عززت إدارة أوباما يومي السبت والأحد 13 و14 يوليو من الضغط العسكري على إسرائيل ومصر حيث ألمحت بأنها غير راضية عن العمليات المستقلة التي شنها جيش الدفاع في سوريا، وكذلك عن العمليات العسكرية للجيش المصري لإسقاط الرئيس مرسي والإخوان المسلمين من السلطة في مصر، وحجم العملية العسكرية للجيش المصري ضد المسلحين في سيناء وحماس في قطاع غزة. هذا ما نشره موقع 'دبكا' الإسرائيلى بشكل حصري نقلاً عن المصادر العسكرية والإستخباراتية الإسرائيلية في واشنطن. و تستخدم واشنطن استمرار التسريبات المقصودة الآتية من البنتاجون حيال إسرائيل والتي تعيد وتؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم صبيحة يوم الجمعة الخامس من يوليو مستودعات السلاح العسكري في اللاذقية حيث دمر عبر إطلاق صواريخ ياخونت الروسية المضادة للسفن والتي كانت مخزنة في المكان. وخلال هذا الهجوم دمرت جميع الصواريخ ومنظومات الرادار المتقدمة الروسية التي لا يمكن بدونها إطلاق الصواريخ. وعلى الرغم من أن هذا النبأ أذيع لأول مرة في شبكة CNN يوم الجمعة ليلا 12 يوليو مع التأكيد بأنه نقل من قبل ثلاثة مصادر عليا في الإدارة الأمريكية فقد أعلن ظهر يوم السبت في صحيفة نيويورك تايمز وكذلك عادت للظهور مرة أخرى يوم الأحد 14 يوليو وبشكل بارز في وسائل الإعلام الأمريكية . وتشير المصادر إلى أنه بالإضافة إلى أن تأثير هذا النشر يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد للرد على العملية الإسرائيلية فإن الخطوة الأمريكية تتضمن عنصراً آخرا، فواشنطن تريد الإضرار بمصداقية الرئيس بوتين الذي مازال يواصل معارضته تسليم رجل الاستخبارات الأمريكي السابق إدوارد سنودن الذي أماط اللثام عن منظومات التنصت العالمية لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية وهو مقيم منذ ثلاثة أسابيع بفندق للمسافرين في مطار موسكو الدولي. في نهاية الأسبوع تزايدت المؤشرات على أن بوتين أصبح يميل أكثر فأكثر لمنح سنودن لجوءا سياسيا، وكلما تعززت هذه المؤشرات كلما تعززت التسريبات الأمريكية حول الهجوم على الصواريخ الروسية في سوريا من قبل إسرائيل. وقد نشرت أنباء تفيد أن تدمير الصواريخ الروسية من قبل سلاح الجو لا يشكل فقط مساسا وإضرارا بالقدرة العسكرية السورية وإنما يظهر أن روسيا غير قادرة على حماية شحنات الأسلحة إلى دمشق، وهي إشارة من قبل واشنطنلموسكو أنه طالما أن موسكو لم تتوجه إلى واشنطن مباشرة لتطلب التدخل فإن إسرائيل لن توقف الهجمات ضد أهداف السلاح الروسي. هذا التوجه من قبل بوتين إلى أوباما يمكن أن يغير الوضع الحالي حيث أن بوتين مستمر في تجاهل مواقف الإدارة الأمريكية بالنسبة لسوريا وإعادة فتح الحوار السياسي بين الدولتين حول الوضع في سوريا. وبالنسبة لمصر والجيش المصري اتخذت إدارة أوباما خطوات عسكرية حقيقية، سفينتين أمريكيتين للإنزال وعلى متنهما حوالي 2600 جندي من مشاة البحرية يرابطون الآن على السواحل الجنوبية لمصر الواقعة على البحر الأحمر. الأمر يتعلق بسفينة الإنزال الهجومية الضخمة USS Kearsarge والتي يوجد على متنها 1800 من مشاة البحرية وكذلك سفينة الإنزال الهجومية USS San Antonio والتي تحمل على ظهرها حوالي 800 من مشاة البحرية. والسفينتان تشكلان أيضا حاملات حوامات ولديها أسطول من الحوامات القادرة على إنزال قوات مارينز على أهداف برية بعيدة. بالإضافة إلى هذا الحشد للأسطول والمارينز فقد وضعت القوات الأمريكية قوات أخرى من المارينز في قاعدتي سيجونيلا الإيطالية بإيطاليا ومورون الإسبانية في حالة استعداد، حيث أبلغ القادة والقوات أن عليهم الاستعداد للانطلاق في عملية خلال 60 دقيقة بعد تلقي أمر بالتحرك. في يوم الجمعة 12 يوليو صرح قائد المارينز الأمريكي الجنرال جيمس أموس أن هذه القوات تحركت إلى داخل البحر الأحمر وهي ترابط قبالة مصر لأننا لا نعرف ماذا يمكن أن يحدث. وللتشويش على الانطباع الصعب الذي خلقته تصريحات قائد المارينز خاصة في مصر فقد أصدرت في اليوم التالي أي يوم السبت 13 يوليو السفارة الأمريكية في القاهرة بيانا تقول فيه إن تحركات هذه القوات لا تهدف إلى التدخل العسكري الأمريكي. وتشير المصادر إلى أنه من خلال هذا الاستعداد العسكري توجه إدارة أوباما إشارة إلى وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي وقادة الجيش المصري بأنه إذا ما ذهب الجيش في إجراءات القمع ضد الإخوان المسلمين بعيدا فإن هناك احتمال بأن قوات مشاة البحرية الأمريكية ستتدخل فيما يحدث في مصر. ويرى مراقبون أن حشد القوات الأمريكية له هدفين آخرين: 1-حقيقة أن تحشد هذه القوات الأمريكية بالقرب من مدخل قناة السويس في البحر الأحمر تشير إلى احتمال تدهور الوضع الأمني في منطقة قناة السويس وأن تحاول حركة الإخوان المسلمين وحركات السلفيين الجهاديين مهاجمة الملاحة الدولية فيها. مثل هذا الاحتمال أشارت إليه مصادرنا عدة مرات في الأيام الأخيرة. الولاياتالمتحدة تستعد للتدخل العسكري والسيطرة على قناة السويس بهدف ضمان الملاحة فيه. 2-إدارة أوباما تتابع عن كثب الوضع المتطور في شبه جزيرة سيناء حيث يقود الجيش المصري بالتعاون الاستخباراتي مع إسرائيل عملية عسكرية كبيرة ضد هدفين: السلفيين المسلحين في سيناء وحماس في سيناء وقطاع غزة. للولايات المتحدة حوالي ألف جندي في سيناء معظمهم من فرقة الفرسان الأمريكية الأولى والتي تعمل في إطار القوات المتعددة الجنسيات UNDOF. التقدير الأمريكي هو أن المعارك في سيناء قد تتعاظم وتتسع ومن الجائز أن تكون هناك حاجة للتدخل العسكري الأمريكي.