حين وصفت قنصل الصينبالإسكندرية، جياو لينج، مصر بأنها "الصديق وقت الضيق"، لم يكن ذلك مجرد تعبير مجازيّ، أو مجاملة دبلوماسية، ولكنها جاءت انطلاقاً من مواقف عدة تجلّت خلالها أسمى معاني الصداقة بين دولتين تربطهما أواصر تاريخية وحضارية وثقافية عبر الزمن. وبالأمس، وفي إطار دعم الدولة المصرية للدولة الصينية في محنتها الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا، وحالة الفزع العالمي التي حدثت جراء ذلك، زار المستشار عبد العزيز أبو عيانة، رئيس نادي قضاة الإسكندرية، ووفد من أعضاء مجلس إدارة النادي، القنصلية الصينيةبالإسكندرية، معلناً لهم عن تضامن الشعب المصري مع الشعب الصيني في كفاحهم للتصدي لفيروس "كورونا"، داعياً المولى عز وجل أن يرفع عنهم ذلك البلاء. استقبلت قنصل الصين، جياو لينج، الوفد القضائي رفيع المستوى، بالترحاب الشديد، وثمّنت الزيارة ذات المغزى العميق، فيما أصدر نادي قضاة الإسكندرية، عقب الزيارة، بياناً، أعلن فيه رئيسًا وأعضاءً، عن تضامن قضاة الإسكندرية مع دولة الصين في مواجهة فيروس كورونا، موكدًا الثقة في قدرتها على ذلك. وأعرب قضاة الإسكندرية، برئاسة المستشار عبد العزيز أبو عيانة، عن إشادته البالغة بالجهود المبذولة لاحتواء ومكافحة الفيروس، مؤكدًا أن الصين تواجه هذه الكارثة بالنيابة عن العالم، وتسخّر كل إمكانياتها لاحتواء هذا المرض، ومنع انتشاره داخل الصين وخارجها. وأبدى نادي قضاة الإسكندرية، كامل ثقته في قدرة دولة الصين على اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الفيروس، مقدمًا تعازيه ومواساته للرئيس الصيني والشعب الصيني في ضحايا هذا الفيروس اللعين. كما أعلن نادي القضاة أنه سيشكل بعثة لزيارة الصين فور القضاء على هذا الوباء، ردّاً على الزيارة التي قام بها الوفد القضائي الصيني لنادي قضاة الإسكندرية في شهر نوفمبر 2019. ومن ناحية أخرى، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد كلف الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بزيارة استثنائية منذ أيام، للصين، لتقديم رسالة عميقة، بالدعم والتضامن المصري مع دولة الصين، زارت "زايد" خلالها مقر البرلمان الصينى بالعاصمة "بكين"، بحضور نائب رئيس البرلمان الصينى ورئيس الصليب الأحمر، كما اطلعت وزيرة الصحة المصرية، على الجهود المبذولة والإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، والوثائق الفنية الخاصة بذلك، فيما سلّمت القائم بأعمال وزير الصحة الصيني، هدية مصر من المستلزمات الطبية. وتزامن مع زيارة وزيرة الصحة المصرية، للعاصمة بكين، وصول شحنة المستلزمات الطبية والوقائية، "هدية" مصر للشعب للصينى، إلى مطار بكين. وكانت معابد الأقصر قد تزينت في الأسبوع الماضي، بإضاءات ألوان ورسومات "علم الصين" الأحمر المميز، كما تزينت آثار القاهرة ك"جامع صلاح الدين الأيوبي" بهذه الإضاءة والألوان، تعبيراً عن تضامن الدولة المصرية، مع نظيرتها الصينية، أمام السياح من جميع أنحاء العالم، في مشهد حضاري أثار إعجاب الملايين. وكانت قنصل عام الصينبالإسكندرية، جياو لينج، قد ثمّنت في وقت سابق، إرسال الرئيس عبد الفتاح السيسي برقية لنظيره الصينى، شى جين بينج، والتي أكد فيها على أن الجانب المصرى استقبل خبر انتشار الفيروس بكل حزن، ومشدداً على قدرة الصين على التغلب على هذه الصعوبات باعتبار الصين دولة عريقة الحضارة ولديها الإمكانيات الكافية لاحتواء هذا الفيروس، وكان هذا خير دليل على الصداقة الودية بين الرئيسين والمستوى العالي لعلاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. كما أشارت قنصل الصين، خلال مؤتمر صحفي عقدته في 11فبراير الماضي، بمقر القنصلية بالإسكندرية، أن إرسال الرئيس السيسي 10 أطنان من المستلزمات الطبية الوقائية لدعم الشعب الصيني لمواجهة فيروس كورونا، يأتي تجسيدا لعمق وترابط العلاقات بين الصين ومصر وتعزيز سبل التعاون بين البلدين.