يحسم الكونجرس الأمريكي، خلال جلسته المرتقبة، غدًا الثلاثاء، ملف إدراج جماعة الحوثي الانقلابية (المدعومة من إيران)، في اليمن على قائمة الإرهاب، بعدما أعلن وزير الخارجية، مايك بومبيو، في وقت سابق، أن الولاياتالمتحدة وضعت الجماعة وثلاثة من قادتها (عبد الملك الحوثي، عبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم)، على قائمة الإرهابيين الدوليين، مع إخطار الكونجرس بالقرار، ومن ثم تتجه الأنظار نحو جلسة الثلاثاء لمعرفة ما إذا كان سيصدق على القرار النهائي أم لا؟ تنعقد الجلسة المرتقبة قبل يوم واحد فقط من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، فيما أكد بومبيو أن التصنيف يوفر أدوات إضافية لمواجهة النشاط الإرهابي والإرهاب الذي تمارسه جماعة الحوثي، ويحملها المسؤولية عن أعمالها الإرهابية، بما في ذلك الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والنقل البحري التجاري، كما أن التصنيف يستهدف تعزيز الجهود للوصول إلى يمن موحد وذي سيادة بعيدا عن التدخل الإيراني وفي سلام مع جيرانه. وفي حالة مصادقة الكونجرس علي قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية سيتم منع أعضاء الميليشيات ومن يتعاونون معها من دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما سيتم فرض قيود علي النشاطات التجارية والمالية والاقتصادية للميليشيات، وتجميد أرصدتها وأصولها في الولاياتالمتحدة إن وجدت، وسيتم تجريم تمويل الأمريكيين لميليشيا الحوثي بأي طريقة كانت، وسيحظر علي البنوك الأمريكية أي معاملات مالية للميليشيا. يأتي هذا فيما واصلت جماعة الحوثي هجماتها ضد جنوب السعودية، حيث أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الجمعة الماضية، عن تدمير 3 طائرات مفخخة، بدون طيار، أطلقتها المليشيا الحوثية من محافظة الحديدة اليمنية باتجاه المملكة، مشددا على أن الحوثيين يواصلون خرق اتفاق: ستوكهولم، وخرق وقف إطلاق النار بالحديدة، واتخاذها مكاناً لإطلاق الأعمال العدائية والإرهابية عبر إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، والقوارب المسيرة (المفخخة). وشدد المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن ما تقوم به ميليشيات الحوثي يمثل تهديدا حقيقيا للأمن الإقليمي والدولي وتقويض للجهود السياسية لاتفاق ستوكهولم، يأتي هذا فيما رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي (تضم في عضويتها 57 دولة عربية وإسلامية)، بقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وقال أمين عام المنظمة د. يوسف العثيمين، إن هذا التصنيف سيدعم الجهود السياسية القائمة، وسيُجبر قادة الجماعة على الدخول في مباحثات جادة للتوصل إلى السلام، ويضغط عليهم للتنفيذ بعد توقيع أي تفاق. في المقابل، عبر قيادة جماعة الحوثي عن رفضها لقرار وزارة الخارجية الأمريكية، وأطلقت تهديدات (غير مباشرة)، مفادها أن القرار الأمريكي ستكون له تداعيات لن تطال فقط الجانب الإنساني في اليمن (توظف الميليشيات المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لاسيما العاصمة صنعاء، في الضغط على الحكومة اليمنية، والمؤسسات الدولية)، بل ستؤثر أيضاً على العملية السياسية، في إشارة إلى أن القرار (في حال المصادقة عليه)، سيعيق التواصل مع المسئولين الحوثيين لاسيما فيما يتعلق بالمنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الأغذية والوقود وحتى القدرة علي التواصل عبر شبكة الانترنت، ومزيد من التعقيد في إجراءات وصول المساعدات والواردات لليمن. وأمام التهديد والابتزاز الحوثي بالانتقام من المدنيين في المحافظات التى تقع تحت سيطرتهم، قال ستيفان دوجاريك (المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة)، إن المنظمة لا تزال قلقة للغاية بشأن التأثير المحتمل لتصنيف الولاياتالمتحدة لجماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، لتأثيره المرتقب على الوضع الإنساني في اليمن خاصة فيما يتعلق بخطر المجاعة، الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية، عالميا، كون 80% من السكان (أي أكثر من 24 مليون شخص)، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية، حيث يعاني 50 ألف يمني بالفعل من المجاعة، ويقترب نحو 5 مليون يمني من الكارثة نفسها. لكن المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد الركن، عبده مجلي، قال: تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لن يُعطل أو يؤثر على أية أعمال إنسانية وإغاثية، بل سيعمل على تجفيف مصادر تمويل المليشيات الحوثية، كما أنه سيقطع عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة من إيران.. المجتمع الدولي تأخر في تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، رغم أنه قرار صائب، يدعمه الجيش وكل أحرار الشعب اليمني الذين أدركوا إرهابيتها منذ البداية، وعملوا على تنظيم صفوفهم لمواجهتها على هذا الأساس. تابع متحدث الجيش اليمني: الحوثيون، مليشيات إرهابية متمردة خارجة عن النظام والقانون، وتنفذ أجندة إيرانية طائفية، شكلت خطورة على السلم الإقليمي والدولي.. قرار وزارة الخارجية الأمريكية، يصُب في الاتجاه الصحيح، وخطوة أولى نحو إيقاف جرائم المليشيا الحوثية، التي ترتكبها بحق المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية، إضافة إلى أنها بصواريخها وزوارقها وطائراتها المسيرة المتفجرة تهدد طرق الملاحة الدولية. وقال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باليمن، مارتن جريفيث: مليشيا الحوثي لا تريد السلام، بل تعمل على تنفيذ أجندة إيران لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة والملاحة الدولية من خلال نهجها وسلوكها العدواني المتجسد في استهداف المدنيين الأبرياء.. آخر نهج الميليشيات العدواني استهداف مطار عدن المدني والحكومة والمدنيين في عمل إرهابي غادر وجبان.. تدخل إيران الفاضح في الشأن اليمني ودعمها الميداني لأعمال مليشياتها الانقلابية من خلال أعمال ما يسمى سفيرها في صنعاء ونشاطه وتواجده المخالف للأعراف والقوانين الدبلوماسية والدولية. وقالت السعودية إن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية خطوة منسجمة مع مطالبات الحكومة الشرعية اليمنية بوضع حد لتجاوزات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لما تمثله من مخاطر حقيقية أدت إلى تدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني، وأعربت المملكة عن أملها في أن يسهم تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية في تحييد خطرها على الأمن والسلم الدوليين، وقال وزير الإعلام، ماجد القصبي: ترحب المملكة بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب.. هذا التصنيف سيدعم الجهود السياسية القائمة لإنهاء الأزمة في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل وفق المرجعيات الثلاث. بدوره، زعم سفير إيران في اليمن، حسن إيرلو، أن الولاياتالمتحدة ليس لديها إرادة خاصة بها، وأن إسرائيل وراء قرار وضع الجماعة على قائمة الإرهاب، وقال السفير (عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر): «إسرائيل لا تريد الاستقرار والسلام في اليمن»، فيما أدان حزب الله اللبناني (الموالي لإيران)، تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وقال الحزب (في بيان رسمي): «إضافة إلى القائد العزيز عبد الملك بدر الدين الحوثي وإخوانه المجاهدين السيد عبد الخالق بدر الدين الحوثي و السيد عبد الله يحيى الحكيم خطوة عدوانية، تتحمل الولاياتالمتحدة المسؤولية الكاملة عنه وعن نتائجه الإنسانية»!!!. ورحبت الحكومة اليمنية، عبر وزارة الخارجية، بنية الولاياتالمتحدة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وطالبت الوزارة (في بيان)، بالاستمرار في تصعيد وتكثيف جميع الضغوط السياسية والقانونية على الحوثيين من أجل تهيئة الظروف المواتية لحل سلمي للصراع، والذي يهدف إلى إيجاد حل نهائي لهذا الصراع المأساوي الذي طال أمده في اليمن، وقالت الوزارة إن الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وأكدت الوزارة: دعم إيران الأيديولوجي والمالي والعسكري والفني للحوثيين هو الذي سمح لهم بالانخراط في أعمال إرهابية طائشة ومستهجنة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي يوم 30 ديسمبر الماضي على مطار عدن الذي استهدف الحكومة وتسبب في مقتل وجرح العشرات.. نتفهم المخاوف التي عبرت عنها بعض الأطراف ذات النوايا الحسنة، خاصة تلك التي تشارك في عمليات الإغاثة في اليمن من أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية قد تكون له "عواقب غير مقصودة" على كل من عملية السلام والأوضاع الإنسانية.