ذكر مرصد الأزهر أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني شهدت حالة من التصعيد غير المسبوق في ظلّ ما يشهده العالم من جائحة "كورونا"، فلا يكاد يمر يومٌ إلا وفي سجل مراقبة منظمات حقوق الإنسان حادثة عنف -على الأقل- من جانب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية . وأضاف المرصد - في تقريره اليوم /الاثنين/ - أن الشعب الفلسطيني عيش بين مطرقة عنف المستوطنين وسندان فيروس كورونا؛ إذ أصبح عنف المستوطنين منذ زمن جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي في الأراضي المحتلة، فقوات الاحتلال تتيح هذا العنف الذي يُعرّض حياة الفلسطينيين للخطر ويُلحق الأذى بأجسادهم وممتلكاتهم وأراضيهم، بل ومقدساتهم؛ فسياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها المستوطنون وجنود الاحتلال شجّعت على استمرار ارتكاب المستوطنين أعمال عنف واعتداءات في حق الشعب الفلسطيني سواء على مستوى الأشخاص أم الممتلكات أم المقدسات الإسلامية. وأشار إلى أن أواخر شهر فبراير الماضي شهدت أعمال عنف وإرهاب بحقّ الشعب الفلسطيني؛ حيث اقتحم عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين التي تنشط داخل أراضي الضفة الغربيةالمحتلة، فجر الجمعة 28 فبراير، بلدة "حوارة" جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، واعتدوا على منازل الفلسطينيين وسياراتهم، وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء وصوب منازل الفلسطينيين ومحالهم التجارية، مما أدّى إلى تحطيم عدد منها، إضافة إلى إلقاء الحجارة صوب سيارات الفلسطينيين، مما أدّى إلى تخريب 20 سيارة وتحطيم زجاجها. كما أفاد شهود عيان أن الهجوم الإرهابي حدث على مرأى ومسمع من جنود الاحتلال الصهيوني الذين تواجدوا في المكان. ولم تسلم قرى أخرى من الاعتداءات في جنوب نابلس؛ إذ شهد الأسبوع الثاني من شهر مارس اعتداء مستوطنين متطرفين على بلدتي "مادما وبورين"، ما تسبّب في إرهاب سكان القريتين والإضرار بعدد من منازل المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم الخاصة. وفي شمال رام الله قام مستوطنون متطرفون بمحاولة اختطاف طفل فلسطيني في منطقة سهل قرية "ترمسعيا"، بعد أن قاموا بتحطيم زجاج السيارة التي كان يستقلها الطفل وجده. وفي تصرفات ذات جذور إرهابية متأصلة في النفوس؛ قام عدد من المستوطنين الإسرائيليين يوم الثلاثاء 10 مارس، بتحطيم نصب الشهيد "أبو عين" في نفس القرية، قرية "ترمسعيا"؛ حيث ذكرت مصادر فلسطينية محلية، أن عددًا من المستوطنين تسللوا إلى مستوطنة "شيلو" باتجاه النصب التذكاري في أراضي "ترمسعيا"، وقاموا بتحطيمه والفرار من مكان الحادث. جدير بالذكر أن الشهيد الفلسطيني "أبو عين" قد استشهد أثناء مواجهات اندلعت في "ترمسعيا" في شهر ديسمبر من عام 2014. واستشهد المرصد بتصريحات مدير منظمة "ييش دين" أن وتيرة عنف المستوطنين في أرجاء الضفة الغربيةالمحتلة تستمر دون توقف، مشيرًا إلى أن أشرطة الفيديو المصورة تُظهر المستوطنين الذين هاجموا القرى الفلسطينية بوضوح، إلا أنهم يحصلون على حصانة كاملة من سلطات الإسرائيلية، وجنود الاحتلال الذين تواجدوا في المكان ولم يحركوا ساكنًا تجاه ما يحدث لمنع الهجوم، بل على العكس، فهم يوفرون الدعم للمعتدين، مضيفا : إن هذا العنف من جانب المستوطنين ليس من قبيل الصدفة، وإنما يحدث بشكل منتظم في الضفة الغربيةالمحتلة، والثمن ما زال يدفعه الأبرياء، فقط لأنهم فلسطينيون . يذكر أن منظمة "ييش دين" أي "هناك قانون"، هي منظمة إسرائيلية من المتطوعين في مجال حقوق الإنسان في الضفة الغربية، وبحسب تعريفها لنشاطاتها تقول المؤسسة: "تتمحور نشاطات مؤسسة "ييش دين" بمقدار قيام إسرائيل بواجبها في تطبيق حماية المواطنين الفلسطينيين الخاضعين لسلطة الاحتلال العسكري، من بين المواضيع التي نعنى بها: تطبيق القانون على مواطنين إسرائيليين وعلى رجال قوات الأمن الإسرائيليين في الضفة الغربية حول المخالفات التي تم ارتكابها ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم؛ خرق حقوق الإنسان ذات الصلة باستعمال أراض فلسطينية؛ واحترام حقوق الإنسان في المحاكم العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية".