مشيراً إلى أن القرار الذي تم اتخاذه اليوم، يتضمن الاعتداد بما قدمه المواطنون في تقدير المخالفات بطلبات التصالح، لافتا إلى أن الطلبات التي تقدم بها 1، 6 مليون أسرة سيتم الاعتداد بها، كبادرة ثقة من جانب الدولة فيما تقدم به المواطنون كطلبات للتصالح، قائلاً: " نحن كدولة سنعتد بما تقدم به المواطن.. وسنبدأ في تنفيذ الإجراءات الخاصة بإتمام عملية التصالح في مخالف البناء مع قيام المواطن باستكمال سداد باقي المستحقات عليه، سواء بشكل كامل أو على أقساط، وصولاً لحصول المواطن على نموذج (10) الخاص بتقنين وضعه".
وقال رئيس الوزراء إن من حق الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهي المدة التي سيسدد فيها المواطن الأقساط طبقا لقانون التصالح، التأكد من الحالات التي تم التصالح معها، وذلك من خلال مجموعة من اللجان العشوائية التي ستنزل على أرض الواقع، وفي حالة ثبوت عدم صحة البيانات التي تم على أساسها التصالح، فإنه يحق للدولة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المواطن وتحصيل كامل مستحقاتها.
كما أكد رئيس الوزراء أن ما تم اتخاذه من قرارات تيسيراً على المواطنين، يسري على مختلف الطلبات التي تقدم بها المواطنون للتصالح في أراض غير مملوكة للجهات التابعة للدولة، مشيراً إلى أن هناك إجراءات أخرى تتعلق بالتصالح على الأراضي المملوكة للدولة بما يضمن استيداء حقوق الدولة في هذا الصدد، كما أنه جار حاليا النظر في باقي الإجراءات، وصولاً للانتهاء من كل ما يتعلق بهذا الملف التاريخي الخاص بالبناء المخالف والبناء على الأراضي الزراعية، والنزيف المستمر لها، وفقدان الأراضي الزراعية على مدار العقود السابقة.
واختتم رئيس الوزراء حديثه بالمؤتمر بالتأكيد مجددا على عدة نقاط، يتمثل أولها في أنه لا توجد دولة على مستوى العالم تنفذ مشروعا بحجم "حياة كريمة"، وتصل استثماراته إلى نحو 700 مليار جنيه ويستهدف تحسين جودة حياة المواطن في الريف المصري، لافتا إلى أن توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الشأن واضحة، وهي ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروع في أقصر مدة زمنية مُمكنة.
كما أن النقطة الثانية التي أكد عليها رئيس الوزراء وهي أن الدولة تتصالح اليوم مع المواطن الذي سبق له البناء بالمخالفة للقانون، ويتم التصالح من خلال أبسط الإجراءات التي ارتضاها المواطن، موجها رسالة لأهالينا في الريف: "كفانا بناء عشوائي، وعلى الأراضي الزراعية، فالدولة لن تسمح بذلك مرة أخرى". كما كلف المحافظين ومديري الأمن وجميع الجهات المعنية بالمحافظات بأن يتم التعامل مع أي بناء مخالف جديد بمنتهى الصرامة والشدة والحسم مع الإزالة الفورية لهذا البناء، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال من يشرع في البناء المخالف.
والنقطة الثالثة التي أكدها الدكتور مدبولي أنه إذا لم يشارك المواطن في تنفيذ ذلك سيمثل ذلك تحديا كبيرا لنا، وسيكون سببا في فقدان المزيد من الأراضي الزراعية، وقال: كل ما أطلبه من أهالينا في الريف أن يعملوا، بالتوازي مع ما تقوم به الدولة من تنفيذ مشروعات تستهدف تحسين جودة حياتهم، على وقف عملية البناء العشوائي، وأن يشرعوا من الآن في البناء المنظم والمخطط طبقا لرؤية الدولة في هذا الشأن حتى لا تتكرر المأساة التي نعيشها اليوم، ونكون مضطرين بعد عقود أن ننفذ مشروعا آخرا بهذا الحجم، والله أعلم هل سيكون بمقدورنا تنفيذ مشروع كبير بهذا الحجم أم لا في المستقبل.
وأضاف رئيس الوزراء في هذه النقطة قائلا: خسائرنا ليست الأموال، ولكن فقدان الأراضي الزراعية التي من الصعب استعاضتها، والتي ستؤثر بالطبع على الأمن الغذائي في ضوء الزيادة السكانية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن المشروعات التي تعمل عليها الدولة هي مشروعات عملاقة، وتمثل تحديا كبيرا، وهي تستهدف تغيير وجه الحياة على الأراضي المصرية، وتحسين جودة حياة أهالينا، وكلنا أمل أن يشعر المواطن بثمار هذه المشروعات في المرحلة المقبلة، وأن يشارك المواطن في تنفيذ هذه المشروعات من خلال وعيه الكامل وإدراكه بأن أي تصرف سلبي من ناحيته يضر به أولا قبل أن يضر الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.