حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء جيشه على البقاء في حال تأهب مؤكدا أن القوات الروسية قد تعود "في أي وقت" إلى الحدود رغم إعلان انسحابها. وقال أثناء زيارته مواقع أوكرانية في جنوب البلاد قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 "إذا انسحبت القوات (الروسية)، فهذا لا يعني أن الجيش ينبغي ألا يكون مستعدا لعودة القوات في أي وقت إلى حدود بلادنا". وبعد نشرها ما يصل إلى 100 ألف جندي في الأسابيع الأخيرة قرب الحدود الشرقيةلأوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، وهو أمر تسبب في تجدد التوتر الدولي والمخاوف من غزو روسي، أعلنت موسكو الجمعة الماضي بدء انسحابها من المناطق الحدودية. إلا أن الإعلان الروسي لم يكن مقنعا جدا حتى الآن لواشنطن، وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي الاثنين "لقد رأينا بعض القوات الروسية ترحل بعيدا عن أوكرانيا"، لكن "من السابق لأوانه اعتبار الأمر مفروغا منه". وفي موازاة ذلك، تصاعدت الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا منذ بداية العام بعد هدنة احترمت على نطاق واسع في النصف الثاني من العام 2020. وأفاد الجيش الأوكراني الثلاثاء بمقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بعد انفجار لغم بآليتهم. في المجموع، قتل حوالى ثلاثين جنديا أوكرانيا منذ بداية العام مقارنة ب50 جنديا في العام 2020، وأبلغ المتمردون عن مقتل ما لا يقل عن عشرين من مقاتليهم منذ يناير. وأسفرت الحرب في شرق أوكرانيا عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل منذ اندلاعها في 2014 بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. وفي سياق متصل، أعلنت كييف الثلاثاء أنها أمرت بطرد القنصل الروسي في مدينة أوديسا الساحلية ردا على إبعاد "غير ودي" لموظف بالسفارة الأوكرانية في موسكو. وجاء الإعلان وسط ازدياد التوتر بين البلدين جراء تصاعد القتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إنه بسبب "الإجراءات غير الودية التي تم اتخاذها ضد موظفي البعثات الدبلوماسية الأوكرانية" في روسيا، تم إعلان قنصل موسكو في أوديسا شخصا غير مرغوب فيه. وأضاف البيان أن المبعوث أمهل حتى نهاية يوم 30 الجاري لمغادرة البلاد. وذكرت الوزارة أن قرار روسيا طرد دبلوماسي أوكراني ليس إلا "استمرارا لحملة مناهضة لأوكرانيا"، مشيرة إلى أنها سترد على مزيد من الإجراءات من جانب موسكو. وكانت أوكرانيا طردت الأسبوع الماضي دبلوماسيا روسيا ردا على طلب موسكو مغادرة القنصل الأوكراني في سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدينة روسية. وبحسب وكالة الأمن الروسية، حاول القنصل الحصول على معلومات حساسة من مواطن روسي.