كشفت مصادر سياسية إسرائيلية، غير رسمية، في تل أبيب، أمس، أن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، يعرض خطة لاستئناف المفاوضات، ليس بين الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل أيضا مع وفد من الجامعة العربية ، بغية التوصل إلي اتفاقيات سلام شامل علي أساس مبادرة السلام العربية. وقالت المصادر، 'إن المحادثات التي يجريها كيري مع مختلف الأطراف الإسرائيلية والعربية، تستهدف إطلاق مفاوضات علي مسارين متوازيين في الصيف المقبل، الأول بين إسرائيل والفلسطينيين، والثاني بين إسرائيل والجامعة العربية'. وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وافقا علي الخطة، وإن كيري يسعي لإقناع القادة العرب بها. وإنه قد يفتتح هذه المفاوضات بلقاء قمة في واشنطن، يضم الرئيس الأميركي أوباما، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وسيحاول كيري ضم قادة عرب إلي هذا اللقاء. وأضافت المصادر أن المفاوضات علي المسارين، ستقوم علي أساس مبادرة السلام العربية، وأن المفاوضات مع الجامعة العربية ستتم بعد موافقة لجنة المتابعة العربية، بقيادة قطر، علي إضافة بند يفتح المجال أمام تبادل الأراضي بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة. وكشفت أن نتنياهو كان قد أبلغ كيري أنه في حال بدء مفاوضات مع الجامعة العربية، وطرح فيها العرب موقفهم من الانسحاب إلي حدود 1967، كما كانت عليه قبل الحرب، فإنه سينهض ويغادر غرفة المفاوضات، فهو يرفض العودة إلي هذه الحدود، ويطالب بالاعتراف بالتغيرات التي طرأت خلال سنوات الاحتلال، حيث أقيمت عشرات المستوطنات التي يطالب بأن تضم إلي إسرائيل. من هنا جاءت فكرة تبادل الأراضي التي أعلن عنها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، في واشنطن، يوم الاثنين الماضي. وسيكون التبادل بنسبة طفيفة، بحيث تضم إسرائيل المستوطنات القائمة علي الحدود، مقابل منح الدولة الفلسطينية أراضي تساويها في المساحة والقيمة من إسرائيل ما قبل 1967. وقالت هذه المصادر إن الرئيس محمود عباس، يري في فتح المسار التفاوضي العربي، غطاء ضروريا وعنصر تشجيع له ليدخل المفاوضات. وكان كيري قد استقبل، أمس، وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني، المسؤولة عن إدارة المفاوضات في الحكومة الإسرائيلية، ومعها المستشار الشخصي لرئيس الوزراء، المحامي يتسحاق مولخو، الذي أدار المفاوضات الفاشلة مع الفلسطينيين طيلة السنوات ال4 الماضية. وقد أحيطت هذه الزيارة بأجواء درامية بشكل خاص، حيث كانت ليفني ستزور واشنطن، الأسبوع المقبل، وتلتقي كيري. إلا أن تطورا ما حصل جعلها تطير بشكل عاجل إلي العاصمة الأميركية. وقبل أن تسافر، اجتمعت ليفني مع نتنياهو، الذي حملها سلة اعتراضات وتحفظات واستفسارات وأسئلة تشكيكية حول المبادرة الأميركية. وقد عقد لقاء قصير بين كيري وليفني ومولخو، أحيط بسرية. واكتفي مصدر إسرائيلي بالقول لصحيفة 'هآرتس'، إنه كان 'اجتماعا مفيدا، عرض فيه مولخو تحفظات نتنياهو وتساؤلاته، واستمعت فيه ليفني ومولخو إلي توضيحات كيري'. وقال إن ليفني قد تلتقي كيري أيضا في زيارتها المقبلة. بينما سيصل كيري إلي المنطقة بعد أسبوعين، ليواصل جهوده لاستئناف المفاوضات، مدعوما من الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأطراف 'الرباعية الدولية'.