أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، عن إدانتهما الشديدة لبعض الأحداث التي شهدتها العاصمة بيروت أمس وأخذت الطابع الطائفي والمذهبي، مستنكرين التطاول والإساءة إلى المقدسات والرموز الإسلامية والمسيحية، في ما حذرت قيادة الجيش من خطورة الانجرار وراء الفتنة والمساس بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي. وكانت الاحتجاجات التي وقعت في العاصمة اللبنانية أمس قد شهدت في جانب منها قيام بعض المجموعات بإطلاق هتافات تنطوي على تطاول وإساءات مذهبية، على نحو أثار موجة من الاستياء العارم في البلاد، واستدعى ردودا واسعة ترفض هذه الأفعال التي من شأنها الحض على الفتنة، وشملت مختلف القوى السياسية والمرجعيات الدينية في لبنان. وقال الرئيس اللبناني إن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية، بمثابة تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، مؤكدا أن قوة لبنان في وحدته الوطنية أيا كانت الاختلافات السياسية، وداعيا إلى وأد كافة أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بالمقدسات الدينية والروحية والمعنوية والتي من شأنها أن تقوض البلاد. ودعا عون إلى أن تكون أحداث أمس بمثابة جرس إنذار للجميع "لكي يعوا أنه ليس بالتعرض لمقدسات بعضنا البعض، نحقق أي مطلب مهما كان محقا، وليس بالشتائم نحقق عيشا كريما، فلا نصرة لأحد منا على الآخر بالقوة أو العنف، وما الخاسر في ذلك إلا خيرة شبابنا وهم مستقبلنا وحقهم علينا أن نمنحهم الدفع قدما للحياة الكريمة، لا إلى التقاتل وسفك دمائهم من خلال ازدراء مقدسات وقيم بعضنا البعض". على حد تعبيره. من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن أحداث الفتنة التي شهدتها بيروت أمس تستهدف اغتيال لبنان ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي. قائلا: "الفتنة أشد من القتل، ملعون من يوقظها، فحذار الوقوع في أتونها فهي لن تبقي ولن تذر، ولن ينجو منها حتى مدبروها وممولها". وأضاف بري: "بالمطلق واليقين فإن التطاول أو الإساءة للمقدسات والرموز والحرمات الإسلامية والمسيحية، مدان ومستنكر".. معربا عن تقديره لكل الجهود المخلصة التي بذلت من القيادات السياسية والروحية والأمنية والعسكرية على مختلف مستوياتها لقطع دابر الفتنة ووأدها في مهدها. وتابع رئيس المجلس النيابي: "في المقابل نربأ بجميع اللبنانيين، سياسيون وقادة رأي وإعلاميون، في هذه اللحظة الدقيقة إلى وجوب التسلح بالوعي والحكمة وعدم الانسياق وراء الغرائز وردات الفعل التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه". من جهتها، أكدت قيادة الجيش اللبناني أن البلاد اجتازت أمس أزمة كان من شأنها أن تجر لبنان إلى "منزلق خطير كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي ويغذي الانقسام". وحذرت قيادة الجيش من مغبة الانجرار وراء الفتنة، ومؤكدة وجوب التعامل بمسئولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي وبما يصون الوحدة الوطنية ودرءا للوقوع في أفخاخ الفتنة.