هل ندرك حجم الخطر الذى يتربص بنا فيما يخص "قطرة المياه"؟؟.. لا أعتقد ذلك، فكل السلوكيات المحيطة لاتبرهن على اننا نعى هذا الخطر القادم لا محالة، الكميات المهدرة فى الاستخدام غير الرشيد لمياه الشرب، والتى يتم استخدامها ليس لأغراض الشرب فقط ولكن فى أغراض التنظيف أيضا والصرف الصحي ورى الحدائق وغسل السيارات، تؤكد أن غياب التوعية هو العنوان الابرز للتعامل مع أزمة المياه، وقبل هذا وذاك فان غياب الالتزام بتطبيق قواعد القانون التى تفرض غرامات على سوء استخدام المياه، قد أدى فى النهاية الى حالة من الاستهتار فى التعامل مع هذه "الثروة" التى تحيط أخطارها بنا من كل جانب. قبل يومين قرأت خبرا عن استطلاع للرأى طرحه موقع "اليوم السابع" على قرائه تحت عنوان: هل تؤيد الأصوات المطالبة بتكثيف حملات التوعية لحث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه؟ نتائج الاستطلاع أثبتت ان 87% من القراء ايدوا المطالبة بتكثيف حملات التوعية لحث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، بينما عارض 13% الفكرة. فى نفس التوقيت قرأت خبرا آخر عن قيام هيئة مياه الشرب والصرف الصحي بمدن القناه بعمل حملات لتوعية المواطنين بترشيد استخدام مياه الشرب، تستهدف الحملات كما جاء فى تفاصيل الخبر حث المواطنين على عدم إهدار مياه الشرب واستخدامها في غير الأغراض المخصصة لها وذلك من أجل الحفاظ على هذا المورد الهام، والتوعية بترشيد استهلاك المياه باستعمال القطع الخاصة الموفرة للمياه والتى تسهم بنسبة كبيرة فى تقليل كمية المياه المهدرة واستغلال كل قطرة ماء بالشكل الأمثل لتحقيق أعظم فائدة منها. اهتمام وسائل الاعلام وبعض الجهات المعنية بقضية ترشيد استخدام مياه الشرب هو اهتمام هامشي فى كل الاحيان، تنشط احيانا وتخف احايين أخرى، ولا تحدث أى أثر يذكر. كثيرا ما أجدني مضطرة للوقوف أمام أحدهم وقد أمسك بخرطوم المياه لغسل سيارة أو رش الشارع أو غسل مداخل العمارات، وأنصحه بأن ما يفعله خطأ وحرام ايضا لأن ذلك يعد اسرافا فى "ثروة" تتهددها مشكلات، وفي الغالب اقوم بذلك ولا أدرى اذا كان سيحدث أثرا أم لا.. ولكنى اقول لعل وعسى. النيل يجرى.. مازال معظم المصريون يتعاملون مع الامر على هذا النحو؛ ولكن جريان النهر تتربص به الاخطار، فهناك سد النهضة الذى تم تشييده فى منابع النيل فى اثيوبيا والذى احتدم الجدل بل والغضب بشأنه. وهوما سيؤثر لامحالة على تدفق المياه، كما أن عوامل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة فى شمال افريقيا ومصر بصفة خاصة، يؤديان الى البخر وهى مشكلة تتعرض لها بحيرة ناصر بالذات كما أكد خبراء المياه. "أنا مش عاوز الناس تطمن على الميه" عبارة قالها وزير الري امام مجلس النواب منذ أكثر من عام ، وأردف: لابد أن نكون حريصين فى استخدام المياه، مؤكدا ان الدولة تعمل للحفاظ على حصتها من مياه النيل، ولكن لا يجب أن نتعامل مع الامر باستهانة. وأوضح خطورة نقص المياه فقال إن احتياجاتنا المائية لتحقيق الاكتفاء الذاتى، تصل إلى 114 مليار متر مكعب مياها سنويا، ومتاح منها 60 مليار متر مكعب، فقط، من خلال نهر النيل الذي يمثل 55 مليار متر مكعب، ومن خلال المطر بنسبة 5 مليارات متر. ترشيد المياه اذن ضرورة حتمية وليس ترفا؛ لأنها ببساطة حياة أو موت.