أبلغ دبلوماسيون أجانب في ميانمار للمجلس العسكري أن "العالم يراقب" الوضع في الدولة الأسيوية وسط انتشار العربات المدرعة في الشوارع ومشاركة مئات الآلاف من الأشخاص في اليوم التاسع من الاحتجاجات المناهضة للانقلاب العسكري. ذكر موقع "دويتشه فيله" في نسخته باللغة الإنجليزية أن السفارات الغربية دعت المجلس العسكري إلي "الامتناع عن العنف ضد المتظاهرين والمدنيين بعد أن نشرت قوات الأمن مدرعات في عدة مدن اليوم الأحد. ونددت سفارات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا و11 دولة أخري - في بيان اليوم الأحد - باعتقالات القادة السياسيين ومضايقة الصحفيين بعد انقلاب الأول من فبراير، ونددت بقطع الاتصالات، وقال البيان "نحن ندعم شعب ميانمار في سعيه من أجل الديمقراطية والحرية والسلام والازدهار.. العالم يراقب". وجاء البيان بعد ساعات من مشاهدة عربات عسكرية مدرعة في مدينة يانجون للمرة الأولي منذ الاستيلاء علي السلطة، وأجبرت حركة القوات، السفارة الأمريكية (في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا) علي حث المواطنين الأمريكيين علي "الاحتماء في مكانهم"، ونشرت عبر حسابها الرسمي لخدمات الرعايا الأمريكيين مساء اليوم "هناك مؤشرات علي تحركات عسكرية في يانجون واحتمال انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية بين عشية وضحاها بين الساعة الواحدة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي والساعة التاسعة صباحًا. وشاركت السفارة الأمريكية بيان سفراء الدول الغربية في ميانمار علي حسابها الرسمي علي تويتر، وجاءت التحذيرات وسط استمرار الاحتجاجات المناهضة للاستيلاء علي السلطة في البلاد، والتي اشتدت اليوم الأحد مرة أخري، وأصاب إضراب العمال البلاد بالشلل، حيث يجد المجلس العسكري صعوبة متزايدة في احتواء المظاهرات المؤيدة للديمقراطية. وتجمع حشد كبير لليوم الثاني علي التوالي أمام السفارة الأمريكية في يانجون لدعم إعلان واشنطن فرض عقوبات، فيما نشر الجيش قواته في محطات توليد الكهرباء حيث واجهتهم حشود غاضبة. وأفادت تقارير بأن قوات الأمن في ميانمار فتحت النار علي متظاهرين خارج محطة كهرباء في ولاية كاشين الشمالية، وقال أحد السكان "قبل دقائق قليلة تم تعزيز قوات التاتماداو بالدبابات العسكرية والآن بدأوا في إطلاق النار" في إشارة إلي مصطلح القوات المسلحة البورمية. وأعربت عدة إدارات للكهرباء في يانجون تضامنها مع المحتجين في منشورات علي فيسبوك، رافضة قطع الكهرباء، وقال موظف "واجبنا توفير الكهرباء وليس قطعها". يذكر أن الاحتجاجات اندلعت في ميانمار بعد أن أطاح الجيش بالزعيمة المنتخبة ديمقراطيًا أونج سان سو كي، وانضمت العديد من الإدارات الحكومية إلي الحركة الشعبية. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، توقفت القطارات في أجزاء من البلاد بعد أن رفض الموظفون الذهاب إلي العمل. وقال ريتشارد هورسي محلل مجموعة الأزمات الدولية في ميانمار، إن عمل العديد من الإدارات الحكومية توقف فعليًا، موضحًا "يمكن أن يؤثر هذا أيضًا علي الوظائف الحيوية - يمكن للجيش أن يحل محل المهندسين والأطباء، لكن ليس مراقبي شبكة الكهرباء ومحافظي البنوك المركزية". وهدد المجلس العسكري باتخاذ إجراءات صارمة ضد موظفي الخدمة المدنية المحتجين، حيث ينفذ الجيش اعتقالات جماعية ليلية، ويوم السبت، أعطي الجيش نفسه سلطات واسعة لاعتقال الأشخاص وتفتيش الممتلكات. كما حذر قائد الجيش مين أونج هلاينج موظفي الخدمة المدنية المضربين بضرورة العودة إلي العمل. وأنشأ النظام الجديد خطاً ساخناً للإبلاغ عن الموظفين الحكوميين الذين ينضمون إلي المظاهرات.