أشاد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بالدور الذي يقوم الفلاح المصري في التنمية الزراعية.. مطالبا بالتوسع في تجربة الحقول الإرشادية وتحقيق أقصى استفادة منها. جاء ذلك في كلمة وزير الزراعة خلال افتتاح ورشة عمل "الحملة القومية للنهوض بإنتاجية القمح"، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، بحضور الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، والدكتور علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية. وقال القصير إن القطاع الزراعي والأنشطة المرتبطة به، أثبت خلال جائحة فيروس "كورونا" أنه من القطاعات المرنة، القادرة على تخطي الصدمات والأزمات، فضلا عن قدرته على استيعاب قدر كبير من العمالة، خاصة في الريف، وتأثيره الكبير في اقتصاديات العالم، حيث يعتبر الإنتاج الزراعي مدخلا أساسيا في كثير من الصناعات الإنتاجية، مشيدا بجهود الدولة في تدعيم الزراعة، وأيضا جهودها في التوسع الرأسي والأفقي لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين. وأكد أهمية التعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتركيز على البحوث التطبيقية في خدمة رؤية وخطة الدولة لزيادة وتنمية الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي وترشيد المياه وتحديث أساليب الري وتحسين السلالات وتطوير مراكز الألبان وإنتاج تقاوي الخضر وحصد مياه الأمطار وتنمية المراعي والوديان، وأيضا حل المشكلات التي تواجه المزارعين على أرض الواقع، حيث يراعى فيها قابليتها على التطبيق، ونشرها للمزارعين على مستوى الجمهورية، والاستفادة منها في رفع مستوى الإنتاجية؛ بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وزيادة دخل المزارعين. وأشار وزير الزراعة إلى أهمية مشروع تحديث الري الحقلي، والتحول إلى الري الحديث بدلا من الري بالغمر، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من وحدتي الأرض والمياه، وهو المشروع الذي يحظى برعاية واهتمام بالغين من الرئيس عبدالفتاح السيسي.. لافتا إلى أن النظم الحديثة في الري تسهم في ترشيد استخدام المياه في ظل الزيادة السكانية، فضلا عن زيادة إنتاجية المزارعين، وبالتالي زيادة دخلهم. وأضاف أن الوزارة تقدم للمزارعين كافة سبل الدعم الفني، والإرشاد والتوعية، والتصميمات الخاصة بشبكات الري، للتحول إلى نظم الري الحديثة، وذلك لتشجيع المزارعين في هذا المجال، مشيرا إلى أزمة تفتيت الرقعة الزراعية، حيث قال "إن متوسط نصيب الفرد من الرقعة الزراعية عام 1900 كان يصل لفدان، ووصل متوسط نصيب المواطن الآن إلى قراطين فقط، في ظل التفتت الزراعي، وهذه قضية كييرة جدا، تتطلب آلية لعلاج هذا الأمر". وتناول وزير الزراعة أيضا الجهود التي تبذلها الدولة في مجال استصلاح الأراضي لزيادة الرقعة الزراعية من خلال المشروعات الجاري تنفيذها حاليا في شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد وتوشكى وشرق العينات ومطروح وجنوب الوادي. وأشار إلى جهود الدولة في مجال استخدام المياه وإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي للاستفادة منها في مشروعات الاستصلاح، مؤكدا أن محطة "المحسمة" حصلت على أفضل مشروع هندسي على مستوى العالم، وقريبا سيتم افتتاح محطة "بحر البقر" وهي أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم. كما أشاد وزير الزراعة بجودة المنتجات الزراعية المصرية، والتي تغزو حاليا أسواق أكثر من 160 دولة، معلنا عن قرب افتتاح سوق أكبر دولتين في العالم أمام الموالح المصرية. من جانبه، أكد الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، خلال كلمته، أهمية دور الحملة القومية للقمح على مدار السنوات الماضية في توعية المزارعين وتطوير الأساليب الزراعية وزيادة الإنتاج.. مشيرا إلى أهمية التعاون بين وزارة الزراعة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في خدمة المزارع المصري. وأشار نقيب الزراعيين إلى التحديات التي تواجها الزراعة المصرية حاليا وأهمها تفتيت الحيازة وإنتاج التقاوي والسياسة الصنفية للمحاصيل. بدوره، أشاد الدكتور علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية بالمزارعين والمرشدين الزراعيين ووصفهم بأبطال الإنتاج، وتناول دور المعهد في تقديم الدعم الفني واستنباط الأصناف لتحقيق أعلى إنتاجية، وأيضا التواصل المستمر مع المزارعين لحل المشكلات التي تواجههم على أرض الواقع.