تبدأ ليلة الاسراء والمعراج من مغرب اليوم الأربعاء 26 رجب، وحتي فجر الخميس 27 رجب، فهل صعد الرسول الكريم فيه إلي السماوات العلا بالجسد والروح، أم كان رؤيا منامية؟، واجابت دار الإفتاء بالآتي: الإسراء والمعراج معجزة اختص الله بها النبي الكريم صلي الله عليه وآله وسلم تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلي الله عليه وآله وسلم وليطلعه علي بعض آياته الكبري، قال الله تعالي: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقال تعالي: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَي وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَي عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَي ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَي وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَي ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّي فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَي فَأَوْحَي إِلَي عَبْدِهِ مَا أَوْحَي مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي أَفَتُمَارُونَهُ عَلَي مَا يَرَي وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَي عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَي عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَي إِذْ يَغْشَي السِّدْرَةَ مَا يَغْشَي مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَي لَقَدْ رَأَي مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي﴾ [النجم: 1-18]. وقد اتفق جمهور العلماء، علي أن الإسراء حدث بالروح والجسد، لأن القرآن صرَّح به، لقوله تعالي: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا علي الروح والجسد، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح -أي رؤيا منامية، وجمهور العلماء من المحققين علي أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية، فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه، لأن الله عز وجل قادرٌ علي أن يعرج بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه، كما أسري به بجسده وروحه. وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج. وفي واقعة السؤال: نفيد أن الرسول الكريم قد أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي، ثم عرج به من المسجد الأقصي إلي السماوات العلا بروحه وجسده جميعًا، وأننا ننصح السائل إلي أن البحث في مثل هذا قد يلفت المسلم عما هو أجدر بالاهتمام في عصرنا هذا ويلفته عن الاشتغال بواجب العصر.