أكد العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة، إلي الخرطوم اليوم السبت تعد أحد أهم خطوات تعزيز الشراكة الاسترتيجية بين البلدين وتأتي في لحظة تاريخية دقيقة تمر بها المنطقة بأكملها وعلي وجه الأخص السودان، كما تنقل التعاون المصري-السوداني إلي شكل جديد ومتطور من الشراكة الاستراتيجية الفعالة علي مختلف الأصعدة. وأوضح الدكتور خالد عكاشة، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط السبت، أن وجود مصر اليوم بجوار شقيقتها السودان هو تعزيز للأواصر التاريخية وتدعيم للعمل المشترك وتطوير للعلاقة الثنائية، وكذلك استعادة لقوة تحركات الدولتين معًا علي صعيد الملفات السياسية والأمنية و الاقتصادية. و نوه بأن زيارة الرئيس السيسي إلي الخرطوم حملت عدة رسائل هامة، أبرزها أن مصر والسودان معنيين بمعادلة استقرار الاقليم بشكل كبير ومتكامل، مشيرًا في هذا الصدد إلي الاجتماع السابع للجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة برئاسة رئيسي الأركان لكلا البلدين التي عقدت منذ أيام بالخرطوم. وتابع أن تلك الاجتماعات تمثل نقلة نوعية وتتويجًا للإرادة السياسية للدولتين ليكون استقرار الاقليم علي رأس أولويات العمل العسكري المشترك، سواء المتعلق بتأمين حدود مصر والسودان أو لمجابهة كل أشكال المهددات ومكافحة الارهاب، بجانب معادلة الأمن والاستقرار الهامة بالبحر الاحمر والتي ستعمل عليها البلدين في ضوء هذه الشراكة الجديدة، مشددًا علي أن كل هذه الامور ستدفع العلاقات الثنائية إلي الأمام وستلبي طموح الدولتين لاسيما أن الفائدة المشتركة واضحة وتصب في صالح الشعبين خلال الفترة القادمة. وفيما يتعلق بملف سد النهضة واعتزام اثيوبيا الملء الثاني، قال العميد خالد عكاشه إن هذا الملف بلا شك له أولوية قصوي لتلك الدولتين باعتباره قضية لها طابع وجودي لكلا الشعبين كما جاء علي لسان قيادات الدولتين، مذكرا بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث في أكثر من مناسبة، وقبل زيارته إلي الخرطوم، عن أهمية الأمن المائي للمصريين وأنه قضية وجودية لايمكن المساس بها بأي شكل من الأشكال، مضيفًا أن الخرطوم وهي تستقبل رئيس جمهورية مصر العربية اليوم تؤكد علي ذات المعني. وذكر بانه وقبل أسابيع أعلنت السودان عن مبادرة، أيدتها مصر، حول تطوير آلية التفاوض، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسييرها جمهورية الكونجو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي وتشمل كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات، وذلك لكي تضع الأمور في نصابها ولنصل إلي محطة توافق قبل الملء الثاني لبحيرة سد النهضة. وأكد العميد خالد عكاشة أن مصر والسودان ترفضان بشكل مطلق أي شكل من أشكال فرض الأمر الواقع من قبل اثيوبيا أو تجاهل الحقوق والمصالح المصرية والسودانية باعتبارهما دولتي المصب، معتبرًا أن هناك خريطة عمل مشتركة خلال الأشهر القادمة للدولتين (مصر والسودان) للحفاظ علي مقدرات الشعبين في حقوقهم المائية وأمنهم المائي، وعدم السماح بأي اختلال في هذه المعادلة الامنية وهي معادلة تأمين المياه للمصريين والسودانيين ورفض التصرفات الأحادية التي لن تسمح بها القاهرةوالخرطوم. ورأي مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن مصر والسودان سيسلكان نهج التفاوض إلي النهاية الا انه و بالتأكيد لديهما سيناريوهات كثيرة لهذه المفاوضات ومن الممكن عودتهما إلي المجتمع الدولي لكي يتحمل مسئوليته إذا ما وصل الامر لتهديد السلم والأمن الاقليميين بأي صورة من الصور.