مباحثات مثمرة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسى لصالح البلدين ولى العهد يصطحب «بوتين» فى جولة بالدرعية بعد مباحثات ناجحة توقيع 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم فى مجالات متنوعة فى 14 أكتوبر الجاري، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرياض الرئيس الروسى « فلاديمير بوتين» فى زيارته الثانية للمملكة العربية السعودية بعد نحو 12 عامًا من زيارته الأولى فى فبراير 2007م، وهى الزيارة التى تُعد استمرارًا للتعاون الاستراتيجى بين البلدين الصديقين. وقد شهد الملك سلمان والرئيس الروسى فعالية شراكة الطاقة السعودية- الروسية، وتوقيع ميثاق التعاون وتبادل اتفاقيات بين حكومتى البلدين، بحضور سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.. وفى مستهل ذلك، ألقى الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة كلمة أوضح فيها أن المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية بدأتا مرحلة جديدة من التعاون والتكامل فى مجالات تنموية كثيرة تهدف إلى تحقيق الازدهار والتقدم فى البلدين. وقال: «فى اللجنة السعودية- الروسية المشتركة، نعمل معًا للمواءمة بين طموحات رؤية المملكة 2030 وأهدافها الاستراتيجية، وطموحات وأهداف الخطط التنموية الاستراتيجية فى روسيا، وكان ذلك ثمرة الاتفاقية السعودية- الروسية للتعاون الاستراتيجى رفيع المستوى التى سيتم تبادلها اليوم». مجالات تنموية وأضاف: « كما نهدف من خلال الاتفاقيات التى سيتم تبادلها اليوم إلى تطوير العديد من المجالات الاقتصادية والتنموية التى تشمل: صناعة البترول، وقطاعات الطاقة الأخرى، والبحث العلمي، والفضاء، والعدل، والخدمات الصحية، والإدارة الضريبية، والثروة المعدنية، والسياحة، وصناعة الطيران، والتعاون الثقافي، وتعزيز العلاقات التجارية وغيرها من القطاعات الأخرى، إذ ستسهم الجهات الحكومية ذات العلاقة والصناديق الاستثمارية السيادية والمؤسسات المملوكة للدولة والقطاع الخاص فى كلا البلدين بجهد كبير فى هذا المجال». وأفاد سمو وزير الطاقة أنه وبمبادرة من المملكة وروسيا الاتحادية بدأ النقاش بشأن هذا الإطار المؤسسى المقترح مطلع عام 2015م وكان من نتيجته إبرام اتفاق أوبك + بين الدول المنتجة من أعضاء أوبك ومن خارجها، فى نهاية عام 2016م الذى حظى بدعم قوى من خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسى وسمو ولى العهد، ليشكل شراكة فاعلة دعمت قدرة الدول المنتجة المتعاونة على تعزيز استقرار السوق البترولية بعد أن عانت تقلبات أثرت فى الدول المنتجة والمستهلكة.
اتفاقيات مهمة بعد ذلك، تم توقيع ميثاق تعاون بين الدول المنتجة للبترول، كما جرى تبادل 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتى البلدين شملت إعلان نوايا مشترك بين الهيئة السعودية للفضاء فى المملكة ومؤسسة الفضاء الحكومية الروسية للتعاون فى مجالات «الرحلات الفضائية المأهولة» و«نظام الملاحة بالأقمار الصناعية - فلوناس». كما تم تبادل إطار التعاون الاستراتيجى السعودى الروسى رفيع المستوى، فيما جرى تبادل بروتوكول للتعاون فى مجال الطاقة، كذلك تم تبادل مشروع مذكرة تفاهم للتعاون فى المجال الثقافي، إضافةً إلى تبادل مشروع مذكرة تفاهم بشأن تسهيل وتنظيم منح تأشيرات الزيارة لمواطنى البلدين. ومن جانب آخر، جرى تبادل مشروع مذكرة تفاهم للتعاون فى المجالات الصحية بين وزارتى الصحة فى البلدين، كما تم تبادل اتفاقية بين حكومة المملكة وحكومة روسيا الاتحادية فى شأن إنشاء ملحقية تجارية بين حكومتى البلدين. فيما تم تبادل مذكرة تفاهم بشأن بدء العمل بين البلدين حول مفاوضات اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين، ومذكرة تفاهم فى توسيع تصدير البضائع الغذائية الروسية إلى المملكة، وكذلك اتفاقية تعاون بين سالك وصندوق الاستثمارات الروسى المباشر لبحث الفرص الاستثمارية فى قطاعى الزراعة والغذاء، إضافةً إلى برنامج تنفيذى فى مجال الاتصالات، وأيضًا مشروع مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال وسائل الإعلام العام، فضلًا عن اتفاقية تعاون فى قطاع السياحة، وكذا مذكرة تفاهم بشأن الاستثمارات المشتركة فى تأجير الطائرات لدعم تطوير صناعة الطيران الروسية. الاستثمارات المشتركة إلى ذلك، جرى تبادل مذكرة تفاهم بشأن الاستثمارات المشتركة في (NefteTransService) أحد أكبر مشغلى عربات السكك الحديدية فى روسيا، كما تم تبادل برنامج عمل بين هيئتى الطيران المدنى للتعريف واعتماد المعايير الخاصة بصناعة الطائرات الروسية فى المملكة، فضلًا عن تبادل برنامج عمل بين هيئتى الطيران المدنى للتعريف واعتماد المعايير الخاصة بصناعة الطائرات الروسية فى المملكة، إضافةً إلى مذكرة تفاهم للتعاون الفنى فى مجال الإدارة الضريبية مع الهيئة الضريبية فى روسيا. وعلى صعيد آخر، جرى تبادل اتفاقية تاكيد بين أرامكو السعودية وصندوق الاستثمار المباشر الروسى وروسنانو لشراء حصة أسهم روسنانو فى شركة نوفوميت، كما تم تبادل اتفاقية مشروع الميثانول فى منطقة ( أمور ) فى روسيا، وكذلك تبادل مذكرة تفاهم بين معادن وشركة فوس آجرو للشراكات الاستراتيجية ( Phos Agro) الروسية فى مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية. وفى الختام، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لوحة بعنوان «عطاء نجد» هدية تذكارية للرئيس الروسي، فيما تسلم الملك سلمان من «بوتين» طائر (الصقر) هدية بهذه المناسبة. لقاء ولى العهد وقد عقد سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس «بوتين» جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض أوجه العلاقات السعودية الروسية، ومجالات التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين، وبحث المزيد من الفرص الواعدة بين الجانبين، فى شتى المجالات بما فيها التعاون فى مجال الطاقة والاستثمارات فى البنية التحتية وكذلك التعاون فى استقرار أسواق الطاقة بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين. كما تم استعراض عدد من المستجدات والتطورات خاصة الأوضاع على الساحتين السورية واليمنية، وأهمية مكافحة التطرف والإرهاب والعمل على تجفيف منابعه. كما ترأس سمو ولى العهد والرئيس الروسى الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية السعودية الروسية، بحضور وفدى البلدين، وأكد الأمير محمد بن سلمان فى كلمته أهمية استمرار التعاون وبناء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وبحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها، والمزيد من المشروعات الاستثمارية والإنتاجية المشتركة، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. فيما نوه الرئيس الروسى خلال كلمته بأن كبرى الشركات السعودية الروسية المشاركة تقوم بدور رئيس فى ميدان الاقتصاد بين روسيا والمملكة ، مشيدًا بالتعاون الناجح بين الصندوق الروسى للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة، مشددًا على دور سمو ولى العهد فى تأسيس هذه الشراكة، مضيفًا أنه انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 نأمل فى استفادة رجال الأعمال الروس من هذه الرؤية. عقب ذلك، ألقى الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطنى رئيس الجانب السعودى للجنة الاقتصادية السعودية- الروسية كلمة أكد خلالها استعداد الجانب السعودي، من خلال هذه اللجنة، لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطط المستقبلية والمشروعات المشتركة، مثمنًا لصندوق الاستثمار الروسى المباشر افتتاح فرعه فى مدينة الرياض، وهو الفرع الأول خارج روسيا. ثم ألقى الرئيس التنفيذى لصندوق الاستثمار الروسى المباشر «كيريل ديمترييف» رئيس الجانب الروسى للجنة الاقتصادية السعودية- الروسية كلمة تطرق خلالها إلى التعاون السعودى- الروسى وحرص البلدين إلى تنميته والعمل من خلال اللجنة على تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين. بعد ذلك، ألقيت كلمات من رؤساء الشركات السعودية والروسية حيث تحدث كل من الرئيس التنفيذى لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، والرئيس التنفيذى لفوساجرو «أندريه غورييف»، والرئيس التنفيذى لشركة سابك يوسف البنيان، ورئيس شركة ألانس جروب « موسى باجايف» حيث تطرقت كلمات رؤساء الشركات إلى مجالات التعاون بين البلدين والفرص المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي. وفى ختام الاجتماع، تم التوقيع على محضر الاجتماع الذى وقعه رئيسًا الجانبين السعودى والروسي. جولة بالدرعية وكان سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان قد اصطحب الرئيس الروسى فى جولة بحى الطريف التاريخى فى الدرعية المسجل ضمن قائمة التراث العالمى فى اليونيسكو؛ حيث شهد الرئيس «بوتين» معالم الحى التاريخية وتراثه العمرانى الذى يستعرض نشأة الدولة السعودية الأولى وعاصمة هذه الدولة منذ تأسيسها حتى عصرنا الحالى فى الدولة السعودية الثالثة. ومن جانبه، أهدى الرئيس الروسى لسمو ولى العهد السعودى سلمان نحتًا فنيًا صُنع من ناب ماموث (نوع من الثدييات من فصيلة الفيلة) عُثر عليه محنطًا بصورة طبيعية فى منطقة ياقوتيا بسيبيريا، وقد عُثر على ناب الماموث متكاملًا عام 2010م، والأهم أن الماموث الضخم صاحب الناب، عاش قبل 30 ألف عام.