ما حدث خيانة للوطن.. وغدر بشعبه.. وخسة في الغاية من فعلوا ذلك لا يعرفون طريق الحق، إلا بأقوالهم دون أفعالهم هؤلاء الذين يدعون الإسلام قتلوا وسفكوا الدماء لتولي سلطة البلاد المكائد التي تعرض لها الشعب هي بأيدي من يدعون أنهم أبناء لهذا الوطن المؤامرة انطلقت من قلوب مريضة أتلفها خمر السلطة، فأبت أن تفيق من »سكرتها« لم يكفهم أن يمتزج خمر السلطة في كأسهم بدم آلاف الشهداء الذين سقطوا ووقفوا علي أجسادهم المؤامرة بين جماعات الداخل والخارج تنفي أي تواطؤ أو مؤامرة من رجال الشرطة رئيس النيابة لجماعة الإخوان: أي إخوة تدعون؟ وإلي أي دين تنتمون؟ وأي حق تبغون؟ قبل صدور حكم محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية الأحد الماضي برئاسة المستشار »خالد محجوب« وعضوية المستشارين »وليد سراج الدين وخالد غزي« بحضور هيثم فاروق رئيس النيابة الكلية، والذي اعتبر مرسي وجماعته من الهاربين من سجن وادي النطرون، ومطالبًا النيابة العامة بالتحقيق معه، وكذلك مطالبة الانتربول الدولي بالقبض علي عناصر »حماس »وحزب الله« الهاربين.. كانت النيابة العامة قد ألقت مرافعة تاريخية أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية السبت الماضي، حيث جاءت مرافعة هيثم فاروق رئىس النيابة لتكشف ما كان خافيًا علي المصريين طيلة العامين ونصف العام الماضيين. في مرافعته بدأ هيثم فاروق رئيس النيابة بقول الله سبحانه وتعالي »ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين« قائلاً: »إن المحكمة قد استمعت علي مدار الجلسات إلي أقوال وشهود وحملة وقائع أقل ما توصف به أنه وقائع خيانة للوطن وغدر بشعبه وخسة في الغاية، من فئة لا يعرفون في أعمالهم طريق الحق إلا بأقوالهم دون أفعالهم، ليعلم الشعب ما حاق به من مكائد ومؤامرات بأيدي من يدعون أنهم من أبناء هذا الوطن وعملاء خارجه.. فكان لزامًا علينا أن ندق ناقوس الخطر ليعلم الجميع أي جرم قد وقع. وقال رئيس النيابة في مرافعته: إننا نعيش مأساة حقيقية حين يتبين أن الدواعي المحركة لتلك المؤامرة لا تنبعث عن مجالات عقائدية بقدر ما تنطلق من قلوب مريضة أتلفها خمر السلطة، فأبت أن تفيق من سكرتها، ولم يكفهم أن يمتزج خمر السلطة في كأسهم بدم آلاف الشهداء الذين سقطوا ووقفوا علي أجسامهم لتمد أيديهم إلي زمام الأمور. وأكد رئيس النيابة أن وقائع تلك الدعوة وما حملته ألسنة الشهود أنه خلال ثورة يناير قامت مجموعات غفيرة حاملة أسلحة متنوعة علي سيارات قاصدين منطقة سجون وادي النطرون في جنح الظلام، وامطروهم والقائمين علي حراستهم بوابل من الرصاص لم يجد معهم مقاومة المتواجدين لتأمينهم لتباين الأعداد وتوعية التسليح مستخدمين آلات أعدوها سلفًا ودكوا بها أسوار السجون وعنابرها مستهدفين أشخاصًا بأعينهم لاخراجهم من داخلها، ثم اتبع ذلك تمكين عدد من السجناء من الخروج لخطة وضعت مسبقًا ولم يكشف عنها إلا من خلال تلك المحاكمة، وأن شهادة اللواء محمود وجدي تكمل رواية المخطط الذي حيك لذلك البلد من توافر للمعلومات ورصد اتصالات لدي الجهات الأمنية تمت بين عناصر تنتمي لحركة حماس وحزب الله وبين بعض الجماعات الداخلية، بعضها تسلل إلي البلاد عبر الانفاق، وكشف أن تلك المعلومات التي توفرت تنفي أي تواطؤ أو مؤامرة تنسب إلي رجال الشرطة وأنهم مارسوا عملهم علي قدر المستطاع، ويؤكد ذلك شهادة مأمور وادي النطرون بأنه اضطر إلي ارتداء ملابس السجناء بعد نفاد الذخيرة حتي يتمكن من النجاة. وأمام هيئة المحكمة سرد هيثم فاروق رئىس النيابة أقوال عدد من الشهود الذين أدلوا بشهادتهم في التحقيقات وخلال المحاكمة ومنهم المقدم محمد نجم ضابط أمن الدولة داخل سجن وادي النطرون وهو الذي استقبل 34 قيادة إخوانية وأكدوا له أنهم سيخرجون اليوم أو غدًا.. ووصف رئىس النيابة تلك القيادات بأنهم »يدعون الإسلام ولكنهم قتلوا وسفكوا الدماء لتولي سلطة البلاد« ومضي يقول »حرام علي هذا الوطن بعد اليوم أن تحملهم ذرات ترابه أو ترويهم قطرات مائه أو يطعموا من ثماره.. وهنا قال عن رسول الله صلي الله عليه وسلم »لست أخاف علي أمتي غوغاء تقتلهم ولا عدوًا يجتاحهم، ولكن أخاف علي أمتي أئمة مضلين إن اطاعوهم فتنوهم«. وقال رئىس النيابة.. إذا لم يكن من المعتاد إيداعهم بهذا السجن. وأن إيداعهم خلال تلك الفترة كان نظرًا للأحداث الجارية بالبلاد، فمن أين لهم بتلك الأقوال التي أدلي بها ذلك الشخص.. تلك المعلومات لم تأته إلا لأنه علي اتصال مسبق بعناصر اقتحام السجن.. متسائلاً: »أي أخوة يدعون؟ وأي دين ينتمون؟ وأي حق يبغون؟ .. قائلاً »لا يدعي أحد علي الإسلام أنه دعا إلي عنف أو قتل أو خراب فدين الإسلام وكافة الاديان السماوية لا تعرف منطق الغاية تبرر الوسيلة« وقال هيثم فاروق: »آن لهذا المسلسل الإجرامي وحركاته المفزعة أن تنتهي بعد أن خلفت جراحًا تحز في الأنفس« موجهًا حديثه إلي هيئة المحكمة بالقول: »إن أنظار المجتمع تتطلع إلي منصتكم، وتنتظر كلمتكم، والنيابة العامة تؤكد أن حماية المجتمع من تلك المخاطر اصبحت ضرورة لا مناص من التصدي لها، فأنتم من حتم أمانة الناس في اعناقكم، أنار الله بمصابيح عدلكم بصائر الناس« مختتمًا مرافعته بالقول: »فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال«.