لاتزال جائحة كورونا تستعصي على الحل، ما جعل أعتى الدول وأكبر الاقتصادات تئن تحت وطأة الأزمة القاسية والممتدة إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى. وكلنا عن بعد -خارج مصر- قلوبنا معلقة بوطننا الغالي الذي لا يعرف قيمته ولانعمته كثيرون ممن يقطنونه راتعين في الأمن والأمان بين أهلهم وذويهم، نتابع ونرصد ما يجري من جهود للحد من انتشار الوباء الفتاك، تلك الجهود المغلفة ببسالة إخوتنا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا من الجيش الأبيض، العاملين بالقطاع الطبي والصحي، وأعتقد أنه أحد الأسباب وراء عدم انتشار المرض بضراوة وتعافي الكثيرين، وهو ما يحير الجميع. هنا أرصد الكثير من ردود الفعل من المتابعين للشأن المصري، وهم في ذهول من قلة الأعداد في بلد تعداده 102 مليون نسمة، ويتساءلون عن الأسباب، فأجيب: إن مصر أرض الأنبياء - عليهم السلام - ومقر أهل البيت -رضوان الله عليهم- ومستودع خير أجناد الأرض - حفظهم الله - محروسة بأمر الله إلى يوم الدين "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". ولأن كل شئ وراءه جهود حثيثة، فبالتأكيد يجب أن نحيي الحكومة المصرية بقيادة فخامة الرئيس ووزارة الصحة التي تعمل في ظل ضعف ونقص الإمكانات مقارنة بالدول الأخرى التي يفوق فيها معدل الإصابات ما في مصر، وهو ما أشادت به منظمة الصحة العالمية. لكن وجب التنبيه والتحذير أنه مع غياب الوعي وانفراط عقد الوقاية والاحتراز ستزداد حالات الإصابة بما لايدع مجالا للصحة ومستشفياتها وكوادرها كي تؤدي واجبها تجاه غول لم يكتشف له علاج حتى الآن. محطات شهيد الجيش الأبيض. "إنا لله وإنا إليه راجعون" رحم الله ابن إسنا الصيدلي الدكتور أحمد عبد الستار الخواجة، أصابته عدوى كورونا فلقى ربه في ليلة القدر. أهله طلبوا الإسعاف فلم تأت - في مشهد متكرر في جميع انحاء مصر- إذا كان موظفو الإسعاف وسائقوها ومسعفوها لا يعوون دورهم فليتنحوا كي تتاح الفرصة لغيرهم، الذين يعانون من البطالة، وما أكثرهم. والمحزن رفض أي من المحيطين به ممن خدمهم أو ارتبط بقرابة أو زمالة أو جيرة نقله للمستشفي بسياراتهم الخاصة خوفا من العدوى، ما يجعلنا نتخيل ضراوة الغول الذي نواجهه والذي يأخذ في طريقه كل قيم النبل والنخوة والشهامة والخوف والهروب ممن أحببناهم، ووهبونا سعادتنا في الحياة. وتم نقله لمستشفي إسنا ثم مستشفى أرمنت بسياره نصف نقل للشاب ابراهيم يونس ابن أصفون المطاعنة الذي تبرع دون خوف بنقل الدكتور.. لكن روحه انتقلت لبارئها بمجرد وصوله للاستقبال. رحم الله الفقيد وعزاؤنا لاهله ومحبيه. رمز الشهامة والرجولة. تحية لرمز الشهامة والرجولة ابن العم الشاب إبراهيم يونس المطعني الذي بادر بجدعنة ورجولة فور قراءة استغاثة الدكتور أحمد الخواجة على الفيس بوك، فتوجه لنقله من مستشفى إسنا لمستشفى أرمنت، وأصر على الانتظار، فور علمه بالوفاة، وعاد به لدفنه بمقابر إسنا. بارك الله في إبراهيم وأكثر من أمثاله، وأدعو السيد محافظ الأقصر لتكريمه وأمثاله، وأدعو القنوات والصحف لاستضافته لإبراز القدوة وتشجيع الجميع على النجدة والمروءة والشهامة. صحة الأقصر. إذا كانت إسعاف إسنا تقاعست عن نقل أحد الأطباء الصيادلة فما بال تعاملها مع المواطنين البسطاء، هذه صورة السيارة ربع نقل التي نقلت الدكتور أحمد نضعها لمعالي #وزيرة_الصحة ومعالي المستشار #محافظ_الأقصر. نواب إسنا لعلكم تتابعون ما نتابع، حالة السخط الشديد والواسع من الناس عليكم على صفحات السوشيال ميديا، للأسف لقد رسبتم بامتياز في هذا الاختبار، وما قبله من إغلاق ثلاث مستشفيات كبرى بإسنا وهي المستشفى العام، ومستشفى الرمد، ومستشفى الحميات، وعدم افتتاح مستشفى كيمان المطاعنة الذي يوجد به أحدث مركز لصحة الأم والطفل مجهز بأحدث الأجهزة الطبية، وتكلفته 35 مليون جنيه، لقد اصبح أهالى إسنا الذين يمثلون 40 % من سكان محافظة الأقصر بلا مستشفى واحد، بعد أن تحول المستشفى التخصصي الجديد للحجر الصحي لمصابي محافظاتالأقصر وقنا وأسوان، ما جعله لا يستوعب حتى أبناء البلد من مصابي كورونا. لقد كان يؤمل مواطني إسنا فيكم خيرا، وأن يجدوكم في صدارة الصورة، تدافعون عن مصالحهم، لكن لاحياة لمن تنادي. لإخوتنا المواطنين في جميع أرجاء مصر: أرجوكم احترسوا والتزموا الوقاية فالأمر خطير جدا جدا، عافانا الله وإياكم .. دعوات صادقات. ادعوا الله بإخلاص ربنا يحفظ مصر وشعبها وبلاد الإسلام وأن يحمينا ويزيح عنا هذا الوباء والبلاء والداء ويمتعنا بالصحة والعافية اللهم آمين.