أدي الدكتور محمد مختار جمعة خطبة الجمعة اليوم، بمسجد الهدي بكفر بني علي مركز سمسطا محافظة بني سويف، حول موضوع الأخلاق وأثرها في بناء الحضارات. وأكد وزير الأوقاف، خلال خطبة الجمعة، أن المحافظة علي القيم والأخلاق من أهم دلائل الإيمان ومرتكزاته، وأن أمة بلا أخلاق أمة بلا حضارة ومآلها الذوبان والاندثار. وتابع: سئل نبينا ( صلي الله عليه وسلم ): ما أكثر ما يدخل الجنة يا رسول الله فقال: ( صلي الله عليه وسلم ): " تقوي الله وحسن الخلق "، ( مسند أحمد)، فديننا دين مكارم الأخلاق، ورسالة نبينا مبنية علي حسن الخلق، حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم): " إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ " (مسند البزار)، وفي رواية: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الأَخْلاَقِ" (موطأ مالك). وأكد أن حسن الأخلاق وحسن التعامل مع الخلق دليل علي صحة العلاقة وصدق النية مع الخالق (عز وجل)، أما سوء الأدب مع الخلق فهو أيضًا سوء أدب مع الخالق، لأن الخالق هو من أمرنا بمكارم الأخلاق. وأما سلامة الصدر فأحد أهم أسباب رضا الإنسان عن نفسه ورضا الله (عز وجل) عنه، وأصح المؤمنين إيمانا أصفاهم نفسا وأسلمهم صدرًا، ذلك أن نبينا (صلي الله عليه وسلم) قال لأصحابه يومًا يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فدخل رجل فتبعه سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص ليقف علي ما أوصله إلي هذه المكانة الرفيعة، فنزل عليه ضيفًا ليرقب أعماله ومدي اجتهاده في عبادته، فما وجد مزيد صلاة أو صيام أو صدقة، فحدث ابن عمرو (رضي الله عنه) مضيفه عن سر نزوله عنده وأخبره بما كان في شأنه من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وسر نزوله عليه، فقال يا بن عمرو الصلاة والصيام، علي ما رأيت، غير أني لا أبيت وفي صدري مثقال ذرة من حقد لأحد.