أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان الدكتور حسان دياب، عن أسفه لتعثر تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرًا إلي أن التأليف الحكومي تحول إلي أزمة وطنية تُفاقم معاناة اللبنانيين، داعيًا مجلس النواب (بوصفه جهة الاختصاص) إلي تقديم تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الأوضاع الحالية في البلاد وتأخر التأليف. وقال «دياب» في بيان له اليوم الأربعاء: "بكل أسف، بعد مرور حوالي 8 أشهر علي استقالة حكومتي، لم تنجح الجهود بتشكيل حكومة جديدة تستكمل مسار الإصلاحات التي بدأتها حكومتنا بهدف وضع لبنان علي سكة الإنقاذ من الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي". وأضاف: "إن الأمور تجاوزت حدود المنطق، وتحوّل تشكيل الحكومة إلي أزمة وطنية، مما أدي ويؤدي إلي تفاقم معاناة اللبنانيين في ظل هذا الدوران السياسي المخيف في الحلقة المفرغة بحثا عن تسويات لم تفلح في تفكيك عقد تشكيل الحكومة". وتابع قائلًا: "وبدل أن يتساعد الجميع في الدفع لتشكيل حكومة جديدة، تصاعدت وتيرة المطالبة بتفعيل الحكومة المستقيلة من جهة، مقابل تحذيرات من خرق الدستور من جهة أخري، بينما صدرت بعض الأصوات التي تتهمنا بالتقاعس عن تصريف الأعمال". وأشار إلي أن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلي تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة، لافتًا إلي أن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الذي يمتلك حصرًا هذا الحق. وأكد «دياب» أن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلي درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في جميع الوزارات، وكذلك بالنسبة لرئاسة الحكومة. واختتم بيانه قائلًا: "إن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط علي اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة للغاية، وتحتاج إلي تقديم المصلحة الوطنية علي أي حساب آخر. تشكيل الحكومة يبقي أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون كل المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية". وتعثرت الجهود الرامية إلي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وإنهاء الفراغ الحكومي المستمر منذ قرابة 8 أشهر، في ظل غياب القدرة علي إيجاد مساحة للتفاهم المشترك بين الرئيس اللبناني ميشال عون ومن خلفه فريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لا سيما بعدما تبادل الطرفان أمس الأول الإثنين الهجوم العنيف والسجالات السياسية وتقاذف الاتهامات عن عرقلة التأليف الحكومي. ويؤكد «الحريري» أن التشكيلة الحكومية التي قدمها قبل نحو 100 يوم إلي الرئيس عون، تتفق ومبادرة الإنقاذ التي طرحتها فرنسا عبر تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين (الخبراء) المستقلين غير الحزبيين، حتي يمكن تنفيذ الإصلاحات سريعًا واستعادة الثقة العربية والدولية في لبنان، مُحملًا الرئيس اللبناني مسئولية التعطيل واستمرار الفراغ الحكومي لرغبته في تشكيل حكومة سياسية يحوز فيها فريقه السياسي الثلث الوزاري المعطل. وفي المقابل، يؤكد الرئيس اللبناني حرصه علي سرعة تشكيل الحكومة الجديدة شريطة أن تتفق وأحكام الدستور، معتبرًا أن التشكيلة الوزارية التي سبق وقدمها الحريري في شهر ديسمبر الماضي، غير متوازنة من الناحية الطائفية وتخالف مبدأ الاختصاص الذي سبق وجري الاتفاق عليه، متهمًا «الحريري» بالرغبة في الاستئثار بعملية تسمية الوزراء لا سيما المسيحيون منهم دون اتفاق مع رئيس الجمهورية.