يشعرك الدكتور علاء عبد العزيز بأنه 'عاد لينتقم' أو بطل فيلم كاراتيه من عينة كله ضرب ضرب ومافيش فيلم، فمنذ تولي وهو يلبس قفازات الملاكمة للقضاء علي الفساد، تصريحات مستمرة عن أهوال الفساد، لكنه أبدا لا يقدم مستندات البعيد الفساد، ولا يعطنا إشارة عن أهل الفساد، علي الرغم من أننا نثق بأن الفساد للركب، والرجل مستمر في إتحافنا بالكلمة وعكسها علي طول الخط، اليوم يقول لا مساس بإيناس ثم يقيل إيناس، اليوم سأغير اسم مكتبة الأسرة وغدا يقول الجدع فيكم يجيب لي ورقة إني قلت إني هاغير إسم مكتبة الأسرة، والرجل والحق يقال، عمال يخلع ويستبدل ويأخون كالكتالوج الموضوع له، وعلي الرغم من إشفاقي عليه لتصوري الساذج أنه سيسقط سقوط الرئيس صدام حسين الذي أخذ الضوء الأخضر بغزو الكويت ثم مصمص الأمريكان عظام العراق وشنقوا الرجل في محاكمة هزلية، أشعر أن عبد العزيز سيصبح عبرة لمن يعتبر، سيعزل من جموع المثقفين بعد ان يترك الوزارة وسيذكره التاريخ بكل شر، وذلك بالطبع بعد أن ينفذ كل ما يطلبه منه الإخوان ثم يقيلونه ليعينوا آخر تاريخه أنظف ليتم احتواء المثقفين، الرجل يفعل ما أمروه به ويأخذ ضوءه الأخضر منهم وإلا ماجلب لنفسه كل هذا السخط في أيام قليلة، لكن المشكلة، ليست في الكتالوج الذي ينفذه، المشكلة أنه لا يعرف مع من يتعامل، المصريون بلا كتالوج أصلا ليثق هو وسادته الإخوان في أن تفلح معهم تلك الخطة، ردود أفعال المصريين لا يمكن أن تكون كما هو متوقع، فينما تظنهم سيثورون، تجدهم علي العكس في هدوء واسترخاء، وبينما تظن أنهم ناموا وشبعوا نوم تجدهم في حالة ثورة عارمة، مافيش كتالوج ممكن يتعمل لشعب حير العالم عندما واجهت مدينة صغيرة اسمها رشيد أسطولا بحريا ضخما جاءت به حملة فريزر لغزو مصر فهزمته رشيد، مافيش كتالوج للمدن الباسلة التي قاومت العدوان الثلاثي ودحرته ولا لاستخدام نسائها لأغطية 'الحلل' فيصطدن الطيارين الساقطين بالباراشوتات وهم في الهواء فينزل الرأس مفصولا عن الرأس، المصريون قاموا بثورة يناير التي يحاول الإخوان إجهاضها بينما يظن مبارك ان التوريث مسألة منتهية وإنه إمبراطور لن تأفل شمس ملكه أبدا، مافيش كتالوج لشعب السويس الذي سبب الوساوس لمبارك طوال حكمه فهمش المدينة العظيمة ولم تطأها قدمه حتي رحل عن الحكم، مافيش كتالوج لست مصرية تحتمل زوجها أربعين عاما وبعد زواج الأبناء تخلعه بجبروت، الكتالوج المصري مضروب لو وجد، ولهذا السبب لا يمكن أن نراهن علي مايمكن أن يحدث من المثقفين والفنانين نتيجة لما يحدث الآن من وزير الثقافة والجماعة التي تشغله، الوزير الذي الغي انتداب الدكتور أحمد مجاهد بشكل غير قانوني وألغي انتداب الدكتور صلاح المليجي من قطاع الفنون التشكيلية بشكل يؤكد أنه وزير لن يترك ثأرا حتي وإن كان ثأرا وهميا لأن القانون مع لجنة تحكيم المعرض العام للفنون التشكيلية التي ناصرها الدكتور المليجي 'اللي ماسمعش الكلام وكسر القانون لأن الوزير عايز كده' وأخيرا إقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم من رئاسة دار الأوبرا بعد أن قال الوزير ووعد وأصدر فرماناته انه لامساس بإيناس، الوزير الذي بلا آليات عمل حتي الآن وبلا مشروع أصلا سوي أخونة الوزارة ووضع أهل الثقة ورفاق الدرب القديم في مفاصل الوزارة ووظائفها الشرفية، هذا الوزير مسكين.. لأنهم أفهموه خطأ.. أننا شعب بياخد الأمور في أولها علي أعصابه وبعدين يبرد خالص وينسي.. خطأ يادكتور علاء.. خطأ كبير.. الفنانون الذين أوقفو العروض في الأوبرا بمجرد علمهم بإقالة إيناس عبد الدايم، العاملون الذين قطعوا الطريق غضبا، الوقفة التي ستتم من جموع التشكيليين الخميس القادم، المؤتمر الأول للمثقفين المصريين الذي انعقد بنقابة الصحفيين، التصعيد المنتظر والذي أدعو إليه من هنا بأن تتم مقاطعة كل اخبارك علي مستوي كل الصحف، إلا ماينتقدك ويظهر أخطاءك، كل شيء يسير عكس كتالوجك، وإن كنا لا نستبعد سياسة الطناش التي يتبعها الإخوان في التعامل مع إرادة هذا الشعب.. لكنني فقط أؤكد: لا تتعجب يادكتور من أي موقف جديد مخالف لكل تصوراتكم.. ماقلنا الشعب المصري مالوش كتالوج