أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن انخفاض معدل الإصابة بمرض الدرن في مصر بنسبة 20% عام 2020 بواقع 12 حالة لكل 100 ألف شخص، في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء علي وبائيات مرض الدرن بحلول عام 2030. جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة الصحة والسكان بفعاليات مؤتمر الاحتفال باليوم العالمي للدرن، بحضور الدكتور محمد حساني، مساعد الوزيرة لمبادرات الصحة العامة، والدكتورة نيفين النحاس، رئيس الإدارة المركزية للدعم الفني ومديرة المكتب الفني للوزيرة، وذلك عبر تقنية "الفيديو كونفرانس، حيث تم عقده المؤتمر اليوم الخميس بأكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني، للاحتفال باليوم العالمي للدرن تحت شعار "حان الوقت للقضاء علي مرض الدرن" والذي يتم الاحتفال به في يوم 25 مارس من كل عام، وذلك بحضور السادة أعضاء البرنامج الوطني لمكافحة مرض الدرن، وأعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد برئاسة الدكتور حسام حسني. وقالت الوزيرة في كلمة لها في بداية كلمتها وجهت وزيرة الصحة والسكان الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لاهتمامه البالغ بصحة المواطن المصري، ودعمه المستمر لكافة البرامج المعنية بتطوير الخدمات الصحية في مصر، انطلاقاً من حرصه علي توفير الرعاية الصحية المتميزة والمتطورة لجميع المواطنين. وأشارت الوزيرة إلي أن البرنامج القومي للقضاء علي الدرن يسعي لانخفاض معدل الإصابة بالمرض بنسبة 50% بحلول عام 2025 من خلال استراتيجية اكتشاف الحالات الدرنية الإيجابية ومنع حدوث عدوي جديدة مع العلاج للحالات المصابة بعدوي الدرن الكامن. وأكدت الوزيرة حرص الوزارة علي توفير التغطية بالتطعيم ضد مرض الدرن، حيث بلغت نسبة التغطية بالتطعيم 98% للمواطنين المصريين وغير المصريين المقيمين علي أرض مصر، كما تقوم وزارة الصحة بتطبيق برنامج علاجي متطور بمستشفيات وزارة الصحة لعلاج الدرن وتوفير العلاج اللازم بالمجان مما ساهم في الوصول إلي نسب شفاء بلغت 87% وهي أعلي من النسب العالمية والتي تصل إلي 85% عالميًا، بالإضافة إلي زيادة معدلات اكتشاف المرض لتصل إلي نسبة 68% وذلك بفضل جهود البرنامج القومي لمكافحة الدرن. ولفتت الوزيرة إلي تزويد شبكة معامل الدرن علي مستوي الجمهورية بأحدث الأجهزة للكشف المبكر عن مرض الدرن ومعرفة مقاومة الميكروب للمضادات الحيوية خلال فترة قصيرة، بالإضافة إلي توفير أجهزة قياس الأشعة البنفسجية للتطبيق الأمثل لوسائل مكافحة العدوي بمعامل الدرن، كما أشارت إلي تنفيذ 11 حملة للكشف عن مرضي الدرن بالسجون خلال عام 2020، التنسيق مع مصلحة السجون المصرية وتوفير العلاج اللازمة للحالات المصابة بالمجان. وأكدت الوزيرة توفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية لأمراض الصدر المختلفة بجميع مستشفيات الصدر علي مستوي الجمهورية بهدف الوصول لجميع المرضي، حيث بلغ عدد مستشفيات الصدر التابعة لوزارة الصحة 34 مستشفي، بالإضافة إلي 130 مركز طبي تقدم خدماتها العلاجية والوقائية لمرضي الصدر والدرن، كما تم إنشاء 16 عيادة بصحة الرئة بمستشفيات الصدر بمحافظات الجمهورية المختلفة، للاكتشاف المبكر لمصابي الربو الشعبي والكشف المبكر عن سرطان الرئة، مضيفة أن الوزارة بصدد افتتاح 18 عيادة أخري بصحة الرئة ليصبح بذلك إجمالي العيادات 34 عيادة علي مستوي الجمهورية، مشيرة إلي أنه جار ميكنة جميع المعامل والمستشفيات التي تقدم الخدمات الطبية لمرضي الدرن وربطها مركزيًا لمتابعة حالتهم والخدمات المقدمة لهم. وتابعت الوزيرة أنه تم تطوير مستشفيات الصدر ومعامل الدرن وإمدادها بأحدث الأجهزة وزيادة عدد أسرة العناية والداخلي بها، باعتبار مستشفيات الصدر الواجهة الأولي بجانب مستشفيات الحميات لمرضي اشتباه فيروس كورونا المستجد، حيث بلغ عدد المترددين علي مستشفيات الصدر أكثر من 2 مليون مواطن خلال عام 2020 حيث تم تخصيصها كمستشفيات فرز وعزل للحالات المصابة الكورونا المستجد، كما أشارت إلي الارتقاء بالمستوي العلمي والمهني للكوادر الطبية بمستشفيات الصدر علي مستوي الجمهورية، عن طريق تقديم دورات تدريبية للعاملين بها من مكافحة عدوي وبروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن اعتماد جميع مستشفيات الصدر ببرنامج الزمالة المصرية وأشارت الوزيرة إلي تضافر جهود وزارة الصحة، والمنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني، للسعي نحو القضاء علي مرض الدرن في مصر، للارتفاء بصحة المواطنين والإسهام بفعالية في عملية التنمية والتحديث الشاملة التي تشهدها مصر، لافتة إلي أن رسالة اليوم العالمي لمكافحة الدرن هذا العام تؤكد علي أهمية التعاون في القضاء علي المرض بحلول عام 2030، وضرورة توحيد الجهود علي جميع المستويات للتغلب علي التحديات التي قد تواجهنا، كما أعربت عن تقديرها لكافة الجهود المبذولة من جانب أعضاء البرنامج الوطني لمكافحة الدرن للحفاظ علي استمرارية الرعاية الصحية وتوفير العلاج اللازم للمصابين بالمرض خاصة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد_19). ومن جانبها أكدت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أن مصر من الدول المتقدمة في مكافحة مرض الدرن، وسيتم الإعلان عن خلو مصر من مرض الدرن قريبًا، موجهة الشكر في هذا الصدد للرئيس عبد الفتاح السيسي، علي المبادرات التي تم إطلاقها في مجال الصحة العامة مما ساهم في تعزيز صحة المواطنين مما ساهم في خفض نسب الإصابة بالدرن. كما أشادت بمجهودات الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، في توفير البرامج العلاجية لمرضي الدرن، موضحة أن منظمة الصحة العالمية اتخذت من البرنامج القومي المصري نموذجًا لمكافحة الدرن في منطقة شرق المتوسط، وتستعين به في وضع البرامج الأخري، كما أقيم بمصر الكثير من البرنامج التدريبية للعاملين في مجال مكافحة الدرن بدول إقليم شرق المتوسط علي الطرق التشخيصية والعلاجية لمرض الدرن. ومن جانبه أشار الدكتور حسام حسني مستشار وزيرة الصحة للتميز الإكلينيكي، ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، إلي أن ما بذلته وزارة الصحة في التعامل مع جائحة كورونا وما نتج عنه من تطوير لوحدات الامراض الصدرية ووضع بروتوكولات علاجية والتدريب عليها ورفع القدرات العلمية للفرق الطبية يعد طفرة في تغيير خريطة الطب المبني علي الدليل والذي يتعامل مع الحالات من مبدأ توحيد طرق التشخيص والعلاج، موضحا أن الدرن لا يعتبر مثل الامراض العادية فهناك ما يعادل ثلث سكان العالم مصابون بعدوي المرض ولكن لا تحدث الإصابة إلا للفئات الأكثر عرضة حيث يكون جهازهم المناعي غير قابل للتصدي للمرض ونسبها لا تتجاوز 5%. وأضاف أن ما تحقق في مجال مكافحة الدرن إنما ينم عن قيادة واعية علمية تتبع أفضل الوسائل الاستراتيجية والأسس العلمية من وضع أدلة استرشادية والتدريب عليها وعمل قاعدة بيانات ودراسات بحثية تخرج بتوصيات من شأنها إحراز تقدم في مكافحة هذه الأمراض وهو ما أشادت به جميع المنظمات المحلية والدولية. كما استعرض الدكتور وجدي أمين، مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية جهود وزارة الصحة في مكافحة مرض الدرن حتي عام 2020، مشيراً إلي أنه تم تطوير ورفع كفاءة عدد 25 مستشفي للأمراض الصدرية علي مستوي الجمهورية، وجار الانتهاء من بناء مستشفي صدر السويس، وتجهيز مستشفي صدر بسيون بالغربية، مضيفًا أنه تم تجهيز 16عيادة لصحة الرئة وقياس وظائف التنفس ومكافحة التدخين بمستشفيات صدر ( امبابة - العباسية - دمنهور - المعمورة - المحلة - طنطا - دمياط - شبين الكوم - المنصورة - الفيوم - الاسماعيلية - الفيوم - أسيوط - المنيا - قنا - اسوان)، وتزويدهم بأجهزة قياس وظائف التنفس، كما تم تزويد العيادات بأجهزة تابلت لإدخال بيانات المرضي المترددين والذين يعانون من مرض الربو الشعبي، وإعداد برنامج إحصائي إليكتروني ينتج عنه سبورة بيانات (داش بورد) لتحليل بيانات المرضي. وفي ختام المؤتمر تم تكريم السادة أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد برئاسة الدكتور حسام حسني، والسادة أعضاء البرنامج الوطني لمكافحة مرض الدرن برئاسة الدكتور وجدي أمين، لجهودهم في مكافحة الأمراض الوبائية (فيروس كورونا المستجد ومرض الدرن).