شم النسيم عيد ولا موش عيد، حرام ولا حلال ولا مكروه، طب لو حرام، حد يديني أمارة ان عمرو بن العاص رضي الله عنه قال لمسلمي مصر.. مافيش فسيخ ولا نسيم ولابيض ملون ولا بصل ولاجناين ياشعب مارق أعياده أكل وشرب ولعب ونط حبل وشم ورد، مافيش أبو الهول ولا رمسيس ولا معابد ولا جنس صنم ياشعب النقوش والنخت والآلهة المخلدة علي الجدران، ياشعب الأوثان، صديق ظريف قال لي كلا والف كلا بل هم من جدعوا انف أبو الهول، فقلت في نفسي ياللهول، الآن حصحص الحق.. طلعنا شعب أوثان، لكن واجبي ان أشكر الصديق الظريف لأنه جعلني ابحث عن حقيقة الأمر، فوجدت مقالا جميلا للدكتور عمرو عبد العزيز منير، عضو اتحاد المؤرخين المصريين، وعضو اتحاد المؤرخين العرب، والحاصل علي جوائز في مجالات تحقيق التراث والكتب التاريخية، يقول الدكتور عمرو في مقاله القيم ' كتابات المؤرخين بما حملته من 'موروث شعبي' حول آثار مصر تؤكد أنه لم ينظر إلي تلك الآثار علي أنها أوثان أو مظاهر للكفر والوثنية يجب تحطيمها أو إزالتها إلا في حالات نادرة وشاذة. يدل علي ذلك الروايات التي أوردها المؤرخون عما لحق بوجه أبي الهول من تشويه 'ويسرد د عمرو رواية عن جدع انف أبول الهول فيقول عن لسان المقريزي.' وفي زماننا -780 ه - كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية، سعيد السعداء، قام في نحو سنة ثمانين وسبعمئة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلي الأهرام، وشوه وجه أبي الهول، وشعثه، فهو علي ذلك إلي اليوم 'هذه هي إذن الحكاية الوحيدة التي كتبت في تلك الفترة التاريخية عن كسر أنف ابي الهول، يعني في عصر المقريزي أي بعد مايزيد عن سبعة قرون ونصف من تاريخ الفتح الإسلامي لمصر سنة 20 هجرية، ثم يأتي أحد النابهين ويقول لك اشاعة، أي كلام يقال عن إقرار عمرو بن العاص لشعب مصر في الاحتفال بعيد الربيع الذي هو الأصل عيد فرعوني احتفل فيه المصريون القدماء بفصل الربيع حيث الاخضرار والإزهار وتفتح الحياة في عروق الشجر الجاف واختلط بالأمر بعد ذلك حكايات آلهة وخرافات لم تكن أصل الحكاية ويرجح أن الاحتفال بهذا العيد بدأ قبل خمسة آلاف سنة، طب ياسيدي هات لنا امر المنع العمري 'نسبة إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه' أو أمر منع عمرو بن العاص حاكم مصر للشعب المجرم بتاع البصل والفسيخ، أبدا مافيش، طب دا في الشرع فيه حاجة نعرفها كلنا اسمها سنة تقريرية، حيث يعتبر سكوت الرسول صلي الله عليه وسلم عن هذا الفعل أو القول إقرارا بمشروعيته، طب، كده، فيه صمت ياناس لخليفة المسلمين عمر عن الموضوع، تقرير ده ولا موش تقرير؟! أقول ذلك قبل ان اقص الحكاية التي يشكك فيها البعض والتي تؤكد أنه عندما قدم عمرو بن العاص فاتحا ثم واليا علي مصر أرسل الي الفاروق عمر بن الخطاب يخبره بهذا العيد وما يكون من حال المصريين فيه فأقره عليه وسمح له ومن معه من المسلمين بالاحتفال به، والحقيقة انني لا املك تأكيد او نفي تلك القصة لكنني أظن ان الأمر لا علاقة له أصلا بأعياد غير المسلمين بل بطقس تاريخي مرتبط بالطبيعة ارتبطت به بعد ذلك أحداث تاريخية في الديانات السماوية، فالأمر في النهاية أبسط بكثير من كل هذا اللغو، لقد أقر الاحتفال الشيخ علي جمعة والشيخ محمود عاشور والدكتور محمد رأفت عثمان، خلاص.. احتفلوا بالربيع والزهور والطبيعة وشموا رائحة الحياة واركبو المراكب ولا تخالفوا شرع الله في سلوككم أو مظهركم، احتفالات بريئة هي جزء من تراثك لبيس القصد منها عبادة رع أو فرحة بالانتصار علي ست إله الشر، أاو التمليس علي نقش ايزوريس وإيزيس وحورس، الحكاية بسيطة فعلا ولو أراد ماجنا 'وهو للأسف يحدث' أن يحول عيدي الفطر والأضحي إلي مناسبات للمجون لفعل وكان عاصيا، ولو جعلنا شم النسيم يوما للبهجة دون معصية فلا يمكن اتهامنا بالضلال، فنحن لا نساويه أبدا بعيدي المسلمين، فكلا هما حقا مناسبة دينية روحية وشتان مابينهما وبين شم النسيم.