خلال الأسبوع الماضى تجددت المواجهات العسكرية العنيفة فى منطقة القوقاز بين أذربيجانوأرمينيا بسبب النزاع التاريخى الطويل على منطقة ناغورنو كراباخ المتنازع عليها بين البلدين والتى يعتبرها المراقبون الأعنف منذ سنوات، وتقع المنطقة الجبلية المسماة بناغورنو كراباخ داخل أذربيجان وفقا للاعتراف الدولى إلا انه يديرها ويعيش بها منذ عقود جاليات من أصل أرمينى وذلك بعد أن سيطرت أرمينيا بعد مواجهات عسكرية مع أذربيجان على الإقليم منذ ثلاثين عاما تقريبا، إذ يشكل الأرمن الغالبية الكبيرة من سكانه ويرفضون حكم أذربيجان؛ إذ يدير الإقليم شئونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب لدى انهيار الاتحاد السوفيتى فى 1991، ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار فى 1994بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد كبيرة فإن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات داخل الإقليم وعلى الحدود بينهما. إلا أن التفوق العسكرى قد مكن القوات الأذربيجانية هذه المرة والتى تحظى بدعم عسكرى ولوجيستى تركى من تراجع للقوات الأرمينية وتكبيدها الكثير من الخسائر فى الأرواح والعتاد وبفقد تمركزها على الأرض وخسارتها للعديد من القرى لصالح القوات الأذربيجانية مع استمرار المعارك بين الطرفين وسط تخوف من تحولها إلى نزاع كبير فى المنطقة، وبينما دعت العديد من الدول إلى ضبط النفس ووقف فورى لإطلاق النار إلا أن تركيا برئاسة أردوغان وكعادتها فى تأجيج الحروب وتفاقم الأزمات والفتن بين الدول أعلنت وبسرعة تضامنها العسكرى مع أذربيجان ضد أرمينيا وبما يخالف القوانين والمواثيق الدولية، وذلك عندما دعا الرئيس التركى أردوغان صراحة ووفق عدوانيته أرمينيا بوضع حد لما وصفه باحتلال ناغورنى قرة باغ ومؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان التى وصفها بالبلد الشقيق والصديق ولهذا فقد أكدت العديد من المصادر الموثوق بها ومنها أرمينيا والمصدر السورى لحقوق الإنسان، وكل من فرنسا وروسيا وغيرها من التقارير الإعلامية والاستخباراتية بتدخل تركيا المباشر فى هذا النزاع لصالح أذربيجان وإرسالها معدات عسكرية نوعية ونقلها لعدد كبير من المرتزقة السوريين من سوريا وليبيا إضافة إلى عدد كبير من الخبراء العسكريين الأتراك. وفى الوقت الذى يعمل فيه المجتمع الدولى على تهدئة الأوضاع بين أرمينياوأذربيجان ومنها تدخل كل من فرنسا وروسيا والويلات المتحدة لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السلمى للازمة، تعمل تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان على تصعيد التوتر وإشعال النار بين البلدين الجارتين بانحيازه الأعمى إلى أذربيجان، ويشترط أردوغان لوقف إطلاق النار وإرساء السلام إنهاء احتلال أرمينيا وانسحابها من الإقليم، ولهذا فقد اتهمت فرنسا يوم الخميس الماضى الموافق الأول من أكتوبر الجارى تركيا بإرسال مرتزقة سوريين للقتال فى نزاع ناغورنو كاراباخ، واتهمتها بإذكاء التوتر بين الطرفين عبر خطابها المولع بالحرب لتمكين أذربيجان من وضع قبضتها على الإقليم، إذ تأتى تصريحات الرئيس الفرنسى مشابهة لموقفه تجاه الأعمال الاستفزازية والعدائية التركية ضد اليونان وقبرص فى شرق المتوسط، وفى كل من سوريا وليبيا ومالى وغيرها من الدول التى تتدخل تركيا فى شئونها، فإلى متى سيظل المجتمع الدولى صامتا أمام تأجيج تركيا للحروب والفتن والنزاعات وباستخدامها للمرتزقة والإرهابيين، وبتدخل تركيا السافر وغير المشروع فى شئون الدول وكل ما من شأنه أن يشكل تهديدا متزايدا للأمن والسلم العالمي.