لم يكد السلطان الموهوم أردوغان يجفف الحبر الذي وقّع به اتفاقه اللا شرعي مع العميل فايز السراج رئيس ما يسمي بحكومة الوفاق الليبية، حتى جاء الرد حاسمًا من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي أمر بإغراق أية سفينة تركية تقترب من المياه الإقليمية الليبية، معتبرًا أن تركيا دولة عدوة تناصر ميليشيات الإرهاب - بقيادة تنظيم الإخوان-التي تسيطر على العاصمة طرابلس. ثم جاء الموقف الأكثر حسماَ يوم الخميس الماضي بإعلان حفتر إطلاق المرحلة الثانية من «المعركة الحاسمة» لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وقال في كلمة تلفزيونية: «اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة لتكسروا قيودها وتفكوا أسرها»، مضيفًا: «ساعة الاقتحام الواسع الكاسح التي ينتظرها كل ليبي حر شريف، ويترقبها أهلنا في طرابلس بفارغ الصبر، منذ أن غزاها واستوطن فيها الإرهابيون، وأصبحت وكرا للمجرمين الذين يستضعفون فيها الأهالي بقوة السلاح». وفي الليلة ذاتها، أعلن الجيش الوطني الليبي أن 11 مسلحا من ميليشيات طرابلس سلموا أنفسهم للوحدات العسكرية في محور صلاح الدين بعد منحهم الأمان. ومن جانبه، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب: إن حجم مخازن الأسلحة التركية والقطرية التي دمرها الجيش في طرابلس «هائل جدًا». وكان الجيش الليبي قد حقق خلال الأيام الماضية تقدمًا كبيرًا ضد ميليشيات طرابلس، وسيطر على مناطق الساعدية وكوبري الزهراء وعين زارة. التحرك الحاسم للجيش الليبي أوقع أردوغان في شر أعماله بعد أن طنطن مؤخرًا بأن تركيا مستعدة لإرسال قوات عسكرية إذا طلبت حكومة السراج ذلك في محاولة يائسة لإنقاذ حليفه الدمية الذي باتت أيامه معدودة. ولأن الحمق له ناسه، فإن الأحمق أردوغان قد استعدى كل القوى المهتمة بالشأن الليبي في وقت واحد، وهو ما تمثل في قيام مصر بإظهار «العين الحمراء» لأردوغان بعمل مناورات بحرية وإطلاق صواريخ مداها 130 كم من الغواصات المصرية موجهةً رسالة واضحة للأحمق التركي : «إن اقتربت دمرناك». فيما قامت إيطاليا وقبرص بإعلان إجراء مناورات بحرية مشتركة، بل وأعلنت إيطاليا عن رفع علمها على السفن الحربية المشاركة حتى يراها أردوغان. أما اليونان، فقامت بتفتيش بعض السفن التركية المارة أمام سواحلها بل وقامت بوضع 28 طائرة من سلاحها الجوي على أهبة الاستعداد بعد أن قامت إحدى الطائرات التركية باختراق مجالها الجوي. وقد تواكب مع ما سبق، اعتراف الكونجرس الأمريكي مؤخرًا ب«مذابح الأرمن» أثناء الحرب العالمية الأولى على يد الأتراك باعتبارها «إبادة جماعية» وجريمة نكراء ضد الإنسانية.