حين يقول الشيخ د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة إن "الكتب واحات نور"، فإنه بذلك يحقق مقولة "أرسطو" الشهيرة: الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين. ولا شك أن د. القاسمي.. المثقف الرفيع الشأن.. قد أسدى الكثير والكثير من المعروف للثقافة العربية والعالمية، ومن أبرز صور هذا المعروف: ابنته.. الشيخة بدور القاسمي، التي اختيرت مؤخرا لرئاسة الاتحاد الدولي للناشرين، لتصبح بذلك أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم بعد الأرجنتينية "آنا ماريا كابانيلاس" التي تولت رئاسة الاتحاد خلال عامي 2004 – 2008م. ورغم أهمية وعالمية هذا الاختيار، فإنه لم يكن مفاجئا نظرا لسجل بدور القاسمي الحافل والمضيء في عالم النشر، وآخره توليها منصب نائب رئيس الاتحاد خلال العامين الماضيين في اختراق أوليّ لهذا المنصب من امرأة عربية شابهت أباها .. ثقافةً وخلقا.. فاستحقت هذه المكانة الدولية المميزة. وقد بذلت بدور القاسمي جهودا لافتة على مدى سنوات في دعم صناعة النشر والناشرين على المستويين المحلي (الإماراتي) والعالمي عبر سلسلة من المبادرات المميزة التي قادت فيها جهودا نوعية خدمة لقطاع النشر حيث أسست "جمعية الناشرين الإماراتيين" عام 2009م، والتي نالت بفضل جهودها العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للناشرين عام 2012م. كما لعبت دورا بارزا في تتويج الشارقة بلقب "العاصمة العالمية للكتاب 2019"، لتكون الشارقة أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث ترأست اللجنة الاستشارية ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب. ومن جانب آخر، أطلقت بدور القاسمي عدة حملات تحت مظلة "مؤسسة كلمات" لتمكين الأطفال بهدف توفير الكتب للاجئين والأطفال المتضررين من النزاعات والحروب حول العالم، كما أسست مجموعة "كلمات" المعنيّة بنشر كتب الأطفال واليافعين باللغة العربية، فضلا عن قيامها بتأسيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني ل "المجلس الدولي لكتب اليافعين". وقد رسّخت بدور القاسمي رؤيتها في دعم صناعة الكتاب على المستوى العالمي عبر قيامها بإنشاء مؤسسة "ببلش هير"، كما قادت جهود تنظيم المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للناشرين في: لاجوس، ونيروبي، وعمّان. واللافت للنظر هذا التصريح الواثق والجميل لبدور عبر "تويتر": شكرا من القلب لكل من دعمني خلال رحلتي الشيقة في الاتحاد الدولي للناشرين، ثقتكم تلهمني للعمل بجهد أكثر لتطوير صناعة النشر. بدور.. إذا.. هي غرس سلطان القاسمي الذي ما زال يواصل رحلة الإزهار والإثمار والعطاء.